مباحثات مغربية قطرية حول سبل النهوض بالتعاون الثنائي في مجال التشغيل
أخبارنا المغربية - و.م.ع
عقد وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، السيد عبد السلام الصديقي، اليوم الثلاثاء في الدوحة، جلسة عمل مع نظيره القطري السيد عبد الله بن صالح الخليفي، تمحورت حول السبل الكفيلة بالنهوض بالتعاون الثنائي في مجال التشغيل والشؤون الاجتماعية.
وكان السيد الصديقي حل، مساء أمس، بالعاصمة القطرية للمشاركة في أشغال المنتدى العالمي للضمان الاجتماعي، الذي تحتضنه حاليا الدوحة، والذي يحضره المغرب بوفد يضم مسؤولين عن التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، والصندوق المغربي للتقاعد، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والنظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد، وممثلين عن وزارة الاقتصاد والمالية.
وقال السيد الصديقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب هذا اللقاء، إنه جرى خلاله جرد واستعراض مختلف الإنجازات المحققة في إطار التعاون المغربي القطري، وخاصة ما يتعلق بسوق الشغل، مبرزا أن الطرفين المغربي والقطري سجلا أنه لا يتم توظيف كل الطاقات اللازمة والممكنة لتفعيل التطلعات المعبر عنها من قبل قائدي البلدين جلالة الملك محمد السادس وأخيه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأضاف وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، في هذا الصدد، أنه اتفق مع نظيره القطري ب"العمل في أفق لا يتعدى السنة على مضاعفة عدد العاملين المغاربة في قطر"، والذين لا يتجاوز عددهم حاليا ستة آلاف شخص.
وأكد السيد الصديقي، في هذا السياق، أنه "تم الاتفاق على إيفاد ممثل عن الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ليقيم بصفة دائمة في الدوحة، ويباشر عملية التنسيق مع السلطات القطرية بشكل مرن وسلس"، مشيرا إلى أن نظيره القطري تعهد بتوفير كل التسهيلات للنجاح في هذه المهمة من خلال توفير مكتب داخل مقر وزارة العمل والشؤون الاجتماعية القطرية.
وقال إن هذا اللقاء شكل أيضا مناسبة لإطلاع الوزير القطري على مختلف الإصلاحات التي يباشرها المغرب حاليا في مجال سوق الشغل وأنظمة التقاعد والنظام المؤطر للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات.
وأضاف أنه جرى الاتفاق على عقد اجتماع أولي للجنة المشتركة المغربية القطرية في مجال العمل سيتحدد موعد انعقاده لاحقا عبر القنوات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن المسؤولين القطرين عبروا عن رغبتهم في عقد هذا اللقاء في المغرب للاطلاع عن قرب على الخطوات التي حققها المغرب في مختلف المجالات المرتبطة بقطاع التشغيل.
وعبر السيد الصديقي عن يقينه بأن آفاق التعاون بين المغرب وقطر واعدة في مختلف المجالات، مبرزا أن الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أكتوبر من السنة الماضية إلى قطر، في إطار الجولة التي قادت جلالته إلى عدد من دول الخليج العربي والأردن، لن تزيد هذه العلاقات الأخوية إلا قوة ومتانة.
وسجل السيد الصديقي، بارتياح، أن اليد العاملة المغربية في قطر تحظى باحترام كبير من قبل المسؤولين القطريين عن قطاع التشغيل، نظرا لما أبانت عنه من كفاءة عالية، ما حدا بهؤلاء المسؤولين إلى التعبير عن أملهم في التوجه نحو استقطاب المزيد من الكفاءات المغربية للمساهمة في النهضة التي تشهدها قطر التي تستعد على قدم وساق لمواعيد عالمية هامة في مقدمتها مونديال 2022 لكرة القدم.
وأكد استعداد المغرب للاستجابة للحاجيات المعبر عنها من قبل السلطات القطرية بخصوص اليد العاملة المغربية في مختلف التخصصات، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن المغرب يكون سنويا أزيد من 200 ألف شاب وشابة في مختلف القطاعات المهنية، وأن الجامعات المغربية تشرف على تكوين 500 ألف من الطلبة سنويا.
ومن المنتظر أن يشارك السيد الصديقي، بعد غد الخميس، إلى جانب عدد من وزراء التشغيل الأجانب، في مناظرة تندرج في إطار فعاليات المنتدى العالمي للضمان الاجتماعي، سيتم خلالها تسليط الضوء على آثار الأزمة الاقتصادية العالمية على قطاع الضمان الاجتماعي.