رغم قرب المسافة بينهما..3 أسباب رئيسية تعيق بناء جسر يربط المغرب بإسبانيا

رغم قرب المسافة بينهما..3 أسباب رئيسية تعيق بناء جسر يربط المغرب بإسبانيا

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

رغم أن المسافة التي تفصل المغرب عن إسبانيا عبر مضيق جبل طارق لا تتعدى 14 كيلومترًا، فإن فكرة بناء جسر يربط بين البلدين ظلت مطروحة على الطاولة لأكثر من 40 عامًا دون أن تجد سبيلها إلى التنفيذ، حتى لو أن المشروع الضخم من شأنه أن  يعزز التجارة والتنقل بين قارتي أوروبا وأفريقيا، إلا أن هذه الفكرة واجهت عراقيل عديدة ورفضًا متكررًا.

وبمقارنة هذا المشروع بجسر النفق المائي "يوروتونيل" الذي يربط فرنسا ببريطانيا عبر بحر المانش، والذي يمتد لأكثر من 50 كيلومترًا، يبدو أن المسافة بين المغرب وإسبانيا قصيرة نسبيًا، ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجه مشروع الجسر على مضيق جبل طارق تفوق الإمكانيات الهندسية المتاحة.

ثلاثة أسباب تعيق بناء الجسر

وتطرقت صحيفة "آس" الإسبانية إلى الأسباب الرئيسية التي تجعل من بناء الجسر بين المغرب وإسبانيا أمرًا شبه مستحيل حاليًا، محددة إياها في ثلاثة:

أولاً، يشكل عمق المياه في مضيق جبل طارق تحديًا كبيرًا، حيث تتراوح الأعماق بين 300 و900 متر، وهو ما يجعل بناء الأساسات أمرًا صعبًا جدًا. مقارنة بذلك، يبلغ عمق بحر المانش نحو 180 مترًا كحد أقصى، ما جعل بناء نفق تحت البحر أكثر قابلية للتنفيذ.

ثانيًا، تيارات البحر القوية في المضيق تُعد عقبة إضافية. المضيق يمثل نقطة التقاء بين مياه المحيط الأطلسي الباردة ومياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة، مما يخلق تيارات بحرية قوية قد تهدد استقرار أي هيكل يُبنى في المنطقة.

أما السبب الثالث والأخير فهو النشاط الزلزالي في المنطقة. يقع مضيق جبل طارق عند التقاء الصفائح التكتونية الإفريقية والأوراسية، ما يجعله منطقة نشطة زلزاليًا، وهو ما يزيد من صعوبة تنفيذ المشروع من الناحية الهندسية والأمنية.

مشروع نفق بحري بحلول 2030

رغم استحالة بناء الجسر، تشير صحيفة "آس" إلى أن هناك مقترحًا آخر بدأ في التبلور بين المغرب وإسبانيا، يتمثل في بناء نفق تحت البحر على غرار نفق بحر المانش.

وقد تم إجراء مشاورات بين الحكومتين لبحث إمكانية تنفيذ هذا المشروع العملاق، الذي يُتوقع أن يكون جاهزًا بحلول عام 2030، تزامنًا مع استضافة المغرب وإسبانيا والبرتغال لكأس العالم.

النفق المخطط له سيكون طوله حوالي 28 كيلومترًا، ولن يتبع المسار الأقصر بين القارتين، بل سيتخذ طريقًا يلتف حول المناطق ذات الأعماق الكبيرة في المضيق. ومن المتوقع أن يربط بين "بونتا بالوما" في منطقة قادش بإسبانيا ومدينة "ملاباطا" قرب طنجة في المغرب. ومع ذلك، يبقى المشروع تحديًا هندسيًا ضخمًا نظرًا لأن النفق سيُبنى على عمق يتجاو500 متر، ما يضيف صعوبات إضافية لتنفيذه.

بينما يظل حلم بناء الجسر معلقًا، تأمل إسبانيا والمغرب أن يكون النفق البحري حلًا بديلًا لتعزيز الروابط بين القارتين، رغم التحديات الكبيرة التي لا تزال تواجه المشروع.

 

 


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

أحمد منصور

التحدي المشترك

الرغبة الجامحة لدى البلدين بل لدى القارتين المجاورتين من شانها ان تتغلب على كل العراقيل والعقبات المطروحة اذا توفرت رؤوس الاموال اللازمة لانجاز هذا المشروع العملاق قبل حلول موعد اجراء كأس العالم الذي سينظم في الدول الثلاث سنة 2030 بحول الله تعالى وعونه

2024/10/17 - 07:33
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات