افتتاح ندوة دولية علمية حول "السيرة النبوية وأفاق الاستمداد" بالقنيطرة
أخبارنا المغربية - و م ع
افتتحت اليوم الاثنين برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة أشغال ندوة علمية دولية في موضوع "السيرة النبوية وآفاق الاستمداد" بمشاركة علماء وأساتذة من السعودية والإمارات العربية وقطر والجزائر وتونس والمغرب .
وتسعى هذه الندوة التي ينظمها مركز "ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة" التابع للرابطة المحمدية للعلماء بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة وبشراكة مع مختبر الدراسات الشرعية والبناء الحضاري على مدى ثلاثة أيام إلى بيان الأفاق الواسعة لاستثمار السيرة النبوية والإمكانات الكبرى للاستفادة من مادتها المهمة.
وأكد السيد أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء على أهمية دراسة السيرة النبوية من الناحية الحضارية والاجتماعية والنفسية والتربوية، مبرزا أنه إذا كان علم السيرة ينفتح على هذه الآفاق كلها فانه ينفتح أيضا على "تجديد في المناهج التي ينبغي التعاطي فيها مع هذا العلم لكي يتم الانتقال به من مجرد التبرك إلى التأسي وطرح الأسئلة الحارقة في سياقنا الحضاري الذي يطرح جملة تحديات لاستنباط واستخلاص الأجوبة عن هذه الأسئلة من خلال علوم السيرة المتجددة من هذا المعين الذي هو هدي سيدنا رسول الله".
وشدد على أن بلوغ هذا الهدف يطرح جملة من المقاربات الوظيفية بحيث أن السيرة النبوية سوف تكون مصدرا لاستخلاص هذا الهدي النبوي المتجدد في عالم أصبح يشوبه نوع من القلق، مما يجعل السيرة النبوية جوابا فعليا وعمليا عن هذه الأسئلة الحارقة كلها.
من جهته أكد الدكتور محمد السرار رئيس مركز "ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة بالعرائش" خلال هذا اللقاء الذي حضره على الخصوص والي جهة الغرب الشراردة بني احسن عامل إقليم القنيطرة السيدة زينب العدوي، ورئيس المجلس العلمي المحلي بالقنيطرة ، أن علم السيرة الشريفة يعد مصدرا من أهم مصادر استلهام روح الإسلام المبنية على التوسط والتوازن والدعوة إلى ارتياد مجالات الإبداع في الحياة وترسيخ مبادئ المدنية وأصول التحضر مع المحافظة على القيم.
وأعرب عن أمله في أن تحقق الأبحاث المقدمة في هذه الندوة الأهداف المرجوة منها على الخصوص لفت النظر إلى الأهمية البالغة لعلم السيرة النبوية الشريفة في موضوع كل علم من العلوم الشرعية وإلى كونها تعد من أعظم الموارد التي تستمد منها جميع الأنظار المتعلقة بنظم الدولة وطرق تسيير مؤسساتها وأصناف العمالات وأشكال الوظائف التي تكون هيكلها وأنماط السياسات الشرعية المتبعة فيها.
وأضاف السيد السرار أن من بين الأهداف المرجوة أيضا من هذه الأبحاث دعم جهود التكوين المستمر لطلبة الماستر والدكتوراه بالجامعة حتى تكون هذه الندوة حلقة ضمن سلسلة طويلة من الندوات والدورات التكوينية والاوراش العلمية والدروس الافتتاحية والمحاضرات المتخصصة ومعارض المنشورات التي تحضرها الرابطة المحمدية للعلماء في ميدان الجامعة المغربية مساهمة بذلك في دعم التكوين العلمي الرصين والمنفتح للطلبة ورابطة جسور التعاون العلمي والتعارف المعرفي بين الأساتذة الباحثين.
ومن جهته شدد السيد عز الدين الميداوي رئيس جامعة ابن طفيل على أهمية هذا اللقاء العلمي الذي أبت الرابطة المحمدية للعلماء إلا أن تتقاسمه مع الجامعة لإغناء النقاش في موضوع يكتسي أهمية بالغة إذ سيشكل إضافة علمية ونوعية ستسهم في تأطير البحث العلمي بهذه الجامعة.
من جانبه أكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة السيد عبد الحنين بلحاج أن هذا النشاط يكتسي أهمية بالغة لكونه يندرج في إطار الديناميكية العلمية التي تعرفها الكلية والانخراط المتميز والجاد لمختبراتها في مشاريع الإشعاع العلمي والإنماء الثقافي والانفتاح على المحيط.
وقال "إن كليتنا تؤمن بان الأمل معقود أساسا وتحديدا على الجامعة في النهوض بالمجتمع وتحقيق رهانات إصلاحه وتنميته وبناء الإنسان بناء حقيقيا يستجيب لكل تطلعاته ويستوعب جميع أبعاده" .
وأشار إلى أن المشاركين في هذه الندوة العلمية سيعكفون على دراسة السيرة النبوية بطريقة علمية اكاديمية دقيقة تفتح أفاقا جديدة في مضمار البحث العلمي الرصين مستشرفة بذلك مستقبلا مشرقا للأجيال القادمة.
وسيتدارس المشاركون في هذه الندوة مجموعة من المحاور منها على الخصوص "الاستمداد من السيرة النبوية في مصادر تفسير القرآن الكريم ، تفسير الطبري نموذجا" و"الهدي التطبيقي للهدي القرآني في السيرة النبوية" و"السيرة النبوية مصدرا للسنن الربانية " و"الإنسان النموذجي في السيرة النبوية" و"بناء الأسرة على عهد النبوة وسمات العلاقة بين أفرادها".