انطلاق أشغال منتدى المستقبل المنظم من قبل "الايسيسكو" بالرباط

أخبارنا المغربية - و.م.ع

 

 انطلقت اليوم الاثنين بالرباط، أشغال منتدى المستقبل الذي تنظمه منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وذلك بمشاركة أكثر من 30 خبيرا بارزا في مجال الاستشراف الاستراتيجي والذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي.

ويأتي تنظيم منتدى المستقبل يومي 17 و18 فبراير الجاري بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية، في إطار رؤية الإيسيسكو الجديدة، التي تتبنى استشراف المستقبل والتعامل مع التحولات والتحديات التي تواجه دول العالم الإسلامي.

كما سيشكل المنتدى فضاء للنقاش وتبادل الآراء مع الجهات الفاعلة المهتمة بهذه التحولات، والمستشرفين في مختلف المجالات، بغية بحث قدرات الاستشراف المحلية والإقليمية، وبالتالي تحديد التصورات المستقبلية الممكنة.

وفي كلمة بالمناسبة أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، السيد سالم بن محمد المالك، أن هذا المنتدى يندرج في إطار الرؤية الجديدة للمنظمة وصناعة تفكير استراتيجي بغية الاستفادة من نتائجها اسهاما في تحقيق مستقبل مشرق للعالم الإسلامي.

وأضاف السيد بن محمد المالك، أن الدراسات المتخصصة أثبتت أن تقدم الشعوب وازدهار الحضارات لا يتسنيان الا بالنظر والتفكير العلمي في مستقبلها ولا يتحققان الا بتحليل المعطيات والمكتسبات الماضية والحاضرة لمعرفة مآلاتها على المدى المتوسط والبعيد، مبرزا أن استشراف المستقبل يعتبر أفضل سبيل للحفاظ على المكتسبات الانسانية ولتطويرها قصد بلوغ أعلى المراتب.

وأبرز أن الظرفية الحالية الاقليمية والدولية تتطلب وسائل عمل جديدة وناجعة بدل الأساليب التقليدية للتعامل مع التوجهات العالمية الكبرى والتحديات المطروحة وتحقيق التنمية المستدامة وبخاصة في العالم الاسلامي الذي هو في أمس الحاجة إلى تعامل استشرافي معمق مع الاشكاليات والقضايا التي من شأنها التأثير سلبا على مساره التنموي.

من جهته قال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، السيد سعيد أمزازي، إنه في عالم تسوده العولمة تعرف التغيرات التقنية والاقتصادية والاجتماعية مستجدات وتحولات سريعة تحتم اعتماد منهجية وأنظمة استشرافية لبلورة رؤية طويلة الأجل لمواكبة هذه التطورات قصد تمكين الدول من تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبلوغ مستقبل تتحقق فيه شروط الديمقراطية والتطور والازدهار للجميع.

وأبرز السيد أمزازي أنه المغرب عرف في هذا الإطار، تحولات هيكلية عميقة تسارعت وتيرتها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، والتي تطلبت تعزيز القدرة على استشراف الإشكالات من خلال اعتماد نهج استباقي تطلعي واستراتيجي لتوقع التطورات المستقبلية على المدى المتوسط والمدى البعيد والعمل على تعبئة وتنظيم الموارد لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في البلاد.

وأضاف أن البلدان التي طورت الرقمنة والذكاء الاصطناعي في جميع المجالات، وأدخلت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف برامج التعليم والتكوين، تعد من البلدان الرائدة في اعتماد النهج الاستشرافي الذي سهل عليها توجيه الجهود لتنصب على توفير حاجيات المهن الجديدة ومهن المستقبل وبناء برامج وطنية هادفة واستباقية للتنمية.

بدوره أشاد، السيد حاتم بن سالم، وزير التعليم بالجمهورية التونسية، باعتماد منظمة الايسيسكو للمقاربة الاستشرافية لتحديد سياسات المنظمة واختياراتها الاستراتيجية، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أحد أركان مستقبل البشرية.

وأوضح السيد بن سالم أن العالم عرف في العقود الأخيرة تحولات عالمية واسعة، بعضها ايجابي وبعضها سلبي، مثل العولمة الشاملة والثورة الرقمية وزيادة الطلب على الخدمات الاتصالية والمعلوماتية، مبرزا أنه أمام هذه التحديات الجسيمة فإن المجتمعات مطالبة بأن تتهيأ للتعامل ناجع مع التحولات العلمية الحاصلة والاستفادة من الفرص الثمينة التي تتيحها هذه التحولات.

من جهته، قال، ستيفن كروجر، ممثل مؤسسة كونراد أديناور شتيفتونغ بالمغرب، إن عمل المؤسسة يركز على تعزيز الديمقراطية والحرية واقتصاد السوق وهي تسعى الى خلق حوار بين الحضارات والدول والتبادل بين الثقافات ومناطق العالم حيث تتوفر المؤسسة على 90 مكتبا في العالم و120 مشروعا في أكثر من 100 بلد.

وتناقش الجلسة الأولى من المنتدى "الاستشراف في أفق 2040"، فيما تدور الجلسة الثانية حول "محو الأمية في المستقبل"، وتناقش الجلسة الثالثة "وضع الذكاء الاصطناعي في منظوره الصحيح"،فيما تتناول الجلسة الرابعة "مستقبل العلوم".

وفي اليوم الثاني للمنتدى، سيتم تنظيم ست ورشات عمل استراتيجية في أفق 2040، تتناول الورشة الأولى "التربية: التوجهات الكبرى"، والثانية: "الثقافة: ضرورة الحوار بين الثقافات"، والثالثة: "العلوم: تحديات المستقبل"، والرابعة: "الذكاء الاصطناعي: نحو تكنولوجيا أخلاقية في خدمة المجتمع"، والخامسة: "العلوم الإنسانية والاجتماعية: التطور والاستشراف"، والسادسة: "مختبر محو الأمية في المستقبل".


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة