القمة الرقمية الإفريقية 2024: التحول الرقمي لوسائل الإعلام في صلب المناقشات
أخبارنا المغربية
تستمر فعاليات اليوم الثاني من القمة الرقمية الإفريقية (ADS) 2024 في تسليط الضوء على أحدث التوجهات في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث تجمع بين رواد الرأي والخبراء والفاعلين الرئيسيين في القطاع لاستكشاف الفرص والتحديات التي تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي الإفريقي.
ناقشت جلسات اليوم مواضيع حيوية، مثل الثقافة الرقمية وتجربة المستخدم المحسّنة بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أهمية العلامة الشخصية في عالم يزداد اتصالاً. وقد شاركت شركات رائدة، مثل تيك توك، Salesforce، Microsoft وGoogle، بوجهات نظرها حول تأثير التقدم التكنولوجي على استراتيجيات الأعمال والعلاقات مع المستهلكين.
وكانت أحد أبرز اللحظات جلسة حول التحول الرقمي لوسائل الإعلام، بمشاركة فاعلين مؤثرين في المشهد الإعلامي المغربي والدولي. حيث تناولت النقاشات تأثير الرقمنة على وسائل الإعلام التقليدية، والديناميكيات الجديدة للاستهلاك، وأهمية الابتكار لتلبية التوقعات المتزايدة لجمهور دائم الاتصال.
صرّح محمد الهيثمي، الرئيس المدير العام لمجموعة لوماتان: "لقد شكل ظهور الرقمنة تحولاً حقيقياً. حيث تم تغيير النموذج الاقتصادي بالكامل، مما استدعى إعادة التفكير في جوهر الوسيلة الإعلامية، وقدرتها على الحفاظ على خطها التحريري مع تطويره لمواكبة التحول الرقمي في القطاع. أصبحت شركة الإعلام اليوم شركة تكنولوجيا، مع وظائف جديدة، وتحديات ثقافية، وضرورة تحقيق أرباح لضمان استمراريتها."
وأشارت بيسان كيرات، مديرة التسويق والبرمجة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إلى أن "التحول الرقمي كان فرصة حقيقية للنمو، مما دفعنا داخل المجموعة إلى إعادة التفكير في جميع الوظائف. حيث كانت التكنولوجيا هي المحرك لهذا التحول، مع الابتكار كدافع رئيسي له. وقد تطلب هذا التطور رقمنة كل جوانب نشاطنا، مما ساهم في تحسين تجربة المتفرج. وقد كانت المشاريع الهيكلية، مثل التحول إلى البث عالي الجودة (HD)، أساسية لرقمنة المحتويات وتسهيل توزيعها عبر شاشات متعددة وتبني نموذج المنصات."
وأضاف جوليان روسنفايون، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ميديا ميتري: "نحن اليوم نعمل في إطار مشهد يعرف توسعاً كبيراً ويتميز بتقارب قوي. وللرد على هذا، قمنا بتطبيق تقنيات قياس جديدة، مثل العلامة المائية (Watermarking)، التي تتيح متابعة التلفزيون في أي وقت، وأي مكان، وعلى أي جهاز. والمغرب واحد من الدول القليلة التي تعتمد هذه التكنولوجيا. وفي ظل ازدهار المنصات الرقمية، يتمثل دورنا في تقديم معطيات محايدة ومستقلة، مدعومة من الوكالات والمعلنين، لمواكبة هذا التحول."
وقالت إيلين زمور، مديرة الرقميات والابتكار لدى TV5 Monde:"هدفنا مع منصة T5 هو توطين محتوياتنا وخطنا التحريري للوصول بشكل أفضل إلى الجماهير الفرنكوفونية المتنوعة. حيث نقوم بتكييف إعلاناتنا وعروضنا الترويجية مع اللغات المحلية، على سبيل المثال من خلال بث المسلسلات الكندية باللغات العربية للجمهور الناطق بالعربية. وهذا يعكس رغبتنا في إنشاء فرنكوفونية شاملة وتعزيز الوعي بالثقافة الفرنكوفونية من خلال مخاطبة كل الجماهير بلغاتها."
كما تخلل اليوم الثاني عرض نتائج دراسة Digital Trends Morocco التي سمحت بإجراء تقييم للرقمنة بين أوساط المعلنين في المغرب. وتشكل هذه الدراسة السنوية مرجعاً في هذا المجال اليوم، وهي أداة أساسية للمحترفين في القطاع، حيث تقدم مؤشرات كمية ونوعية حول الممارسات الرقمية في المغرب. وتغطي ستة محاور رئيسية وهي: التسويق الرياضي والرقمي، استراتيجيات التحول الرقمي وتقييم الأداء الرقمي، الذكاء الاصطناعي، الألعاب والرياضات الإلكترونية، ومستقبل التسويق الرقمي.
في حين ركزت جلسات بعد الزوال على صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية، حيث استعرض المتحدثون النمو المتزايد لهذا القطاع في إفريقيا، مع تسليط الضوء على الفرص المتاحة للعلامات التجارية والشركات. كما تمت مناقشة أهمية هواة ومحترفي الألعاب والأحداث الإقليمية والاستراتيجيات للاستفادة من الحماس المتزايد نحو الألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى تحليل الاتجاهات الرقمية والتحديات التي تواجه السوق.
وبهذا تؤكد القمة الرقمية الإفريقية 2024 مرة أخرى دورها كمنصة أساسية للحوار وتبادل المعرفة بين محترفي التسويق والتواصل والرقميات ووسائل الإعلام في إفريقيا.