البيض مخصوش يفوت درهم.. مهني يفضح تلاعبات ساهمت في ارتفاع الأسعار ويطالب الحكومة بالتدخل العاجل (فيديو)

يعيش قطاع الدواجن منذ أشهر عديدة على وقع أزمة خانقة، اتسمت بارتفاع أسعار الدجاج والبيض إلى مستويات قياسية غير مسبوقة في تاريخ المغرب، الأمر الذي أثار قلق المستهلكين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، حيث يزداد الطلب على هذه المواد الأساسية.

وارتباطا بالموضوع، كان لموقع "أخبارنا" حديث خاص مع "محمد عبود"، رئيس الجمعية الوطني لمربي دجاج اللحم بالمغرب، أشار من خلاله إلى أن هذه الأزمة ليست مجرد نتيجة لارتفاع تكاليف الإنتاج، بل تعود بشكل رئيسي إلى احتكار قلة من الشركات الكبرى للسوق، ما أدى إلى نقص مصطنع في العرض وارتفاع غير مبرر في الأسعار.

في ذات السياق، أوضح "عبود" أن عددا قليلا من الفاعلين يسيطرون على سلسلة الإنتاج والتوزيع، مما يمنحهم القدرة على التحكم في الأسعار، سواء بالنسبة للدجاج أو البيض، مشيرا إلى أن أسعار الأعلاف ظلت مرتفعة رغم انخفاضها عالميًا، قبل أن يؤكد أيضا أن سوق الكتاكيت يشهد بدوره تلاعبًا كبيرًا في الأسعار، نتيجة التحكم في الكميات المطروحة للبيع، ما ينعكس سلبًا على المربين الصغار الذين يجدون أنفسهم غير قادرين على مجاراة هذه التحولات.

وشدد المتحدث ذاته على أن أسعار الدجاج والبيض في المغرب أصبحت تفوق نظيرتها في بعض الدول الأوروبية، رغم أن تكاليف الإنتاج محليًا أقل بكثير، وهو ما يعكس، حسب تعبيره، وجود خلل واضح في المنظومة يستدعي تدخلًا حكوميًا عاجلًا.

في سياق متصل، لفت "عبود" الانتباه إلى أن هذه الأزمة ألقت بظلالها على كل من المستهلك والمربي، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المربين اضطروا إلى مغادرة القطاع بسبب الخسائر المتتالية، ما زاد من هيمنة الشركات الكبرى على السوق. 

وشدد المسؤول المهني على أن المستهلك المغربي، بات بدوره يواجه أسعارًا مرتفعة تفوق القدرة الشرائية لفئات عريضة من الأسر المغربية، سيما بعد أن وصل سعر البيضة الواحدة إلى أزيد من 1.50 درهم، في وقت كان من المفروض أن لا يتجاوز درهما واحدة للبيضة وفق المخططات الرسمية.

في مقابل ذلك، شدد "عبود" على أن الأسعار باتت مرشحة لمزيد من الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، خصوصًا مع قرب شهر رمضان، الذي يشهد زيادة كبيرة في الطلب على الدجاج والبيض، حيث دعا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجاوز هذه الأزمة التي تنذر بغليان كبير بين المستهلكين، في مقدمتها "فتح باب الاستيراد لكسر هيمنة اللوبيات المحتكرة للسوق"، وكذا "دعم المربين الصغار لمساعدتهم على الصمود في وجه الأزمة"، إلى جانب ضرورة "فرض رقابة صارمة على أسعار الأعلاف والكتاكيت، لضمان عدالة المنافسة".

وفي ختام حديثه مع "أخبارنا" أشار "محمد عبود" إلى أن الحكومة سبق لها أن أنفقت ميزانيات ضخمة على مشاريع لتطوير القطاع لكنها لم تحقق أهدافها، داعيًا إيها إلى ضرورة تقييم هذه السياسات واتخاذ قرارات حازمة لضبط السوق، قبل أن يتفاقم الوضع أكثر خلال الفترة المقبلة.