اليوم العالمي للإسعافات الأولية 2013 .. توعية عالمية بالسلامة الطرقية
أخبارنا المغربية ـ و م ع
يعكس اليوم العالمي للإسعافات الأولية، الذي تخلده غدا السبت الجمعيات الوطنية الأعضاء في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تحت شعار "السلامة الطرقي"، وعي المجتمع الدولي بالأخطار البشرية والاقتصادية التي تمثلها حوادث السير.
ويشير تقرير حول وضعية السلامة الطرقية في العالم لسنة 2013 أصدرته منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 1,24 مليون شخص يموتون سنويا على الطرقات، أي حوالي 3400 شخص يوميا.
وإلى جانب هذه الوفيات (واحدة كل 30 ثانية)، تخلف حوادث السير سنويا أيضا ما بين 20 و50 مليون شخص جريح أو مصاب بعاهة عبر العالم.
وهذه الحصيلة، التي تدق ناقوس الخطر مسبقا، مرشحة للارتفاع ما لم يبذل المجتمع الدولي المزيد من الجهود لوضع حد لهذا النزيف.
وبالفعل، فإن العدد الإجمالي لضحايا الطرق مرشح للتفاقم بنسبة 65 في المائة ما بين 2000 و2020، وحتى 80 في المائة بالنسبة لعدد القتلى في البلدان ذات الدخل الضعيف والمتوسط.
ويتماشى شعار اليوم العالمي للإسعافات الأولية هذه السنة تماما مع برنامج الأمم المتحدة الذي أطلقته في مايو 2011 تحت عنوان "عشرية العمل من أجل السلامة الطرقية (2011-2020)"، سعيا للتخفيف من آثار هذه المأساة اليومية.
ويحدث أزيد من نصف الوفيات الناجمة عن حوادث السير خلال الدقائق الأولى التي تلي الاصطدام، حسب منظمة الصحة العالمية، مما يفسر تماما وجاهة موضوع "الإسعافات الأولية والسلامة الطرقية".
وبالإمكان تفادي العديد من هذه الوفيات والجروح إذا تابعت الساكنة تكوينا أساسيا في الإسعافات الأولية وكانت قادرة على التدخل سريعا وبفعالية لدى وقوع حادثة سير.
وتبرز منظمة الصحة العالمية أن سلسلة الإسعافات تنطلق من الأشخاص الحاضرين أو أولئك الذين يصلون أولا إلى مكان الحادث.
ويمكن لهؤلاء الشهود، حسب المنظمة، القيام بدور أساسي عبر استدعاء مصالح الإسعاف و/ أو تعبئة أشكال أخرى للمساعدة تساهم في التحكم في حريق محتمل وباتخاذ تدابير لتأمين الأماكن (منع حوادث أخرى، وضمان سلامة متدخلي الإسعاف واستيعاب الحشود).
وفي هذا الإطار، ولتحسيس أكبر عدد من الناس بالإسعافات الأولية والوقاية من المخاطر، فإن الرسالة المفتاح لليوم العالمي للإسعافات الأولية 2013، كما يحددها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تتمثل في "جميعنا تحت التهديد بشكل أو بآخر إلا أننا قادرون جميعا على تعلم وتطبيق سلوكات منقذة".
وفي هذا السياق، وعلى غرار مختلف منظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في باقي دول العالم، يشرف الهلال الأحمر المغربي، كل سنة، على دورات تدريبية لفائدة متطوعين يجري تلقينهم تقنيات الإسعافات الأولية وأساليب السلامة وفق المبادئ والمعايير التي يتبناها الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمتمثلة في الإنسانية والاستقلالية والحياد وعدم التحيز والتطوعية والوحدة والعالمية.
ويشير تقرير أنشطة منظمة الهلال الأحمر المغربي لسنة 2012 إلى أن مختلف فروعها تنظم باستمرار حصصا تكوينية موجهة سواء للعموم أو المتطوعين.
ويرفع الهلال الأحمر المغربي تحدي تحسيس المواطنين بالمسؤولية، من خلال تكوين المسعفين، للمساهمة في نشر ثقافة حقيقية للوقاية والإسعافات الأولية، حسب التقرير الذي يذكر أن سنة 2012 شهدت تنظيم العديد من التكوينات الرامية لتعزيز قدرة تعبئة شبكة المنظمة وجودة خدماتها.
ومكنت هذه التكوينات بالخصوص من إعادة تأهيل 43 مكونا في الإسعافات الأولية، و112 مدربا للإسعافات الأولية، وتكوين 50 مدربا في الإسعافات الأولية الأساسية، وتحسيس أزيد من 650 ألف شخص بمبادئ هذه الإسعافات من خلال تكوين حوالي 500 عضو في طاقم الإسعاف و11 ألف و110 منقذين.
كما ينظم الهلال الأحمر المغربي حصص محاكاة بتعاون وثيق مع السلطات العمومية لتعزيز استعدادات التدخل لدى وقوع الكوارث.
وشاركت المنظمة أيضا في أنشطة على الصعيد الدولي من قبيل تكوين الفريق الوطني للتدخل في الكوارث بالهلال الأحمر التونسي، وورشة الإسعافات الأولية في وضعيات العنف بكوت ديفوار، وتكوين الفريق الوطني للتدخل في الكوارث بالهلال الأحمر الليبي.
ويقوم الهلال الأحمر المغربي، الذي تأسس يوم 24 دجنبر 1957 وتترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مليكة، بدور مركزي في تنظيم وتفعيل السياسة الإنسانية المغربية.
كما يضطلع، بتنسيق مع السلطات العمومية، بمهمة إرساء الأدوات اللازمة لتدبير وضعيات الأزمة.