تدشين مشروع رائد للصرف الصحي وإعادة استعمال المياه العامة بمنطقة تديلي بإقليم الحوز
أخبارنا المغربية - و م ع
تم، اليوم الخميس بدوار تماتيلت بالجماعة القروية تديلي مسفيوة بإقليم الحوز، تدشين مشروع للصرف الصحي ومحطة لمعالجة وتصفية المياه العادمة، والذي أنجز بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية بمبلغ يقدر ب9ر13 مليون درهم.
وسيستفيد من هذا المشروع الرائد، الممول من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية بمبلغ 12 مليون و435 ألف و192 درهم بنسبة 43ر89 في المائة من التكلفة الإجمالية، بشراكة مع جمعية تيسليت للتنمية والجماعة القروية تديلي مسفيوة (مليون و470 ألف درهم)، أزيد من 300 أسرة أي ما يعادل أزيد من 2000 نسمة بدواوير تمزكيدة تماتيلت وتوورت بإقليم الحوز.
وأنجز مشروع الصرف الصحي ومعالجة وتصفية المياه العادمة بفضل مساهمة عمالة إقليم الحوز (المساعدة التقنية واللوجيستيكية) وانخراط العديد من الشركاء من بينهم المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش.
كما ساهم في إنجاز في هذا المشروع الوكالة الجهوية بمراكش للماء والكهرباء والمصلحة الجهوية للبيئة ومصلحة المياه بمديرية النقل والتجهيز واللوجيستيك بالحوز والمديرية الجهوية للصحة ووكالة الحوض المائي لتانسيفت والمديرية الإقليمية للفلاحة بمراكش.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد عامل إقليم الحوز يونس البطحاوي أن هذا المشروع النموذجي يجسد عمق الروابط المتينة والمتجدرة في عمق التاريخ، ويؤكد كذلك التعاون المتميز في مختلف المجالات التنموية بين البلدين الصديقين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية.
وأبرز أن هذا المشروع التنموي الطموح سيساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة والتصدي لمظاهر التلوث البيئي والحفاظ على الفرشة المائية وتدعيم القيمة البيئية للمنطقة، كما أنه يشكل مبادرة رائدة في مجال التنمية الاجتماعية من خلال ترسيخه للمقاربة التشاركية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يؤكد على نهجها كدعامة أساسية للاستجابة للحاجيات الضرورية للمواطنين وتحسين مستوى عيشهم.
وأضاف أن لهذه المقاربة صدى قوي في نفوس الساكنة المستهدفة عبر مختلف مناطق الإقليم لارتباطها بانتظارات حقيقية للمعاش اليومي للمواطن ولآثارها الفعلية والملموسة على مستوى تحسين جودة الحياة و ظروفها بما يليق وحقوق الإنسان وصون كرامته.
وسجل أن أهمية هذا النوع من المشاريع تكمن في كونها أمثلة يحتذى بها في تعزيز إيمان الساكنة وجمعيات المجتمع المدني بقدرتهم على إنجاز مشاريع بقيمة تقنية و تنموية مضافة عالية.
من جانبه، أبرز القائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية بالرباط ماتوي لوسانهوب أن هذا المشروع ساهم في خلق دينامية ايجابية ومحيط مواتي وفي تطوير آليات العمل التشاركي بين مختلف المتدخلين المحليين والإقليميين، حيث كان من نتائج ذلك تحويل مشروع عادي للصرف الصحي إلى مشروع مندمج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن هذا المشروع يمثل تجربة ناجحة وفريدة من نوعها في إقليم الحوز، ويتعين تثمينها نظرا للعدد الكبير للجمعيات النشيطة بالإقليم وتزامن هذه التجربة مع انطلاق تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للصرف الصحي القروي بالمغرب.
من جهته، سجل رئيس جمعية تيسليت للتنمية عبد العزيز علاوي أن تتبع وضمان الاستمرارية والاستدامة يعد من أصعب التحديات التي تواجه هذا المشروع، مشيرا إلى أن الجمعية وضعت خطة وبرنامج من أجل ضمان الاستدامة لهذا المشروع من خلال إقحام شريكين أساسيين وهما جماعة تديلي مسفيوة والمركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة بجامعة القاضي عياض.
وأبرز أن هذه التجربة النموذجية من شأنها أن تشكل مثالا يتعين تعميمه في مناطق أخرى من الجماعة وإقليم الحوز برمته.
من جانبه، أكد رئيس الجماعة القروية تيدلي مسفيوة محمد التيجاني أنه أضحى من الضروري ربط الدواوير بشبكة التطهير السائل نظرا لتزويد جلها بشبكة الماء الصالح للشرب والذي أدى إلى الزيادة في استهلاك الماء لدى الأفراد في المنازل.
واعتبر أن صيانة والمحافظة على هذا المشروع الأخضر الصديق للبيئة والأول من نوعه بالمنطقة، يعد أكبر تحدي لضمان استمرار خدماته لفائدة السكان والبيئة بصفة عامة.
وقد تم تشكيل لجنة دائمة مكونة من أعضاء جمعية تيسليت للتنمية من أجل ضمان متابعة وتدبير هذا المشروع. كما تم وضع مخطط للتسيير الفعال من أجل استدامة نظام تجميع ومعالجة المياه العادمة بمنطقة تديلي.
كما تم توقيع اتفاقية بين الجمعية والجماعة القروية تديلي مسفيوة تهم صيانة شبكة التطهير السائل ومحطة معالجة المياه العادمة.
وتم، بنفس المناسبة، التوقيع على اتفاقية بين جمعية تيسليت للتنمية والمركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة تتعلق بمتابعة أداء مراحل التصفية بمحطة المعالجة من أجل إعادة استعمال المياه.
يذكر أن أشغال إنجاز هذا المشروع انطلقت سنة 2012، وقد وصل معدل الربط بشبكة التطهير السائل بمنطقة تديلي حاليا إلى 50 في المائة، فيما يؤكد المسؤولون عن هذا المشروع أن معدل الربط سيصل إلى 100 بالمائة في أفق شهرين.
وتميز حفل تدشين هذا المشروع بحضور، على الخصوص، رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز أحمد التويزي، ورئيس الفضاء الإقليمي للجمعيات بالحوز ومنتخبين محليين.