السيدان غلاب وبيد الله يتباحثان بلشبونة مع نائب الوزير الأول ورئيسة البرلمان البرتغالي
أخبارنا المغربية ـ و م ع
أجرى رئيسا مجلسي النواب والمستشارين السيدان كريم غلاب ومحمد الشيخ بيد الله، أمس الخميس بلشبونة على هامش مشاركتهما في منتدى لشبونة 2013 مباحثات مع نائب الوزير الأول البرتغالي باولو بورطاس ورئيسة البرلمان البرتغالي أسينساو استيفيس ، همت على الخصوص تعزيز سبل التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأكد السيد غلاب في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المباحثات التي حضرتها سفيرة المغرب بلشبونة السيد كريمة بنيعيش، شكلت مناسبة لاستعراض علاقات الصداقة وحسن الجوار بين المغرب والبرتغال وكذا التعاون الثنائي في قضايا عدة سواء في الشق الاقتصادي وعلى المستوى الجيوستراتيجي.
وبعدما أشاد بمتانة العلاقات التي تجمع البلدين، أشار السيد غلاب إلى أن هذه المحادثات أتاحت الفرصة لإبراز أوجه التقارب الثقافي والجغرافي بين البلدين، والذي يتعين استثماره من اجل تعزيز التعاون الثنائي سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي.
وتابع السيد غلاب أن مباحثاته مع بورطاس، همت على الخصوص ضرورة تفعيل مجموعة الدفع الاقتصادي بين المغرب والبرتغال حتى تتمكن من العمل على نحو أكثر فعالية لدعم التنمية الاقتصادية في البلدين.
وبخصوص ملف الوحدة الترابية للمملكة، أكد رئيس مجلس النواب، أن البرتغال تدعم الموقف المغربي والوحدة الترابية للمغرب، مضيفا أن هذه المباحثات أتاحت الفرصة للتأكيد على أهمية الموقف المغربي من أجل إيجاد حل لهذا النزاع المفتعل والذي سيمكن من تعزيز الأمن والسلام في المنطقة.
وقال رئيس مجلس النواب في هذا الصدد "اليوم شركاؤنا البرتغاليون الذين هم جد واعون بضرورة تدعيم الاستقرار، يعتبرون المغرب بلدا "مستقرا" حيث بإمكانهم دعم الاستقرار من خلال مساعدتهم على إيجاد تسوية دولية لهذا النزاع المفتعل وخصوصا من اجل منع امتداده في منطقة الساحل".
وأشار إلى أن "استقرار منطقة الساحل واستقرار المغرب، يرتبطان ارتباطا وثيقا باستقرار كافة دول المغرب العربي وكذلك أوروبا والبرتغال ، ومن هذا المنطلق فإن البرتغاليين يدافعون عن قضية الوحدة الترابية للمملكة عبر دعمهم لكافة الجهود على مستوى الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد حل سياسي متفاوض بشأنه لهذا النزاع".
وبخصوص العمل البرلماني، أشار السيد غلاب إلى أنه اتفق مع رئيسة البرلمان البرتغالي على ضرورة تنشيط آليات التعاون الثنائي وتفعيل عمل مجموعة الصداقة البرلمانية، مؤكدا أنه وجه دعوة للسيدة ايستيفيس لزيارة المغرب بهدف تفعيل آليات هذا التعاون.
من جهته، أكد السيد محمد الشيخ بيد الله في تصريح مماثل، أن هذه المباحثات أتاحت الفرصة لبحث العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخصوصا تقوية التعاون بين البرلمانين المغربي والبرتغالي، وتبادل التجارب وكذا قضايا الساعة من قبيل إشكالية الهجرة السرية، والاستراتيجية الجديدة التي اطلقها المغرب من اجل تأمين مصالح المهاجرين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير ليوم 6 نونبر الجاري.
وأضاف أن هذه المحادثات تناولت أيضا الخبرة والمهارة المغربية في العديد من المجالات، والتعاون في الميدان الصناعي والفلاحي وكذا في ميادين البحث والتعليم.
وأكد السيد بيد الله أنه أعرب للمسؤولين البرتغاليين، عن الرغبة الأكيدة في تعزيز العلاقات بين البلدين، وفي تدعيم التعاون جنوب-جنوب.
وأضاف أن هذه المحادثات همت ايضا ملف الوحدة الترابية، مبرزا أن نائب الوزير الأول ورئيسة البرلمان البرتغالي، أكدا على اهمية المكانة التي بات يحتلها المغرب في المنطقة.
وقال إن المغرب "حالة متفردة"، مشيرا إلى أنه تطرق أيضا إلى الإصلاحات الديمقراطية التي أطلقها المغرب منذ عشر سنوات بعد تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، والتي توجت بالمصادقة على دستور جديد سنة 2011.
وسيشارك السيدان غلاب وبيد الله، اليوم الجمعة في ندوة برلمانية ستنظم في إطار أشغال منتدى لشبونة 2013، وذلك بمشاركة ممثلين من دول جنوب المتوسط وبلدان أخرى أعضاء مجلس أوروبا.
وستتمحور هذه الندوة التي ينظمها مجلس أوروبا بتعاون مع الاتحاد الأوروبي، حول موضوع "الدور الذي تضطلع به المؤسسات النيابية في التغييرات السياسية في بلدان جنوب المتوسط، والشرق الأوسط".
ويشكل منتدى لشبونة، الذي رأى النور سنة 1994، فضاء للحوار وتقاسم التجارب والخبرات والممارسات الجيدة بين أوروبا والقارات الأخرى، خاصة مناطق جوار أوروبا ( ضفة جنوب المتوسط والشرق الأوسط وإفريقيا).
وقد انضم المغرب لمركز شمال جنوب للمجلس الأوربي في يوليوز 2009 .