خريبكة : الملتقى القرآني الثالث تحت شعار "تميز المغاربة في تمسكهم بثوابتهم"

أخبارنا المغربية - و.م.ع

 

نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم خريبكة أمس الأحد بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية الملتقى القرآني الثالث لحفظة كتاب الله العزيز تحت شعار: "تميز المغاربة في تمسكهم بثوابتهم".

وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة تطرق الحبيب الناصري رئيس المجلس العلمي المحلي إلى أن المغزى من وراء تنظيم هذا الاحتفال الديني السنوي٬ باعتباره تظاهرة علمية ثقافية كبرى٬ يكمن في تشجيع وتطوير أداء الائمة وحفظة القرآن بهذه المنطقة التي كانت تتبوأ مركز الصدارة من حيث عدد حملة كتاب الله تعالى.

وقال إن مجد المغرب الحقيقي تم تأسيسه يوم الفتح الأول عند ارتباط المغاربة بالقرآن حيث اثبتوا قدرتهم على تدبره وشرح مبادئه مما جعل منهم دعاة أوفياء على مر الحقب والأزمان٬ وغدا المغرب بذلك مركز إشعاع ومنارة عرفان وقلعة عتيدة تتكسر على صخرتها أطماع الطامعين وتتحطم عليها كل جرأة أو مكابرة حيث يتقلب مدبروها على أعقابهم خاسرين.

وذكر بالعناية التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس للقرآن وأهله٬ سيرا على هدي أسلافه المنعمين٬ حيث كان من ثمرة سياسته الرشيدة أن خصص لذلك جوائز سنوية لتشجيع النشء الصاعد على حفظه وتجويده كجائزة محمد السادس الوطنية والدولية في حفظ وتجويد القرآن الكريم.

واستطرد قائلا في السياق ذاته أن جلالته ما فتئ يهتم بكتاب الله حيث أحدث مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف التي تضطلع بمهمة العناية بالقرآن تسجيلا وطبعا ونشرا وتوزيعا مع السهر على ضمان استمرار ضبطه ورسمه وقراءته بكامل الدقة والأمانة.

وأشار إلى أن التمسك بالثوابت٬ كجزء لا يتجزأ من تراث وهوية ودين المغاربة٬ هو سر الخصوصية المغربية التي وحدته عبر التاريخ وعصمته من التفرق والتشرذم والاختلاف مشيرا إلى مذهب الفقه المالكي والذي ارتضاه المغاربة منذ قرون لكونه ليس مذهبا فقهيا تنتظم به العبادات والشعائر فقط٬ بل مدرسة فكرية وتربوية اجتماعية تحمل بذور قوتها في ذاتها.

ومن جهته٬ شدد السيد محمد الفرساوي المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بخريبكة على أهمية هذه الثوابت التي اجتمعت عليها الأمة وأقامت على أساسها نظام حياتها في سياستها الدينية والدنيوية٬ منوها بالمجهودات التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت القيادة والتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من اجل الحفاظ عليها وترسيخ مبادئها لدى عموم المواطنين والمواطنات والذود عنها في جميع المحافل والمناسبات.

وقال إن برنامج تأهيل العلماء المندرج في إطار ميثاق العلماء ما هو إلا رافعة أساسية تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة وتحفيز الوازع الديني على العمل البناء خدمة للصالح العام وذلك عبر الارتكاز على مبدأ الاعتدال والتسامح من اجل التصدي للتحديات الهائلة والممارسات المشبوهة.

وقد شكل هذا الملتقى القرآني السنوي فرصة سانحة للتواصل وتبادل الأفكار وتلاقحها بين جميع القيمين الدينيين وذلك إسهاما في الرقي بالشأن الديني إلى مستويات تليق بعظمة وقدسية المهام الدينية النبيلة التي ينهض بها القيمون الدينيون ولاستثبات الأمن الروحي في المساجد وتحقيق الطمأنينة والسعادة للمواطنين التي تبقى هي مطمح كل إنسان وغايته الأولى.

وتخللت فقرات برنامجه المتنوعة تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ووصلات في فن المديح والسماع فضلا عن حفل تكريم على شرف خمسة من أئمة المساجد بالإقليم٬ وذلك عرفانا وتقديرا للخدمات الجليلة التي أسدوها بكل تفاني من أجل أداء مهمتهم الدينية السامية والقيام بها على أحسن وجهه.

وتوجت فعاليات هذا الملتقى السنوي برفع أعضاء المجلس العلمي المحلي لخريبكة وحفظة القرآن والقيمين الدينيين برقية ولاء وإخلاص لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ كما رفعت اكف الضراعة للعلي القدير بالدعاء الصالح لجلالته وبأن يحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وبأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وكافة أفراد الأسرة العلوية الشريفة.

حضر هذا اللقاء كل من الكاتب العام للعمالة وباشا مدينة خريبكة والمندوب الجهوي للشؤون الإسلامية وعدد من ورؤساء المجلس العلمية ومناديب الشؤون الإسلامية والقيمين الدينيين من أئمة وخطباء ووعاظ ومؤذنين وغيرهم من حفظة كتاب الله.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات