المهرجان الوطني لفن المديح والسماع .. حفل ختامي يحتفي بالموروث الأصيل لهذا اللون الفني

أخبارنا المغربية - و م ع

 

اختتمت، في نهاية الأسبوع الماضي، بفاس فعاليات الدورة 17 للمهرجان الوطني لفن المديح والسماع بحفل فني أحيته كل من مجموعة الإمام البوصيري لفن المديح والسماع لمدينة فاس والمجموعة الفنية لجمعية المشاريع الخيرية اللبنانية.

وقدمت المجموعتان خلال السهرة الختامية، التي حضرها العديد من المولعين بفن المديح والسماع والمهتمين بهذا الموروث الثقافي والحضاري، وصلات فنية من عيون ما تضمنته الأشعار التي خلفها شعراء كبار في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وتعداد شمائله ومكارم أخلاقه.

وصدح أفراد المجموعتين بقصائد من السماع وقدموا حصصا من الأمداح النبوية سافرت بالجمهور إلى مجالس الذكر وليالي الترنيمات الصوفية التي شكلت على امتداد قرون ملتقى للمريدين والهائمين في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي كانت تحتضنها فضاءات الزوايا والأضرحة وغيرها.

وتم خلال الدورة 17 لهذا المهرجان الوطني، الذي أضحى موعدا سنويا للاحتفاء بهذا اللون الفني الأصيل والمحافظة على خصوصياته وضمان استمراريته، تنظيم مجموعة من السهرات الفنية التي أحيتها العديد من المجموعات الفنية المغربية التي عرفت بمساهمتها من خلال إبداعاتها وأعمالها الفنية في صيانة هذا الموروث الفني وضمان استمراريته.

كما تضمن برنامج هذا الحدث الثقافي والفني، الذي يسعى إلى تطوير هذا الفن والمحافظة على أصوله باعتباره يشكل مكونا أساسيا في التراث الفني المغربي، تنظيم ليالي من الذكر ووصلات فنية صوفية احتضنها عدد من الزوايا المتواجدة بالمدينة العتيقة والمعروفة بدورها الكبير في صيانة ونشر هذا التراث الفني إلى جانب تنظيم سهرات فنية بكل من مركب الحرية والقاعة الكبرى لفاس المدينة.

وتمكنت الفرق المشاركة والمنشدين والمعلمين من خلال التلوينات الفنية التي أثثوا بها الطبوع والمقامات التي أدوها من شد انتباه الجمهور العريض الذي تتبع مختلف السهرات التي أقيمت بهذه المناسبة والذي ضم العديد من المولعين والمهتمين والعارفين بخبايا هذا الموروث الفني الأصيل.

وإلى جانب الحفلات الفنية عرفت دورة هذه السنة في الشق الأكاديمي تنظيم دروس (الماستر كلاس) حول موضوع "تقنية الكورال وفن السماع" أطرها عدد من الباحثين والأساتذة المختصين.

كما تم خلال هذه الدورة التكوينية تقديم شروحات علمية وتقنية عن الكورال وعن السماع مع عقد مقارنات مع هذين المجالين والقيام بتجارب تطبيقية لتقنيات الكورال على فن السماع المغربي من خلال تصنيف الأصوات المشاركة حسب طبقاتها وإعادة توزيعها أثناء الإنشاد مع وضع برنامج مناسب لذلك.

يشار إلى أن المهرجان الوطني لفن المديح والسماع، الذي نظمه المجلس البلدي لمدينة فاس تحت شعار "التراث والقيم الكونية" والذي تزامنت دورته خلال هذه السنة مع الاحتفالات المخلدة للموسم السنوي لمولاي إدريس الأزهر مؤسس مدينة فاس، يروم المحافظة على هذا اللون الفني وصيانته وضمان استمراريته كأحد روافد الموروث الثقافي والفني بالمغرب.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات