ساحة باب سيدي عبد الوهاب بوجدة تفتتح فضاءها لفنون "الحلقة" والفرجة الشعبية
أخبارنا المغربية - و م ع
افتتحت ساحة باب سيدي عبد الوهاب بوجدة، أمس السبت فضاءها للتنشيط الثقافي من خلال تقديم عروض في فنون "الحلقة" والفرجة الشعبية، وذلك بعد إعادة تهيئتها في إطار إعادة تأهيل وترميم المدينة القديمة.
ويندرج هذا التنشيط الثقافي في إطار رد الاعتبار إلى فنون "الحلقة" وروادها، وإعطاء الساحة المكانة التي تستحقها كمعلمة تاريخية بارزة من معالم المدينة التي كانت منذ عقود خلت فضاء لفن "الحلقة" الذي يعتبر فنا مغربيا يستمد مقوماته الفنية من الفرجة الشعبية التقليدية ومن مكونات مختلفة كالموسيقى والمسرح والرقص وفن الكلام وغيرها.
وقد تميز حفل افتتاح تنشيط هذه الساحة، الذي حضره والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنكاد السيد محمد مهيدية ومسؤولين وفعاليات محلية، بتقديم عروض فنية تؤرخ لذاكرة هذه الساحة، وعلى رأسها "الحلقة"، من طرف بعض روادها من الشيوخ الذين يعول عليهم لتحويل هذا المكان إلى ملتقى للفرجة والمتعة والتواصل الانساني، وجعله مركز جذب وقطبا حيويا متميزا يساهم في التنمية الاقتصادية والسياحية والثقافية للمنطقة كما هو الشأن لجامع "الفنا" بمراكش.
وأبرز محمد شابير، رئيس مجموعة البحث في تاريخ وتراث الشرق المغربي، بهذه المناسبة، الدور الكبير الذي قامت به مجموعة من الفعاليات والمتدخلين لإعطاء دفعة قوية لهذه الساحة لتصبح فضاء للتنشيط والتنمية الثقافية، معربا عن أمله في أن يتحول هذا الفضاء، الذي يعتبر ذاكرة تاريخية وموروثا ثقافيا وحضاريا عريقا لمدينة وجدة بفضل هذه المبادرة، إلى تراث ثقافي لامادي في خدمة التنمية المندمجة والمستدامة.
من جهته، اعتبر لحسن الشرفي المدير الجهوي لوزارة الثقافة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف من هذه المبادرة يتمثل في إحياء ذاكرة هذه الساحة التي لها إرث تاريخي قديم وخاصة في فن "الحلقة"، الذي يشكل نموذجا لإبداع روادها (شيوخ الحلقة).
وأشار إلى أن تنشيط هذه الساحة سيعيد الاعتبار للشأن الثقافي والاجتماعي للمنطقة، بالنظر إلى أن ما يعرضه شيوخ "الحلقة" من قصائد بدوية وروايات شفوية يدخل في تأطير المجتمع خاصة في جانبه المتعلق بالعلاقات الاجتماعية والأسرية والإنسانية، فضلا عن دوره الاقتصادي المهم في المساهمة في خلق رواج تجاري على مستوى الدكاكين والمقاهي المجاورة للساحة.
من جانبه، أشار الباحث في تراث المنطقة الشرقية، يحيى بلخو، إلى عراقة تاريخ فن "الحلقة" في مدينة وجدة، إذ تعتبر من أثرى الحلقات في المملكة خاصة أن روادها يأتون من داخل المغرب والجزائر ومن شنقيط مسجلا أن "الحلقة" بوجدة كانت تقام بالقصبة المرينية في داخل المدينة القديمة قبل أن تحتضنها أيضا ساحة باب سيدي عبد الوهاب التي كانت في السابق عبارة عن ساحة تضم أشجار الزيتون ومخصصة للدواب التي يقصد أصحابها ولوج المدينة القديمة.
ويشارك في التنشيط الثقافي لهذه الساحة، الذي جاء ثمرة شراكة بين الولاية والجماعة الحضرية والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة، مجموعة من رواد فنون "الحلقة" بالجهة الشرقية وفرقهم، وعلى رأسهم الشيوخ أحمد ليو ومحمد السالمي والجيلالي مازة وعلال مالحي وعلي كبور في فنون الكلام والمديح الديني والمشيخة والحكي والفكاهة وكذا التسلية.