خبير لـ"أخبارنا": على الحكومة تشجيع البيع المباشر من المنتجين إلى المستهلكين لوضع حد للوسطاء

أثار بائع السمك الشهير بمراكش جدلًا واسعًا لدى الرأي العام، عقب إعلانه عن بيع السمك بأثمان معقولة وأحيانًا بخسة، وذلك في وقت أصبحت أسعاره في الأسواق المحلية تحلق عاليًا. وقال الشاب عبد الإله، بائع السمك، إنه يهدف من خلال هذه الخطوة إلى تحدي الأسعار المرتفعة التي يفرضها الوسطاء في أسواق السمك.

وقد أعاد ارتفاع أسعار الأسماك، تزامنًا مع حلول شهر رمضان، إلى الواجهة النقاش حول دور الوسطاء والمضاربين وتعدد المتدخلين في ارتفاع الأسعار، وهو ما جعل مواطنين يفتحون نقاش ضبط السوق والأسعار بالبلاد.

من جانبه، اعتبر محمد اعليلوش، المحلل الاقتصادي، في تصريح لـ"أخبارنا"، أن الوسطاء والمتدخلين لهم دور كبير في ارتفاع الأسعار بالمغرب، حيث يتسبب تعدد الوسطاء بين المنتج والمستهلك في زيادة الأسعار بشكل ملحوظ، فكل وسيط يضيف هامش ربح خاصًا به، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار النهائية للسلع، خاصة في الأسواق غير المنظمة، وتظهر هذه الظاهرة بشكل واضح في المنتجات الفلاحية والأسماك واللحوم.

واعتبر المصدر نفسه أن بعض المتدخلين والوسطاء يستغلون نقص الرقابة وضعف التنظيم في بعض القطاعات، ما يساعد على احتكار السلع والتحكم في توزيعها، ويخلق مضاربة تؤدي إلى رفع الأسعار بشكل مصطنع، خاصة في فترات الأعياد أو المواسم الاستهلاكية الكبرى، وهو الوضع الذي يؤثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة الفئات ذات الدخل المحدود.

ولمواجهة هذا، يرى المتحدث أنه يجب تنظيم السوق ووضع حد لتعدد الوسطاء، علاوة على تعزيز الرقابة على الأسواق وتشديد العقوبات على الممارسات الاحتكارية والمضاربات غير المشروعة، ويجب على الحكومة أن تشجع البيع المباشر من المنتجين إلى المستهلكين عبر الأسواق التضامنية والمنصات الرقمية، مما يقلل من تدخل الوسطاء ويضبط الأسعار.