حازب : بنكيران أنزل الطبقة المتوسطة عند الطبقة الهشة
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية
أشارت ميلودة حازب رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، في تصريحها ليومية المساء، للإصلاحات الاقتصادية و الاجتماعية التي يفتخر بها رئيس الحكومة، حيث قالت عن دعم الأرامل، أن بنكيران حين يتحدث عنهن وكأنه يتكلم عنهن كلهن، في حين أن عدد النساء اللواتي سيستفدن هو قليل جدا، باعتبار أن اليتيم الذي سيستفيد من المنحة هو اليتيم المتمدرس، ثم أن الأرامل بدون أولاد نجد أن عددهن كبير جدا، والنساء اللواتي عندهن أطفال لا يدرسون هن كثيرات جدا، في حين المنحة التي يتحدث عنها بنكيران لا تتجازو 350 درهم للطفل، ولا تكفي إلا لتأدية بطاقة الحافلة.
أما قضية صندوق المقاصة، فقالت حازب إن "المقايسة ليست حلا، باعتبار أن المقايسة التي تم نهجها من قبل الحكومة تمت على حساب جيوب المواطنين، مبرزة أنه يجب الحديث عن المقاصة في شكلها الشمولي، ومشيرة في الآن ذاته أن الإصلاح يقتضي أن لا تكون فاتورة المقاصة عالية وينبغي أن تكون آليات موالية كي لا يتأثر المواطن في الطبقة الهشة أو المتوسطة برفع الدعم عن بعض المواد الأساسية".
وأشارت حازب أن "صندوق التقاعد ليس هو أن تفرض على معلم كان يود أن يغادر في 30 دجنبر ، البقاء حتى متم السنة الدراسية، مضيفة أن الإجراأت الأخرى المتعلقة بصندوق التقاعد كانت كلها على حساب المواطن، من قبيل الزيادة في سنوات المشاركة، وخفض نسبة المشاركة، في حين أن صناديق التقاعد يجب أن يكون فيها إصلاح شمولي، وليس أن يؤدي المواطن فاتورة الإصلاح.
وانتقدت حازب إجراء ات المكتب الوطني للكهرباء، التي سمح فيها بالزيادة في فواتير الكهرباء، وأصبح المواطن ملزما بأن يؤدي ثمن الكهرباء بنسبة أكثر مما كان عليه في السابق، حيث أنه عوض أن يتم الكشف عن أسباب الاختلالات الموجودة في المكتب الوطني للكهرباء، وأين كان آلتبذير تم اللجوء إلى الإصلاح على حساب المواطن، ليصبح هذا الأخير مجبرا بتأدية درهمين عوض درهم واحد.
وقالت حازب إن "الإصلاحات أعلاه التي تحدث عنها بنكيران، والتي لا أعتبرها إصلاحات، تمت على حساب المواطن وتؤدى من جيوبه، أما الإبداع فيعني مراعاة القدرة الشرائية للمواطن، نظرا للزيادات المتكررة التي تقدم عليها حكومة بنكيران"، مشيرة "أنه لم يعد وجود للطبقة المتوسطة في عهد الحكومة الحالية، وكلشي هبط التحت، حيث تم إنزال الطبقة المتوسطة عند الطبقة الهشة".
