الذكرى 59 لليوم الوطني للمقاومة .. تجسيد لفصول ماجدة من تاريخ الكفاح الوطني

أخبارنا المغربية - و م ع

يخلد الشعب المغربي، وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير، يوم غد الثلاثاء، الذكرى 59 لليوم الوطني للمقاومة الذي يقترن بذكرى استشهاد البطل محمد الزرقطوني، والذكرى 57 للوقفة التاريخية لبطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس رضوان الله عليه أمام قبر الشهيد، استحضارا لملاحم البطولة وتضحيات شهداء الكفاح الوطني في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية وتجسيدا لقيم الوفاء لأرواحهم الطاهرة.

وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في مقال بالمناسبة، بأن ثورة الملك والشعب اندلعت لمواجهة مؤامرة المستعمر الذي حاول بكل الوسائل فرض هيمنته ووجوده فأقدم في 20 غشت 1953 على فعلته الشنيعة بنفي جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الكريمة معتقدا أنه سيخمد بذلك جذوة الكفاح الوطني، لكن الشعب المغربي المتمسك بمقدساته وثوابته فجرها ثورة عارمة مضحيا بالنفس والنفيس من أجل عودة الشرعية ورجوع الملك المجاهد الشهم الذي فضل المنفى على أن يرضخ لمخططات المستعمر.

وانطلقت المظاهرات الشعبية وأعمال المقاومة الفدائية لتزعزع أركان الوجود الاستعماري وتضرب مصالحه وتستهدف دهاقنته وغلاته، حيث تكونت خلايا ومنظمات المقاومة المسلحة بهذه المدينة وبسواها من مدن المغرب وقراه بإسهام شباب متحمس هب لإعلاء راية الوطن وفاء لشعار المغاربة الخÜالد "الله. الوطن. الملك".

وكان الشهيد محمد الزرقطوني، رحمة الله عليه، أحد هؤلاء المقاومين الأفذاذ والرموز الخالدين الذين أسسوا لانطلاق المقاومة وتخطيط أهدافها وتعزيز تنظيماتها، حيث كان بطلا من أبطال الكفاح المجيد، حريصا على تقوية تنظيمات المقاومة وامتداداتها، عاملا بكل جهده بتنسيق وتخطيط مع رفاقه في النضال دفاعا عن مقدسات الوطن، إلى أن لقي ربه شهيدا يوم 18 يونيو 1954 إثر اعتقاله من طرف سلطات الحماية، حيث فضل هذا البطل الفذ الشهادة حفاظا على أسرار المقاومة والتضحية من أجل استمرارها، معطيا بذلك المثال على روحه الوطنية الصادقة وتفانيه في الدفاع عن مقدسات وطنه، هذه الروح الخالدة التي جسدها الشهداء الأبرار عبر كل جهات المغرب، والمقاومون وأعضاء جيش التحرير الأفذاذ متحملين كل الشدائد إيمانا بحرية بلادهم واستقلالها وصيانة مقوماتها.

وقد تكللت الملحمة الكبرى لثورة الملك والشعب بالعودة المظفرة لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس محفوفا برفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955، وإعلان بشرى انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال.

وأكدت المندوبية السامية أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد هذه الذكرى المجيدة، لتتوخى التعريف بمضامين الملاحم الوطنية وأقطابها الخالدين وتلقين صفحاتها وفصولها إلى الأجيال الحاضرة والصاعدة حفاظا على الذاكرة التاريخية الوطنية تمشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إعلاء لصروح الوطن وارتقاء به في مدارج الحداثة والتقدم والتعبئة الشاملة دفاعا عن مقدسات الوطن وحفاظا على هويته ومقوماته واستلهاما لقيم الصمود والالتحام الوثيق للشعب المغربي قمة وقاعدة ذودا عن حمى الوطن وحياضه.

وبهذه المناسبة الوطنية المجيدة، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يوم غد الثلاثاء بالدار البيضاء، عدة أنشطة لتخليد هذه الذكرى، بتعاون مع السلطات الإقليمية والهيئات المنتخبة والفعاليات التربوية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني.

وتتضمن هذه الأنشطة الوقوف أمام قبر الشهيد محمد الزرقطوني والترحم على روحه وأرواح شهداء الاستقلال والوحدةº والإنصات لمقتطفات من خطاب جلالة المغفور له محمد الخامس على قبر الشهيد سنة 1956º ووقفة وكلمات بالمناسبة أمام المعلمة التذكارية المخلدة لذكرى شهداء الاستقلال والوحدة.

كما سيتم ابتداء من الساعة العاشرة والنصف صباحا بمقر عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي تنظيم مهرجان خطابي تلقى خلاله كلمات بالمناسبة وتكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، وكذا توزيع إعانات مالية ومساعدات اجتماعية وإسعافات على عدد من أفراد هذه الأسرة الجديرة بكل رعاية وتشريف.

وفي الساعة الثالثة والنصف زوالا وبمنزل الشهيد محمد الزرقطوني ستنظم ندوة علمية في موضوع ''الزعيم علال الفاسي .. آراء ومواقف حول المغرب العربي''، كما سيتم مساء اليوم نفسه بالجماعة الحضرية دار بوعزة بإقليم النواصر تدشين الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير بالجماعة الحضرية بدار بوعزة، وذلك في سياق ورش العمل المفتوح لإنجاز مشروع الشبكة الوطنية للفضاءات الحاضنة لفصول وأطوار الذاكرة التاريخية الوطنية والجهوية والمحلية.


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

ابن مقاوم

حقوق المقاومين

اين هي حقوق المقاومين الحقيقيين الذين ضحوا بالغالي والنفيس ولم ينالوا ادنى حق وهي صفة مقاوم بالرغم من توفرهم على القرائن والحجج التي تثبت صحة انخراطهم في صفوف المقاومة وجيش التحرير- حيث عرف تدبير هذا الملف في السابق اختلالات كبيرة وليتم منح الصفة لبياعة الإستعمار وما أكثرهم استفادوا من امتيازات مختلفة على حساب الطبقات الشعبية التي ناضلت في الأرياف ولبت نداء ثورة الملك والشعب بداية شهر أكتوبر 1955. ويبقى بالتالي استحضار مثل هذه الذكريات مع فئة محضوضة دون الأخرى التي كافحت بالغالي والنفيس من أجل الحرية والإنعتاق وتم حرمانها واقصاؤها من حصولها على صفة مقاوم بالرغم من توفرها على الحجج والقرائن المثبة لصحة مشارتكتها في صفوف المقاومة وجيش التحرير أيام الشدة والمحن.

2013/06/18 - 09:35
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة