وزير الداخلية يؤكد على ضرورة مواكبة الدولة للجماعات الترابية لتمكين المدن الكبرى من نقل عمومي حضري "جيد وجذاب"
أخبارنا المغربية ـ و م ع
أكد وزير الداخلية السيد محند العنصر، اليوم الإثنين بالرباط، على ضرورة مواكبة الدولة للجماعات الترابية في مجال النقل الحضري لتمكين المدن الكبرى من نقل عمومي حضري "جيد وجذاب ويستجيب لمتطلبات الاستدامة في أداء الخدمات ومعايير الجودة" كما نص على ذلك الدستور في الفصل 154.
وأوضح السيد العنصر ، في كلمة افتتاح الأيام الوطنية للنقل الحضري التي تنظمها الوزارة على مدى يومين، تحت شعار" أي خارطة طريق للتنقلات الحضرية بالمغرب¿"، بشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية بالمغرب ومركز مرسيليا للاندماج بالمتوسط، أنه يتعين على الدولة مواكبة الجماعات الترابية على المستوى المالي وكذا على مستوى تقوية القدرات من خلال تقديم الوسائل والأدوات التي من شأنها تفادي وقوع "أزمة" في مجال النقل العمومي الحضري، وذلك في إطار من الشراكة والإنتاج المشترك.
واعتبر أن إشكالية النقل العمومي الحضري " قضية محورية ينبغي أن تخصص لها السلطات العمومية جهودا هامة لضمان تنقل أفضل للمواطنين وتحسين جاذبية وتنافسية المدن المغربية ".
وتتمثل أكبر التحديات التي تواجهها الجماعات الترابية في مجال النقل، بحسب الوزير، في تزايد الطلب على النقل الحضري جراء نمو حضري غير متحكم فيه، وارتفاع الكلفة بسبب التوسع الحضري وصعوبة تدارك التأخير الحاصل في البنيات التحتية للنقل الحضري، إضافة إلى التأثير السلبي على جاذبية وتنافسية المدن وتدهور جودة الخدمات والبيئةº خاصة في سياق يتميز بموارد مالية لا تتناسب مع حجم الاستثمار المطلوب في هذا القطاع.
وأشار السيد العنصر إلى أن وعي السلطات العمومية بإشكالية النقل العمومي الحضري أعطى ثماره من خلال مواكبة وإسهام الدولة في إنجاز مشاريع مهيكلة من قبيل طرامواي الدار البيضاء والرباط-سلا.
واوضح أنه إذا كانت هاتين المبادرتين شكلتا بداية حل لتزايد الطلب على النقل، فإن "تأثيرهما يبقى محدودا في غياب حل شمولي"، داعيا إلى بلورة مقاربة شمولية وإرادية وذات بعد وطني تمكن من تقاسم أفضل للمسؤوليات بهدف إنجاز مشاريع مهيكلة ومندمجة وذات أثر كبير، عبر اعتماد مخططات متواصلة للحكامة والتمويل في إطار سياسة جديدة للمدينة في مجال النقل العمومي الحضري.
وأعرب عن أمله في أن تكون سنة 2014 سنة مفصلية بالنسبة للنقل العمومي الحضري من خلال وضع آلية مخصصة للتمويل المستدام للقطاع بهدف إعطاء رؤية واضحة للجماعات الترابية في إطار مرجعي مشترك.
ومن جانبه، استعرض مدير الوكالة الفرنسية للتنمية بالمغرب السيد جويل داليغو استراتيجية التنمية الحضرية المستدامة للوكالة، مبرزا في هذا الصدد أن تحسين شروط عيش السكان عبر تهيئة المجال الحضري والنقل وتعزيز البنيات التحتية الأساسية يشكل أولوية بالنسبة للوكالة.
وأبرز أن الوكالة تعمل على مواكبة الفاعلين العموميينº خاصة الجماعات الترابية في مجال التنمية المؤسساتية وتحديث وسائل النقل والمساهمة في مشاريع النقل من قبيل طرامواي الرباط-سلا والدار البيضاء، فضلا عن تمويل الخبرات وتسهيل مخططات إدارة البيئة.
ويتضمن جدول أشغال الأيام الوطنية للنقل الحضري أربع جلسات تتمحور حول "رهانات التنقلات الحضرية بالمغرب"، و"أي نموذج لحكامة قطاع النقل الحضري بالمدن المغربية الكبرى ¿"، و"أي نموذج لضمان تمويل مستدام لتنمية قطاع النقل الحضري ¿" و " أي اندماج للتنقلات الحضرية ضمن سياسة المدينة ¿".
حضر افتتاح هذه الأيام الوطنية للنقل،على الخصوص، وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة السيد نبيل بنعبد الله، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية السيد الشرقي اضريس، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيد نزار بركة، والوالي الكاتب العام لوزارة الداخلية السيد نور الدين بوطيب.