طريقة تجعل تلاميذ المدرسة يحبون مادة الحساب
دويتشه فيله
تختلف آراء التلاميذ حول مادة الحساب. فبعضهم يراها غير مشوقة ويعتبرها آخرون مصدرا للقلق. لكن باحثين ألمان تمكنوا من تطوير طريقة جديدة تحفز التلاميذ على فهم الحساب بشكل أفضل وتجعله مادة سهلة ومحبوبة.
تعد مادة الرياضيات مصدر قلق لكثير من تلاميذ المدارس، الأمر الذي يدفع بعض المعلمين في ألمانيا إلى استعمال مواد مختلفة لتسهيل عملية تعلم هذه المادة على التلاميذ، ومن بينهم المعلمة الألمانية إيلكه كريبل.
وتستخدم كريبل البطاقات الملونة والوجوه السعيدة وأحجار اللعب للقيام بهذه المهمة، فضلا عن أنها تعتمد على أسلوب شبيه باللهو يقوم على الحركة الفعالة والمنهج الوصفي، لتعليم الأطفال الحساب وتعريفهم بمعنى الأعداد. لكن هل يمكن للتلاميذ بالفعل التعلم بشكل أفضل عندما يتحركون أثناء الدرس؟
الإجابة على هذا التساؤل هي ما يسعى الأستاذ الجامعي كوربيان مولر وفريقه لمعرفته. وذلك من خلال القيام بدراسة تجريبية شارك فيها 49 تلميذا من الصفين الأول والثاني. وتتلخص فكرة التجربة في إجراء كل تلميذ لواجب تجريبي في مادة الحساب.
ويقوم التلاميذ بحلّ الواجبات الرياضية في وضعيتين مختلفتين، الأولى تكون بالجلوس أمام الكومبيوتر المحمول، أما الوضعية الثانية فيتطلب منهم حلّ الوجبات وهم في حالة حركة، وذلك بالقفز على بساط رقمي للرقص تمّ تصميمه للألعاب الإلكترونية.
لهذا السبب يقلق التلاميذ من مادة الحساب
وأظهرت نتائج تقيم التلاميذ المشاركين في التجربة أن التلاميذ حلوا مسائل أكثر بعد الحركة، بينما تراجع أدائهم في الوضعية التي كانوا فيها جالسين أمام الكومبيوتر. وأرجع الباحثون القائمون على هذه التجربة سبب ذلك إلى أن الحركة ساعدت التلاميذ على التعرف على الأعداد عن طريق جسدهم، وهذه طريقة تساعد على فهم الأعداد بشكل أفضل.
وأشار الباحثون أيضا إلى أن عامل المتعة له دور كبير في عملية التعلم، فاللعب هو مكون أساسي في شخصية الطفل، على حدّ اعتبار الباحثة النفسية أورزولا فيشر وهي من بين القائمين على هذه التجربة. وأضافت أورزولا بالقول "نهدف من خلال هذه الطريقة إلى إيجاد وسيلة محفزة توفر للأطفال نهجا إيجابيا للتعامل مع مسائل الحساب".
ربما يعود سبب قلق بعض التلاميذ من مادة الحساب إلى الفكرة الخاطئة التي يتوارثها بعض الأبناء عن آبائهم، فهل اعتماد أسلوب الحركة المصحوب بالمتعة مستقبلا في المدارس، سيساعد الكثير من التلاميذ على فهم الحساب بشكل أفضل ويجعله المادة المحببة لعدد أكبر من الأطفال.
غريب وطن
كيف لنا من التعلم باللعب ؟
لعل مفهوم المتعة قد اندثر وهجر المدرسة المغربية بدون رجعة. لقد عوضه مفهوم الشغب والتمرد والانحلال الأخلاقي. أليس هذا ما أرادوه من أقبروا كل مجالات الانشراح والتفتح والخلق والابتكار. لقد أرادوا من المدرسة أن تكون صناديق لتفريغ الجهل والبطالة ومسرحا للتنافس على النقط والمعدلات والنجاح الموهوم. لقد تكالبوا على منظومة التعليم بالخطابات والشعارات الواهية. فأين نحن من ألمانيا التي تعلم تلامذتها وطلابها باللعب والموسيقى والتعبير الجسدي، ليبتكرون ويخترعون وينتجون التكنولوجيا والصناعات العصرية التى نتسابق على استهلاكها واستعمالها في كل مجالات حياتنا نحن ومن سيأتي بعدنا من الأجيال حتى ما شاء الله أن يرفع عنا آفة الجهل والركاكة الفكرية التي أصابت منظومة تعليمنا والمسؤولين على تنزيلها. فلن نحلم بمدرسة عصرية في بلادنا وكل المعطيات الراهنة مؤشرة على الفشل. فلا فضاءات ومرافق صالحة ولا تجهيزات ووسائل متوفرة ولا أطر كافية ومؤهلة ولا مناهج وبرامج طموحة ومحفزة هي بمستوى تغيير وإصلاح ناجع وذي جودة منشودة. فلا سبيل للمقارنة والمحاكات ما دامت العقليات الكرتيزيانية هي من تتحكم وتدبر قطاع التعليم والتكوين ببلادنا.