السياحة المغربية تسير نحو التعافي بعد أزمة
أفادت الفيدرالية الوطنية للسياحة أنه، إلى حدود شباط (فبراير) الماضي، سجلت السياحة المغربية تطورا إيجابيا.وكشفت الفيدرالية، من خلال معطيات خصت بها "إيلاف"، أن عدد السياح الوافدين على المغرب وصل إلى 1.5 مليون سائح، في شهري يناير وفبراير من السنة الجارية، مسجلا بذلك ارتفاعا بلغت نسبته 10 في المائة، مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2010.
أما بالنسبة للمبيتات في المؤسسات الفندقية المصنفة فبلغت، في الفترة ذاتها، 2.5 مليون ليلة، بينما ارتفع حجم الإيرادات السياحية إلى 626 مليون أورو، بارتفاع بلغ 7 في المائة.
وأرجعت الفيدرالية هذا الارتفاع إلى الأداء الجيد للنشاط السياحي في وجهة أكادير، التي ارتفع عدد زائريها بنسبة 33.57 في المائة، ولياليها السياحية بنسبة 30.26 في المائة.
غير أن هذا لم يكن وحده ما أظهرته الأرقام، إذ لاحظت خلايا اليقظة، حسب ما جاء في آراء المهنيين المغاربة، وأرباب وكالات الأسفار الأوروبية، مجموعة من المؤشرات، منها، على الخصوص، أن النشاط السياحي في مراكش تضرر، جراء إلغاء أكثر من 20 ألف ليلة مبيت، ما أدى إلى تراجع وتيرة الحجوزات لشهري نيسان (أبريل) و أيار (مايو)، بنسبة 40 في المائة.
وطال هذا التراجع كل المؤسسات الفندقية، التي سجلت انخفاضا في معدل الملء بلغ فقط 30 في المائة، في حين لا يتوفر المهنيون على نظرة واضحة بخصوص الشهرين المقبلين.
وأكد المصدر نفسه أن أكادير لم تحقق سوى نشاط محدود، تأتى من السياح الأوروبيين الذين ألغوا أسفارهم إلى تونس ومصر، كما أن الحجوزات بالنسبة إلى شهر نيسان (أبريل) توقفت، والأمر نفسه بالنسبة إلى الصيف المقبل.
وأشار إلى أن وتيرة الحجوزات تراوحت، حسب الوجهات، بين 30 في المائة، و50 في المائة. كما أن البلاد فقدت وتيرة جاذبيتها لدى وكالات الأسفار الأوروبية الرئيسية، مثل الوكالة الفرنسية "فرام"، التي أعلنت عن انخفاض مبيعاتها لنسبة 50 في المائة، علما أن الفترة هي فترة الحجز، بالنسبة إلى الصيف المقبل.وذكرت الفيدرالية الوطنية للسياحة، ووزارة السياحة، أن انخفاض الحجوزات، يرجع أساسا إلى الصور المرعبة، في بعض الجهات، جرى بثها من طرف فضائيات.
وأوضحت الفيدرالية أنه "ليس هناك أي مؤشر يدعو إلى القلق، لأن السياحة المغربية بلغت نوعا من الرشد، الذي يمكننا من البقاء في وضع هادئ ومسؤول". وأكدت على اعتماد تسويق ذكي، دون اللجوء إلى توفير المزيد من الموارد، عبر مضاعفة الحملات الترويجية، والقرب من الزبناء الأجانب، وتشجيع السياحة الداخلية، ودعوة وسائل الإعلام لنقل حقيقة الوضع الاقتصادي الوطني وتطوير الإصلاحات، وإظهار أننا أقرب إلى تركيا من مصر.وقال سعيد الطاهري، مدير عام الفدرالية الوطنية للسياحة بالمغرب، "في الشهر الجاري ستكون الوضعية أحسن، لأننا تمكننا من إعادة عدد من الحجوزات الملغية، كما أننا توجهنا إلى عدد من العواصم الأوروبية، حيث كنا قريبين من الزبناء، وعرفناهم على مؤهلات المغرب السياحية، وما يمكن أن يقدمه لزواره".
وأوضح سعيد الطاهري، في تصريح لـ "إيلاف"، "شهر أبريل أفضل بكثير من الشهر الماضي، الذي عاش خلاله القطاع أزمة"، مطالبا في الوقت نفسه بـ "اعتماد تسويق ذكي، وأن لا يكون كيفما كان، والقيام بجولات للاقتراب أكثر من الزبناء..". واستقبل المغرب 9.4 ملايين سائح، خلال سنة 2010، مسجلا زيادة قدرها 6 في المائة، مقارنة مع 2009، لكنها أقل عددا بما يقدر بـ 600 ألف سائح، قياسا بالتوقعات التي رسمتها خطة "رؤية 2010".
أيمن بن التهامي