الملتقى الدولي الثاني للمدن الصديقة والمتوأمة مع فاس يبحث آليات تنمية وتطوير الديمقراطية التشاركية
أخبارنا المغربية - و م ع
انطلقت، أمس الخميس، أشغال الدورة الثانية للملتقى الدولي للمدن الصديقة والمتوأمة مع مدينة فاس حول موضوع "تسيير المدن وأهمية الديمقراطية التشاركية"، بمشاركة العديد من الوفود الأجنبية التي ترتبط مدنها بعلاقات توأمة وصداقة مع العاصمة العلمية للمملكة.
ويروم هذا الملتقى، الذي تنظمه الجماعة الحضرية لفاس، مواصلة تطوير وتعزيز التعاون اللامركزي الدولي مع جميع المدن التي تربطها علاقات توأمة وصداقة مع فاس، إلى جانب فتح آفاق ومساحات جديدة أمام تجارب أخرى لمدن متميزة في مجال الديمقراطية التشاركية وأهميتها في تدبير المدن.
وقال علال العمراوي، نائب رئيس الجماعة الحضرية لفاس، إن الديمقراطية التشاركية تظل إحدى المنهجيات الحديثة والمتقدمة لمعالجة كبريات القضايا المحلية والوطنية.
وأضاف السيد العمراوي، خلال افتتاحه لأشغال هذا الملتقى الذي يستمر يومين، أن هذه المبادرة تندرج في إطار تعزيز علاقات التعاون البيني وتبادل الخبرات والتجارب والاستفادة مما حققته بعض المدن الرائدة التي قطعت أشواطا في مجال الاهتمام بتطوير الحكامة المحلية وتحسين أساليب رعاية مصالح المواطنين.
وأكد أن المغرب قام بمحاولات جادة من أجل الاستجابة لطموحات المواطن المغربي الذي تضاعف وعيه بحقوقه السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أنه وبفضل الحضور الفاعل للمواطن تمكن المغرب خلال العشرية الأخيرة من مسايرة التحولات المتسارعة التي شهدها العالم وأن يقوم بإصلاحات جذرية في عدة مجالات أكسبته مصداقية ومكنته من التطلع لبناء مشروع مجتمعي متقدم.
وأوضح أن المغرب دشن دخوله إلى القرن الحالي بتطوير ديمقراطية تمثيلية عبر تبني ديمقراطية القرب، مضيفا أن مسؤولية تدبير المصالح العمومية والشؤون المحلية والجماعية لا يمكن النهوض بها فقط من داخل المكاتب الإدارية ولكن بالاحتكاك المباشر مع المواطنين وملامسة ميدانية لمشاكلهم.
من جهتها، قالت توري ناسينيبا عمدة بلدية أودياني بكوت ديفوار إن النقاش الدائر حاليا حول الديمقراطية التشاركية أو ما يصطلح عليه بديمقراطية القرب هو نقاش جدي على اعتبار أن محور هذه الديمقراطية هو المواطن ومصالحه، مؤكدة ضرورة تنمية وتطوير آليات الحكامة المحلية عبر اعتماد سياسة اللامركزية واللاتمركز.
وأشارت إلى أهمية توفير شروط نجاح الديمقراطية التشاركية التي تكون لها انعكاسات جد إيجابية على تدبير المدن من خلال إشراك المواطن في تدبير الشأن العام وتحفيزه على الانخراط في الجهود المبذولة من اجل تطوير آليات هذا التدبير.
وبدورها ذكرت ممثلة بلدية ستراسبورغ نوال رفيق المريني أن الفريق الذي يشرف على تدبير الشأن المحلي بهذه المدينة اعتمد آليات جديدة لديمقراطية القرب ترتكز على مشاركة جميع السكان في تكريس صفة المواطنة من خلال المشاركة في اتخاذ القرارات وتنفيذها.
واستعرضت مختلف أشكال التعاون القائمة بين ستراسبورغ ومدينة فاس والتي تتضمن دعم جمعيات الشباب وتنظيم الملتقيات الخاصة بالشباب التي شكلت مناسبة لهذه الفئة لتقديم رؤاها وتصوراتها حول تدبير الشأن المحلي واقتراح الحلول للعديد من القضايا المرتبطة بهذا التدبير.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى بالتوقيع على اتفاقيتي شراكة تجمع الأولى بين مدينة فاس وبلدية تورين (إيطاليا) بينما تجمع الثانية بين فاس ومدينة مويلا (الغابون).
ويبحث هذا الملتقى، الذي تحضره وفود تمثل العديد من المدن الأوروبية والآسيوية والإفريقية وبعض الدول العربية والإسلامية مجموعة من القضايا التي تهم التعاون اللامركزي الدولي والتصورات الكفيلة بفتح آفاق ومساحات جديدة أمام بعض التجارب المتميزة في مجال الديمقراطية التشاركية للعديد من المدن والاستفادة منها.
كما يشكل هذا الملتقى، الذي يندرج تنظيمه في إطار علاقات الشراكة والتعاون والتوأمة المتميزة التي تجمع مدينة فاس مع العديد من المدن العالمية، مناسبة لتسليط الضوء على أهم الإنجازات التي حققتها مدينة فاس في هذا المجال مع فتح نقاش معمق بين المشاركين حول أنجع التصورات لتدبير متجانس للشأن العام المحلي ولتسيير المدن.