ادريس الكراوي: النموذج التنموي لأقاليم الجنوب رسم معالم التحولات الكبرى لجيل جديد من التنمية في إطار الجهوية الموسعة
أخبارنا المغربية ـ و م ع
قال الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيد ادريس الكراوي ، اليوم الأربعاء بالرباط ، إن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية رسم معالم التحولات الكبرى لجيل جديد من التنمية بهذه الأقاليم في إطار الجهوية الموسعة .
وأضاف السيد الكراوي ، في محاضرة حول " النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية " ألقاها في إطار أيام علمية وثقافية ينظمها (مركز الدراسات الصحراوية) بالرباط من 18 حتى 20 دجنبر الجاري ، أن هذا النموذج حدد عدة أهداف وطموحات مرقمة ومحددة في الزمان ، ستعمل الآليات المؤسسية التي تم اقتراحها والميكانيزمات التمويلية التي تم ضبطها ، على تفعيله بشكل يتماشى مع تطلعات الجهات الثلاث للأقاليم الجنوبية وساكنتها .
وأكد أن الضامن الرئيس لتفعيل هذا النموذج ، هو الإرادة السياسية القوية التي عبر عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا الإشراك الفعلي والحقيقي لكافة المكونات والقوى الحية بهذه الأقاليم في وضع هذا النموذج ، وهو ما مكنها من تملك مختلف عناصره ، مشيرا إلى أن هذين المعطيين سيوفران الشروط المثلى لتنزيل هذا النموذج في إطار الجهوية الموسعة.
وفي سياق متصل، أبرز السيد الكراوي أن التشخيص الذي تم استنتاجه من خلال جلسات الإنصات الواسعة والدراسات الدقيقة والحوارات الداخلية بين مختلف مكونات المجلس وكذا تفاعل هذه الحوارات مع الفاعلين والقوى الحية بالمناطق الجنوبية، انبنى على فعلية الحقوق الأساسية للإنسان بالأقاليم الجنوبية للمملكة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية ، وتلك المتعلقة بالحكامة.
وحدد من جهة أخرى مرجعيات وسياقات وعناصر هذا النموذج التنموي، والمقاربة التي تم اعتمادها في إعداده .
وللإشارة فإن هذا النموذج ، الذي جرى تقديمه مؤخرا بالرباط ، خصص حيزا هاما للجانب المتعلق بالجهوية المتقدمة ، حيث أبرز أن تحقيق تحولات تنموية هامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة ، يقتضي الانتقال من منطق المركزية إلى تدبير يعتمد أكثر على اللامركزية واللاتمركز، وذلك بغرض ربح رهان الجهوية المتقدمة.
واعتبر المجلس ، في هذا النموذج ، أن نجاعة النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية تقوم أساسا على استقلالية القرار وإنجاز المشاريع على مستوى الأقاليم، مع الإشارة إلى أن الجهوية المتقدمة تشكل الإطار المؤسسي لهذا النموذج، وهو الإطار الذي نص عليه دستور 2011 .
ولتحقيق هذه الغاية ، يرى المجلس أن نقل العديد من الاختصاصات للمنتخبين الجهويين المحليين سيساهم في تقريب مراكز القرار من المواطنين. ويوصي المجلس في هذا الإطار - طبقا لما نص عليه الدستور في فصله 140 - بأن تتمتع جهات الأقاليم الجنوبية بسلطة تنظيمية، فضلا عن ضمان اللامركزية في أوسع أشكالها وأكثرها وضوحا في الصلاحيات والوسائل، كي تتمكن الجهات من التكفل بتنميتها الذاتية في أفضل الظروف الممكنة.
وتنظم هذه الأيام العلمية والثقافية بتعاون مع طلبة ( ماستر الإنسان والمجال) بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال بالرباط ، تحت شعار " الصحراء ، ثقافة ، وإبداع ".
ويشمل برنامج هذه الأيام محاضرات منها " حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية " يلقيها رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان السيد ادريس اليزمي ، إضافة إلى عرض أشرطة وثائقية وتاريخية اثنوغرافية حول الصحراء ، وتنظيم أمسية تلقى خلالها قصائد شعرية ، كما ينظم معرض يسلط الضوء على حياة وثقافة الصحراء .
وللإشارة ، فإن مركز الدراسات الصحراوية ، الذي يوجد مقره بكلية الآداب أكدال بالعرفان، تم إحداثه بمبادرة من جامعة محمد الخامس أكدال الرباط ، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية للمملكة والمكتب الشريف للفوسفاط .