م الظريف
تفقير الطبقة المتوسطة وتعصيرها
إن المطل على المشهد السياسي في راهنيته الأكثر بروزا من ثنايا التفاصيل اليومية يكتشف بكل وضوح كم أصبحت هذه الصورة بعيدة عن واقع الحال عندنا ، صورة الانسجام في مكونات الطبقة المتوسطة والصفاء في وظيفتها السياسية . إن هذه الصورة باتت تنتمي إلى الماضي . لن نقف عند السياسات الاقتصادية التي قادت ، بصفة تدريجية إلى تضييق الخناق على الطبقات الوسطى في بلادنا والتي أدت لا فقط إلى تعطيل الحركية الاجتماعية social mobility وما كان المرحوم محمد جسوس يسميه بالجاذبية السفلى وما يسميه السياسيون الأنجلوسكسونيون اليوم بتعصيرالطبقات الوسطىmiddle class squeeze .أي حينما تعجز المداخيل عن الوفاء بمستلزمات كانت من صميم مستوى معيشة معينة . لن نقف عند تأثير السياسات العمومية في المجال الجبائي والسكني والتعليمي على مستوى تعصير أو عصر الطبقات الوسطى عندنا ولا على تأثير سياسات الأبناك ومؤسسات الائتمان المختلفة مما تم التطرق له في أبحاث ودراسات متعددة ، . ما أود إبرازه والتأكيد عليه هو ثلاث حقائق أساسية تفرض نفسها على كل ملاحظ موضوعي للعلاقة بين حال الطبقات الوسطى والتطور الديمقراطي عندنا كما عند غيرنا : أولا : إن إضعاف الطبقة الوسطى في المغرب، كمسلسل اتخذ صيغا متعددة واعتمد سياسات وآليات متباينة لم يؤد فقط إلى الإضعاف الاقتصادي لطبقة وإفقاد روح الانسجام والتوازن الاجتماعي العام، وهو الأسمنت الأول للاستقرار، بل إنه، علاوة على ذلك، عمل ويعمل على إضعاف الحقل السياسي برمته ، بحرمانه من عطاء مكونات طبقة أضحت تهجر ،اضطرارا أو امتعاضا أو يأسا ذلك الحقل ، تاركة الباب مفتوحا إما لاستشراء الشعوبية وإما لتسلط مركب مصالحي ولوبيات لا تملك في قاموسها أصلا ما يحيل إلى شيء اسمه المشروع المجتمعي العام. أو إلى صيغة ما تلتقي فيها مصالح وحسابات الطرفين. ثانيا :لا تقدم تجارب الانتقال الديمقراطي الناجحة في أمريكا اللاتينية ولا تجارب الإقلاع الاقتصادي السريع الناجحة في أسيا من الصين إلى ماليزيا إلى سنغافورة أي نموذج أو حالة عن انتقال ناجح مع تفقير للطبقات الوسطى أو إقلاع رصين يترافق مع تفقير هذه الفئة ، بل على العكس من ذلك، فإن مسلسلات الانتقال الديمقراطي ( أمريكا اللاتينية) والتطور الاقتصادي الهائل ( الصين ، ماليزيا ، سنغافورة ) تترافق مع توسع مضطرب للطبقات الوسطى . إن هذا التوسع صار المؤشر الأول لقياس التطور على الواجهتين معا ، واجهة الانتقال الديمقراطي وواجهة التطور الاقتصادي.. ثالثا: إن نفس التجارب لا تبين وجود أية رابطة سببية أو تعالق ما correlation بين تطور حال الطبقات الفقيرة وتدهور وضعية الطبقات الوسطى ، وبمعنى آخر، فإن ما قد تخسره الطبقات الوسطى لا ينعكس إطلاقا على الطبقات الدنيا باتجاه التحسن ، فالعملية ليست كما يقال في نظرية اللعب game theory من نوع لعب الحصيلات المتوازنة ، بل إن التجربة على العكس من ذلك تماما تبين أن توسع الطبقات الوسطى يحمل دائماً في طياته ( تجربة أقطار أسيا الصاعدة ) جاذبية عليا تستفيد الطبقات الشعبية من مفاعيلها الإيجابية . وإذن فإن تفقير الطبقة المتوسطة وتعصيرها، كائنا ما كانت المراهنات، هو قفزة في المجهول وزرع لأشواك إضافية في الطريق نحو المستقبل . وهو في كل الأحوال مناقض لمتطلبات إنجاح تطورنا المنشود.
AMIRA
TATA
YAHYA BANKIRAN LAH I3AWNO 3LA LHAK