زيت الزيتون يستعد لمغادرة المائدة المغربية

زيت الزيتون يستعد لمغادرة المائدة المغربية

أخبارنا المغربية

أخبارنا المغربية - بدر هيكل

يحمل العام المقبل أنباءً مزعجة لعشاق زيت الزيتون حول العالم، وليس في المغرب فقط. ويعود ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل شديد، وتدني مستويات هطول الأمطار، دون إغفال دور المضاربات التجارية في رفع الأسعار. ويزداد الوضع قلقًا نظرًا لأنه يأتي عقب موسم حصاد ضعيف للزيتون في العام الماضي.

غياب زيت الزيتون يهدد المائدة المغربية

قفزت أسعار زيت الزيتون، الذي يُستخدم في إعداد الأطعمة الصحية حول العالم، بوتيرة حادة مؤخرًا، مسجلة أعلى مستوياتها على الإطلاق، وأصبح من الزيوت باهظة الثمن.

وصل سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون في بعض المناطق إلى 120 درهمًا، ما أثار موجة من الاستياء في أوساط المستهلكين المغاربة. وتشير التوقعات إلى أن السعر قد يصل إلى 150 درهمًا للتر الواحد في العام المقبل.

ويربط مهنيو القطاع الفلاحي بالمغرب هذه الزيادات بارتفاع تكلفة اليد العاملة (عملية الجني)، بالإضافة إلى تأخر التساقطات وتوالي سنوات الجفاف.

وفي وقت سابق، صرح محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال جلسة بالبرلمان منتصف الشهر الماضي، قائلاً: "بالفعل، هذا العام سيكون صعبًا، حيث سيكون الإنتاج ضعيفًا، بسبب مشاكل الحرارة". كما اعترف الوزير بوجود مضاربات في سوق زيت الزيتون، مشيرًا إلى أن "المضاربات تمثل إشكالية كبيرة"، وأنه "في العام الماضي لجأنا إلى منع التصدير لمواجهة ضعف الإنتاج".

ويتصدر الزيتون باقي أصناف الأشجار المثمرة المغروسة في المغرب، حسب وزارة الفلاحة المغربية، حيث يمثل 65% من المساحة المخصصة لغرس الأشجار المثمرة على الصعيد الوطني. وتلعب سلسلة الزيتون أدوارًا متعددة، خاصة في مجالات مكافحة التعرية وانجراف التربة، وتثمين الأراضي الفلاحية، واستقرار السكان في المناطق القروية، والتكيف مع التغيرات المناخية. كما تعتبر أيضًا مصدرًا مهمًا للتشغيل.

أزمة عالمية للذهب الأخضر

انفجرت أسعار زيت الزيتون في العالم، وأصبحت تكلفة هذا العنصر الغذائي، الذي حصل على لقب "الذهب الأخضر"، باهظة لدرجة قد تجعلنا نفكر جيدًا "في كل مرة نصب فيها القليل من زيت الزيتون في مقلاة"، كما قالت صحيفة الإندبندنت.

ولا شك أن العالم مقبل على أزمة ضخمة، إذ تمثل درجات الحرارة المرتفعة التي اجتاحت جنوب أوروبا الصيف الماضي، وهذا الصيف أيضًا، خطرًا على أشجار الزيتون. فتأثيرات المناخ، علاوة على انخفاض الإنتاج، وزيادة الطلب، والتضخم، كلها تؤثر على أسعار زيت الزيتون.

وقد أدى عامان متتاليان من ارتفاع درجات الحرارة في إسبانيا (أحد أكبر المنتجين العالميين)، وتجاوزها في كل من إيطاليا واليونان الأربعين درجة مئوية، إلى الحد من محصول زيت الزيتون وارتفاع غير مسبوق في الأسعار أذهل المستهلكين والصُنّاع على حد سواء.

وبحسب المجلس الدولي للزيتون، تتصدر أربع دول هي إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال إنتاج زيت الزيتون في العالم، تليها كل من تركيا والجزائر وتونس والمغرب.

ويتوقع المجلس، وهو المنظمة الحكومية الدولية الوحيدة في العالم في مجال زيت الزيتون وزيتون المائدة، انخفاض الإنتاج العالمي لزيت الزيتون، وهو ما شهدته السنوات السابقة. ففي عام 2023، تم إنتاج ما يقارب 2.3 مليون طن من الزيتون، وهو ما يُعد انخفاضًا كبيرًا عما تم إنتاجه في عام 2022 (3.4 مليون طن).

