رمضان يكسر اسعار الشقق المفروشة بالمدن الساحلية

رمضان يكسر اسعار الشقق المفروشة بالمدن الساحلية

أخبارنا المغربية

وتجري رياح رمضان الأبرك بما لا تشتهيه سفن أصحاب الأكرية لتدق ناقوس إفلاسهم وبوار تجارتهم هذا العام، لا كما كان الحال.

لقد أفلت المدرس والطبيب والعامل المتوسط وذوو الدخل المحدود أمثالي وأمثالك، من قبضة هؤلاء الأثرياء الموسميين، واكتفى الجميع ببعض اللحظات الطائشة، والسويعات المسروقة القصيرة لمعانقة أمواج البحر والأعين ترقب هلال شهر الصيام، يوليوز الميلادي لم يستوف الثلثين، وغشت قائد الصيف وسيفه حرارته البتار لم يشرف بعد.

أجل، لقد كسر رمضان أثمان الشقق المفروشة إلى أكثر من النصف، إن وُجد من «يْشيلْ» طلبا لنصف الخسارة بدلا من الخسارة كاملة كما يقولون...

قدر لي أن أكون الأسبوع المنصرم سائحا «بسيطا» ليس إلا ببلدة تاغزوت المغربية، منطقة تبعد عن أكادير ببضع كيلومترات في اتجاه مدينة الصويرة. لقد ذهلت لسعر الدور المخصصة للاستجمام هناك، والتي كان يتعدى سعر المبيت بها 1000 درهم لليلة الواحدة! كان ذلك قبيل شهر رمضان. وأما عن المقاهي المعدة للأكل واستقبال الزبائن، فقد غاب بريقها هي الأخرى ولا ترى إلا النادل وسيده يحتسيان الشاي في صمت رهيب «والله رهيب» في انتظار زبون شارد، وكذلك الحال، حيث لم يكلفني تناول طاجين اللحم ولوازمه مع مشروب غازي سوى سبعين درهما في وقت كنت لا تجد فيه مكانا شاغرا ولو للظفر ب «حريرة» باردة وكسرة خبز تسكت «غرغرة» أمعائك التي تتلوى جوعا مما أحدثته بك ملوحة الأمواج.

رمضان إذن، كسر الأثمان، وعجل بإغلاق دور الاستجمام أما البحر فإلى إشعار آخر...

 

نور الدين المتقي


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة