المغرب وأقاليمه الجنوبية بوابة على إفريقيا جنوب الصحراء وأرض خصبة لمستقبل التنمية المشتركة (إعلان الداخلة)
أخبارنا المغربية ـ و م ع
أكد المشاركون في الملتقى الدولي الثاني للداخلة أن المغرب وأقاليمه الجنوبية يشكلان بوابة على إفريقيا جنوب الصحراء وأرض خصبة لمستقبل التنمية المشتركة.
واعتبروا في البيان الختامي للملتقى (إعلان الداخلة) الذي اختتم أشغاله مساء اليوم الجمعة، أن المملكة المغربية وخصوصا أقاليمها الجنوبية، "بوابة على إفريقيا جنوب الصحراء وأرض خصبة لمستقبل التنمية المشتركة بالمنطقة وفضاء جيو استراتيجي محوري لمعالجة حاضر ومستقبل التنمية المتبادلة المنفتحة على إفريقيا وكذا على باقي المناطق الأخرى من العالم".
واعتبر المشاركون أن النسخة الثانية من هذا الملتقى الدولي "الاستثنائي بحجمه، وبزخم الخبرات التي تم حشدها"، والتي حظيت بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مكنت من تسليط الضوء على دينامية الاندماج الجهوي وآفاق التطور الترابي في ظل العولمة.
كما مكنت، يضيف البيان، من تأكيد الإرادة الجماعية للمشاركين حول ما يجب أن يكون عليه مستقبل النمو الاقتصادي الجديد والتماسك الاجتماعي والأمن والتسامح، من خلال ديناميات الاندماج الجهوي في عولمة تتم حكامتها والإحاطة الفكرية بها على المدى البعيد، فضلا عن بناء مستقبل على أساس رؤية تعتمد على الحق في تنمية بشرية مستدامة وعلى الحق في الثقافة وضمانهما مع إعطاء الأولوية لدينامية الاندماج الجهوي الذي يشجع التنمية من خلال الديمقراطية، والديمقراطية بفعل التنمية.
وفي هذا السياق، رحب البيان، بالجهود التي تبذلها المملكة المغربية في كل هذه المجالات، مشيدا في الوقت نفسه بالإجراءات المتخذة في مجال احترام الجيل الجديد من حقوق الانسان في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وتعزيز قيم الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والأولوية المعطاة للتعاون جنوب جنوب، خاصة صوب القارة الإفريقية، وكذا تغليب فض النزاعات بالطرق السلمية.
وفي سياق متصل، شدد البيان على الضرورة الملحة التي تفرض على صناع القرار الارتباط الوثيق بالشعوب والمجتمعات المدنية والأوساط الأكاديمية والفاعلين الاقتصاديين، داعيا، إلى التفكير بطرق جديدة في دينامية الاندماجات الجهوية ووضع التصنيع والابتكار في قلب أولوياتها.
كما دعا إعلان الداخلة إلى الشروع في اتباع نهج استباقي لإعادة هيكلة جيواستراتيجية للجهات الكبرى عبر تعميم آليات التطور الترابي في بعدها المستقبلي.
من جهة أخرى، لاحظ البيان أن ديناميات العولمة تتميز بسلسلة من "التغيرات الكبرى التي زعزعت موازين القوى بين الاقتصادات ونماذج التنمية"، معتبرا أن هذه التحولات الكبرى تؤدي إلى إعادة هيكلة الاندماجات والتخصصات الجهوية وإلى ظهور فضاءات ومجالات تنافسية جديدة، وبالتالي إلى فوارق دولية جديدة في مجال النمو.
وأعرب المشاركون في الملتقى عن اقتناعهم بأن الحكامة الجديدة وآليات الضبط الجديدة يتم التعبير عنها من خلال استراتيجيات تدمج الاشكال الجهوية، للحماية الممزوجة بمميزات القرب بين أقطاب التنمية والأقطاب الصناعية، وكذا من خلال سياسات الذكاء الاقتصادي والاستراتيجي.
وعلى صعيد آخر، قرر المشاركون في الملتقى إحداث الجامعة المفتوحة للداخلة كعنصر يساعد على تسريع ديناميات التنمية في المنطقة، ومختبر لاستخلاص العبر واستيقاء التوجهات المتعلقة بالاقتصاد والمجتمع والثقافة وتراث الأقاليم الجنوبية للمملكة في تفاعلاتها مع باقي العالم وخاصة إفريقيا.
كما قرروا، يضيف البيان، عقد اجتماعات منتظمة بين شركاء هذا المشروع واتخاذ المبادرات اللازمة لتفعيل وأجرأة مخطط العمل المبرمج من طرف الاتفاقية التي أسست لإحداث هذه الجامعة، وكذا في أفق التحضير لعقد الملتقى الدولي الثالث للداخلة سنة 2015.
يذكر أن ملتقى الداخلة، الذي نظمته على مدى يومين جمعية الدراسات والأبحاث للتنمية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول موضوع " "دينامية الاندماج وآفاق التطور الترابي في ظل العولمة ..تجارب دولية مقارنة"، قارب من وجهة نظر أكاديمية عدة قضايا تعنى بإشكاليات الاندماج الاقتصادي والبعد التنموي في علاقته بتحديات العولمة.
وشارك في هذه التظاهرة الدولية، مسؤولون عن مؤسسات وطنية وجهوية ودولية وباحثون ومختصون في قضايا الاندماج الجهوي في علاقاته بآفاق تطور المجالات الترابية يمثلون القارات الخمس.