وفي بيانات لصندوق النقد الدولي، ارتفعت أسعار زيت الزيتون بنسبة 117% على أساس سنوي في سبتمبر 2023 إلى أعلى مستوياتها منذ بدء تسجيل البيانات. كما أظهر تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية ارتفاع الأسعار العالمية لزيت الزيتون إلى 8900 دولار للطن في سبتمبر الماضي، مضيفًا أن متوسط السعر كان أعلى بحوالي 130% عن نفس الفترة من العام السابق (2022).

ويأمل المتابعون ألا يزداد الوضع سوءًا بتفشي ذبابة الزيتون، الحشرة التي تسبب نقصًا كبيرًا في الإنتاج، حيث يُصنف هذا المرض ضمن أخطر الأمراض التي تعصف بمحاصيل الزيتون في مناطق زراعته الرئيسية بحوض البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك المغرب.


عدد التعليقات (10 تعليق)

1

Hicham ben taieb

بصراحة

ملايير المخطط الاخضر ذهبت ادراج الرياح... حسبنا الله و نعم الوكيل...

2024/08/23 - 07:49
2

العايق الفايق

واين الغرابة في هذا؟

فعلتها عدة منتوجات من قبل لم يعد لها اثر على المواءد المغربية مثل الاسماك بجميع انواعها ... واخرها فاكهة الدراوش الهندية او الكرموس الهندي. في اخر المطاف سنضطر لاكل الحجر والتراب

2024/08/23 - 08:08
3

محمد لمزابي

حشمو على عراضكم

لاتستحمرو الشعب غير المغاربة هم من يودعونه أما الدولة التي تحترم شعبها وزراعتها وماءها لا خوف عليهم هل الدول تصدر ماءها متل المغرب متل فرولة ولافوكا وووووووووووووووووو

2024/08/23 - 08:17
4

اسماعيل

راي

المشكل هو أن ارتفاع الاثمنة سيؤدي إلى اختلال النظام الغذائي لدى المغاربة. وبالتالي انتشار الأمراض المزمنة مستقبلا مما سيدفع إلى الرفع من ميزانية وزارة الصحة.

2024/08/23 - 08:37
5

بزاف

عيقتو

را بساليتو او عيقتو بزاف ..حرام اتقو الله راه الناس كبيعو الملابس الشخصية باش اياكلو او هادشي رجع عاي عند الناس ... او عاد غادي تنظمو كاس العالم!!!! كيف ستكون هده التظاهرات في ضل هده العيشة ..لا حول ولا قوة الا بالله

2024/08/23 - 08:57
6

نوسام

لا مساس

كيف لعبيد الشيطان ان تكون يدهم فيها بركة، كل ما وضعوا يدهم على شيء إلا أصابه التلف...

2024/08/23 - 09:18
7

عبد القادر الرشيد

ما الذي يقع ؟

الكل يغادر هذا البلد الجميل :الشباب و الأدمغة والنجوم و الصبار والماء وووو ....ما الذي يحدث ؟و أين الخلل؟و كيف السبيل لإعادة الكل لهذا المغرب الذي مارس مغناطيسية استقطبت الكل ،ولماذا انقلبت هذه المغناطيسية نحو الطرد؟

2024/08/23 - 11:40
8

خريبگي

لا يعقل

كون غير كان زيت الزيتون حر ولو يرتفع ثمنها ...هو خليط من زيوت رخيصة و ملون لا اقل ولا اكثر

2024/08/24 - 07:26
9

N.n

,المخطط الاصفر صفر على صفر

في الماضي البعيد كانت الفلاحة المغ بية تعتمد على تلاثة محاور وهي الحبوب و القطاني و تربية المواشي والدواجن و انتاج الخضر والفواكه اما المغرب الاخصر فقدانصب اهتمامه فقط على الخصر والفواكه على حساب زرعة الحبوب فكانت النتبجة ارتفاع الاسعار وهدر المياه السطحية والباطنية والنتيجة كارتية

2024/08/24 - 09:27
10

Said

مقال غريب فيه مغالطات

أتفق مع صاحب المقال ان اثمنة زيت الزيتون قفزت منذ سنة بسبب الجفاف بعدة بلدان. و لكن ا شريف قريبا بالضفة الشمالية اسبانيا بدأت تنخفض انا شخصيا اشتريت 5 لتر ب 38€ و كاين ب41€ بالسوبر الفرنسي Alcampo Auchan. اتكلم عن زيت جودة رفيعة Aceite Extra Virgen. Huile d'olive extra vierge. و بسوبر اخر Mercadona لتر ب ذ7€. السؤال لماذا بالمغرب 120 درهم؟؟؟

2024/08/24 - 11:53
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة