سحب شركة الاتصالات القطرية (أوريدو) عرضها يعبد الطريق أمام (اتصالات الإمارات) لحسم صفقة اتصالات المغرب لصالحها
أخبارنا المغربية ـ و م ع
أخبارنا المغربية
إعداد : عمر شليح
يبدو أن إعلان شركة الاتصالات القطرية ( أوريدو ) مساء أول امس الجمعة سحب عرضها لامتلاك حصة مجموعة (فيفندي) الفرنسية من رأسمال (اتصالات المغرب) البالغة 53 في المائة، يعبد الطريق أمام منافستها الوحيدة (اتصالات الامارات) لحسم هذه الصفة لصالحها.
وبدلك يكون انسحاب (أوريدو) القطرية قد أنهى منافسة شرسة بين أكبر شركتي اتصالات في الخليج العربي والشرق الأوسط على أصول من شأنها أن تعزز وجودهما في شمال إفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء.
ولم تعرف بالضبط قيمة عرضي الشركتين الإمارتية والقطرية، لكن مصادر إعلامية مطلعة أفادت بأن العرضين يقلان عن خمسة مليارات أورو (6,5 مليار دولار) التي كانت (فيفندي) تأمل فيها وأقرب إلى القيمة السوقية للحصة البالغة 4,34 مليار أورو.
وأكدت مصادر مصرفية عليمة أن مؤسسة الامارات للاتصالات (اتصالات) سعت في وقت سابق لجمع قÜرض بقيمة 8 مليارات دولار أي نحو 29,3 مليار درهم على شريحتين لتمويل عرض شراء حصة (فيفندي) الفرنسية في اتصالات المغرب.
وحسب تقارير إخبارية اقتصادية، فإن عرض (اتصالات الامارات) الذي تم الكشف عنه في ماي الماضي يفوق عرض (أوريدو) رغم أنه يتضمن شروطا قانونية أكثر، ويحتاج إلى عمل أكبر من العرض القطري.
وبحسب التقارير ذاتها، فإن المحادثات بين مجموعة (فيفندي) و(اتصالات الإمارات) تسير بشكل جيد، مشيرة إلى أنه "من المتوقع صدور إعلان نهائي في الأسابيع المقبلة بعد موافقة اتصالات (الإماراتية) على إلغاء بعض الشروط القانونية التي كانت تعرقل عرضها".
ويمثل بيع حصة مجموعة (فيفندي) في اتصالات المغرب جزءا من استراتيجية الشركة الفرنسية لتقليص وجودها في قطاع الاتصالات والتركيز على أنشطتها الإعلامية.
وتراجع سهم (فيفندي) بعد إعلان انسحاب شركة ( أوريدو) القطرية بنسبة 3 في المائة قبل أن يتعافى قليلا، لكنه ظل أكبر الخاسرين على مؤشر الأسهم القيادية الفرنسي في تداولات الجمعة.
وكانت الشركة الفرنسية قد أعلنت العام الماضي، عن قرارها بيع حصتها في "اتصالات المغرب"، في إطار خطة لإعادة هيكلة أنشطتها تقضي بالتركيز، بالأساس، على قطاع الإعلام، مؤكدة أنها ستعتمد قيمة العرض المالي المقدم إليها معيارا وحيدا في تفويت هذه الحصة.
وتقدر قيمة حصة (فيفندي) في الشركة المغربية، وفق تقارير إعلامية فرنسية، بنحو 5,5 مليار أورو، وتمتلك الدولة المغربية 30 في المائة من حصة "اتصالات المغرب".
وتقدم (اتصالات المغرب) خدمات للهواتف الثابتة والمحمولة في المملكة، وهي واحدة من كبريات شركات الاتصالات في إفريقيا، ولها وحدات في بوركينا فاسو والغابون ومالي وموريتانيا وهو ما يسيل لعاب الشركات القوية في عالم الاتصالات.
وكانت شركة الاتصالات القطرية ( أوريدو ) قد أعلنت أول أمس الجمعة أنها سحبت عرضا تقدمت به لامتلاك حصة مجموعة (فيفندي) البالغة 53 في المئة من رأسمال شركة (اتصالات المغرب).
ويذكر أن ( أوريدو ) كانت قد تقدمت لهذا الغرض بعرض مبدئي في دجنبر 2012، وطرحت عرضا ملزما وممولا بالكامل في 22 أبريل 2013 "استوفى جميع المتطلبات اللازمة لتلك العملية" بحسب المسؤولين في الشركة القطرية.
وقال ناصر معرفية، الرئيس التنفيذي للمجموعة في بيان صحافي إنه "على الرغم من أن (اتصالات المغرب) تعتبر إضافة جيدة لمجموعة شركاتنا، إلا أنه لم يعد في صالح مساهمينا الاستمرار في ربط رأسمال الشركة في عملية ذات إجراءات مطولة".
ولذلك، يضيف معرفية "فإننا نسحب عرضنا، وسنولي اهتمامنا لتحقيق القيمة في فرص أخرى ضمن مناطق تواجدنا في العالم، وذلك وفق استراتيجيات النمو العضوي واستراتيجيات استحواذ".
وأوضح جيريمي سيل رئيس قسم الاستراتيجية في شركة (أوريدو) إن السببين اللذين دفعا الشركة إلى سحب عرضها هما تقييم الصفقة والشعور بالإحباط تجاه العملية.
وتتواجد ( أوريدو ) في العديد من الأسواق، كالكويت وسلطنة عمان والجزائر وتونس والعراق وفلسطين والمالديف وإندونيسيا.وفي 31 دجنبر 2012 ، بلغت مداخيل الشركة 9,3 مليار دولار، فيما بلغت القاعدة الموحدة لزبنائها في العالم أكثر من 92 مليون زبون. كما أن أسهم الشركة مدرجة في بورصة قطر، وسوق أبو ظبي للأوراق المالية.
وتعتبر ( أوريدو ) التي كانت تعرف سابقا بمجموعة (كيوتل)، شركة اتصالات عالمية توفر خدمات الاتصالات الجوالة واتصالات الخط الثابت والإنترنت والخدمات المدارة للشركات المصممة لتلبية احتياجات الزبناء من الأفراد والشركات في مختلف الأسواق التي تعمل فيها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا.