إقليم صفرو .. مخطط عمل واعد للرفع من إنتاج الحليب وتحسين عملية تسويقه

أخبارنا المغربية ـ و م ع

 

يجري حاليا بإقليم صفرو تنفيذ مخطط عمل واعد يستهدف الرفع من إنتاج الحليب على مستوى الإقليم ليصل في أفق سنة 2020 إلى 30 مليون لتر في السنة أي بزيادة تقدر نسبتها ب33 في المائة مقارنة مع الإنتاج الحالي الذي لا يتجاوز 20 مليون لتر في السنة.

ويتضمن هذا المخطط، الذي رصدت له موارد مالية مهمة، عدة تدابير وإجراءات تروم، بالأساس، الرفع من كمية تسويق مادة الحليب من طرف القطاع المنظم والتي لا تتجاوز حاليا 5ر4 مليون لتر في السنة لتصل إلى 2ر7 مليون لتر في أفق سنة 2020 أي بزيادة تقدر نسبتها ب60 في المائة بالإضافة إلى تقوية ودعم التنظيمات المهنية وتحسين دخل مربي الأبقار الحلوب مع تعزيز الشراكة والتنسيق بين مربي الأبقار والفاعلين الصناعيين.

ويتوفر إقليم صفرو على قطيع من الأبقار يقدر ب24 ألف رأس موزعة ما بين الأصناف الأصيلة (35 في المائة) والأصناف المهجنة (40 في المائة ) بالإضافة إلى الأصناف المحلية (25 في المائة) إلى جانب 395 ألف رأس من الأغنام و142 ألف رأس من الماعز.

ويقدر إنتاج الإقليم من الحليب سنويا ب20 مليون لتر لا يسوق القطاع المنظم منها سوى 5ر4 مليون لتر أي ما يمثل نسبة 20 في المائة من المنتوج السنوي، بينما يتكفل 18 مركزا بجمع مادة الحليب بطاقة تخزينية تصل إلى 29 ألف لتر في اليوم.

وتساهم في تأطير قطاع الحليب على مستوى إقليم صفرو 18 تعاونية منها 17 نشيطة في حين هناك تسع تعاونيات أخرى في طور التأسيس.

وتظل آفاق تطوير هذا القطاع والرفع من إنتاجيته واعدة على مستوى الإقليم بالنظر للظروف المناخية المواتية والتي تساعد على توسيع المساحات المخصصة لزراعة الكلأ وتواجد المراعي وقرب المراكز الحضرية لبيع وتسويق المنتوج إلى جانب توفر تجهيزات أساسية ملائمة للتجميع والتخزين والتسويق فضلا عن تواجد شبكة من التعاونيات التي تنشط في القطاع.

لكن ورغم كل هذه المؤهلات فإن قطاع إنتاج وتسويق الحليب بالإقليم يعاني من عدة اختلالات من بينها ضعف إنتاجية القطيع وارتفاع كلفة الإنتاج التي تتراوح ما بين 28ر2 درهم و45ر2 درهم للتر الواحد مقارنة مع سعر البيع الذي يتراوح بدوره ما بين 20ر3 درهم و 70ر3 درهم للتر حسب نوعية الحليب وجودته مما يخلف هامشا للربح لا يتجاوز ما بين 08ر1 درهم و42ر1 درهم للتر الواحد بالإضافة إلى ضعف البنيات التحتية الخاصة بالإنتاج والتجميع والتسويق وضعف تأطير مربي الأبقار وعدة إكراهات أخرى.

ويروم مخطط العمل، الذي تشرف على تنفيذه المديرية الإقليمية للفلاحة بصفرو، رفع هذه التحديات بهدف تطوير القطاع وتنميته والرفع من إنتاجيته عبر مجموعة من التدابير والإجراءات العملية والقابلة للتنفيذ التي تستهدف على الخصوص تفعيل سلسلة إنتاج وتسويق الحليب وجعلها مكونا أساسيا للتنمية المحلية.

ويرتكز هذا المخطط على استهداف المناطق التي تتوفر على مؤهلات كبيرة في مجال إنتاج وتسويق الحليب وكذا من خلال تنمية وتطوير آليات التجميع والتسويق ودعمها في اتجاه الاندماج بهدف تنظيم القطاع وفق الأهداف التي يتضمنها مخطط "المغرب الخضر".

كما يتضمن هذا المخطط مجموعة التدابير والإجراءات التي تهم عملية تثمين ودعم تدخلات ومبادرات صناديق تنمية سلاسل الحليب بهدف تنظيم المستفيدين ودعم وتكوين وتأطير التعاونيات مع تشجيع الاستثمار في إطار صناديق التنمية الفلاحية للاستفادة من المساعدات والتحفيزات التي تقدم لمربي الأبقار الحلوب وغيرها.

وحسب المشرفين على تنفيذ هذا المخطط فإن الرفع من مستوى إنتاج الحليب وتحسين جودته وتنظيم عملية تسويقه تمر حتما عبر اقتناء المربين للأصناف الجيدة من الأبقار الحلوب وإحداث شبكات للتلقيح الاصطناعي مع إنشاء سلاسل لإنتاج العجلات الحلوب فضلا عن إقامة وحدات لإنتاج الأعلاف وتوسيع المساحات المخصصة لزراعة الكلأ وتأطير الموارد البشرية.

ولتحقيق هذه الأهداف رصدت وزارة الفلاحة للاستثمارات الموجهة لقطاع إنتاج الحليب والتي قدرت ب38 مليون و407 ألف درهم مساعدات مالية مهمة بلغت خلال سنة 2013 ما مجموعه خمسة ملايين و343 ألف درهم خصصت لاقتناء الأبقار الحلوب وبناء وتجهيز المحلات المخصصة للتربية والتسمين.

ومن شأن تفعيل التدابير والإجراءات التي تضمنها هذا المخطط أن تعطي دفعة قوية للقطاع الفلاحي بصفة عامة ولقطاع إنتاج الحليب بصفة خاصة على مستوى إقليم صفرو باعتبار الأدوار التي يقوم بها في ميدان التنمية المحلية وكذا لتأثيراته الإيجابية على حياة ساكنة المنطقة من خلال توفير مناصب الشغل وتحسين الدخل.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات