انطلاق فعاليات الملتقى السينمائي الأول لمدينة بني ملال
أخبارنا المغربية - و م ع
انطلقت، مساء أمس الأربعاء بدار الثقافة بمدينة بني ملال، فعاليات "الملتقى السينمائي الأول لبني ملال" (دورة المرحوم عمر مديحي)، بتكريم الفقيد عمر مديحي، الناشط الجمعوي والثقافي، خلال حفل الافتتاح عرفانا بخدماته الجليلة والمتنوعة لساكنة المدينة.
وتم، بالمناسبة، عرض شريط قصير حول الفقيد، الذي كان من أبرز وجوه الحركة الثقافية والجمعوية والرياضية بمسقط رأسه أبي الجعد، حيث انخرط منذ نعومته في الحركة المسرحية، وشارك في تأسيس أول جريدة محلية، وساهم في تأسيس أول مهرجان سينمائي، "أيام عين أسردون للسينما المغربية ببني ملال" سنة 2009 بمبادرة من جمعية الحكواتي للمسرح والسينما والتنمية الثقافية، كما ساهم في بعض أفلام المخرج حكيم بلعباس المصورة بأبي الجعد.
كما تم عرض شريط طويل تحت عنوان "تونزا" للمخرجة مليكة منوك، والذي تدور أطواره في قرية بمنطقة سوس وفي ظل تقاليد تقضي بحرص الفتيات العازبات على حجب وجوههن بلثام، حيث تتشابك الخيوط لتنسج قصة زواج صديقين هما إبراهيم العائد إلى القرية والحسين الملازم للبلدة كل بأخت الآخر.
وفي هذا السياق، قالت أمينة الصيباري، رئيسة جمعية ثقافات وفنون الجبال، في كلمة بالمناسبة، إن هذا الملتقى السينمائي الأول لمدينة بني ملال، الذي ينظم على مدى أربعة أيام تحت شعار "السينما، الفضاء والتنوع الثقافي"، يعتبر فرصة لعشاق الفن السابع للاطلاع على جديد السينما المغربية، إلى جانب الانفتاح على سينما أخرى، لبلد شقيق وهو تونس، البلد الضيف لهاته الدورة.
وأضافت الصيباري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الملتقى يعتبر محطة لتلقي التكوين في المجال السينمائي، من خلال تنظيم ورشات لفائدة الشباب في كتابة السيناريو والتصوير والإخراج والمونتاج والقراءة الفيلمية، مبرزة أن هذه الدورة تعتبر أيضا مناسبة للتعريف بمدينة بني ملال ونواحيها، وبالتنوع الجغرافي والثقافي، الذي يميزها عن باقي المدن المغربية، ما يشكل مجالا خصبا، لتصوير الأفلام، وتشجيع المخرجين على الاشتغال بالمنطقة.
وأشارت إلى أن الجمعية تهدف إلى احتضان مهرجان سنوي بمدينة بني ملال، يكون بمثابة عرس فني قار، يحتفي بالموسيقى والمسرح والسينما، والفنون التشكيلية، مبرزة أن الجمعية تراهن من خلال هذا الملتقى الثقافي على إبراز الطاقات الفنية المحلية والوطنية، إلى جانب تثمين التراث المادي واللامادي للمنطقة، وتسليط الضوء على كل الفنون، التي تنبثق من الجبال، باعتبارها عمقا استراتيجيا اقتصاديا سياحيا وجماليا مهما.
من جهته قال حسن زينون، رئيس لجنة التحكيم، إن هذا الملتقى السينمائي الأول، الذي تحتضنه دار الثقافة التي تتميز بمواصفات حديثة ومتطورة، يعتبر محطة لعرض مجموعة من الأفلام المغربية والتونسية، وتقريبها من الجمهور الملالي من عشاق هذا اللون، مبرزا أن أهم ما يميز هذه الدورة هو تنظيم ورشات لفائدة شبان بني ملال حول "كتابة السيناريو والإخراج".
وأضاف السيد زينون "إن السينما المغربية خطت خطوات كبيرة إلى الأمام بحصولها على مجموعة من الجوائز في المهرجانات السينمائية خارج الوطن"، مبرزا أن السينما والسينمائيين أفضل سفير للمغرب خارج الحدود.
من جانبه، قال رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب عبد الخالق بلعربي "إن مدينة بني ملال تشهد لأول مرة تظاهرة ثقافية سينمائية من العيار الثقيل والتي انطلقت من البداية وكأن مدينة بني ملال راكمت تجارب سابقة"، مبرزا أن الفضاء الثقافي الذي يحتضن هذه التظاهرة الثقافية وطريقة التنظيم يعكس الاحترافية في الميدان السينمائي.
وأبرز السيد بلعربي أن هذا الملتقى الثقافي السينمائي الذي سيصبح مستقبلا مهرجانا سينمائيا يأتي في الصيرورة التي يعرفها المشهد الثقافي السينمائي على المستوى الوطني، حيث تحتضن مجموعة من المدن المغربية في هذه الفترة تظاهرات ثقافية متنوعة.
ويشمل البرنامج مجموعة من الأشرطة والأفلام منها "الأستاذ" للمخرج محمود بن محمود، و"ملاك" للمخرج عبد السلام الكلاعي، و"صرخة بلعمان" للمخرجة جنان فاتن محمدي، و"ريكلاج" للمخرج إدريس القايدي وهشام ركراري، و"لعكوسات" للمخرج عبد الكريم تبوت، و"خلاص" للمخرج عبد الإله زيرات، و"مرايا" للمخرج التهامي بوخريص، و"جمعة مباركة" للمخرجة أسماء المدير، و"المزهرية" للمخرج فيصل لحليمي.
كما يتضمن البرنامج أفلام "اليد الثالثة" للمخرج هشام اللاديقي، و"الذاكرة" للمخرج أحمد بايدو، و"أنا" للمخرج لحسن الشناني، والفيلم القصير "صباط العيد" للمخرج أنيس لسود.
وبموازاة مع برنامج العروض سيتم عرض أشرطة طويلة، خارج إطار المسابقة، تهم فيلم "أغربو" للمخرج حميد بايدو، وفيلمي"القمر الأحمر" و"أزهار تيويليت"، بمجموعة من المدارس الابتدائية تعقبها لقاءات مفتوحة مع المبدعين والنقاد، وندوة حول "السينما المغربية بين المحلية والكونية".
ويحضر هذه الدورة، التي تنظم بمبادرة من الجمعية، تحت إشراف ولاية جهة تادلة أزيلال، وبدعم من الجماعة الحضرية لبني ملال، مخرجون سينمائيون وعدد من الممثلين ورؤساء الأندية السينمائية.