التحديات الثلاثة الكبرى التي تنتظر السيد وزير التربية الوطنية.

التحديات الثلاثة الكبرى التي تنتظر السيد وزير التربية الوطنية.

عبد الغفور العلام

 

 

يعتبر ورش إصلاح المنظومة التربية والتكوين تحديا كبيرا على اعتبار أنها تهدف بالأساس إلى تكوين الرأسمال البشري الوطني وإعداد أجيال المستقبل في أفق ربح رهان التنمية الاقتصادية و الاجتماعية لبلادنا. وسعيا وراء رفع هذا التحدي المهم و كسب هذا الرهان المصيري، هناك ثلاثة ملفات مهمة مطروحة بصفة استعجالية و آنية على مكتب السيد وزير التربية الوطنية .

من بينها، إنجاح الدخول التربوي 2012/2013 و الذي يعتبر أول دخول مدرسي في زمن الحكومة الحالية، حيث يتزامن هذه السنة مع صدور التوجيهات السامية المضمنة في الخطاب الملكي ل20 غشت، الذي وضع خريطة طريق تربوية جديدة وأكد على أهمية الإسراع بمباشرة الإصلاحات التربوية الضرورية، و التي بدورها لا يمكن تنزيلها إلا في ضل استقرار المنظومة التربوية و مساهمة جميع الفاعلين و المتدخلين في الشأن التربوي في عملية الإصلاح.

 

1 - إنجاح الدخول المدرسي 2012/2013:

يعد الدخول المدرسي 2012/2013 أول دخول تربوي ستنجزه الحكومة الحالية و التي من مسؤوليتها تنزيل مقتضيات الدستور الجديد الذي يلزم الدولة بضرورة توفير كل الوسائل المتاحة لتيسير أسباب استفادة المواطنين والمواطنات من التعليم العصري والجيد.

كما يتزامن الدخول المدرسي لهذه السنة مع انتهاء رباعية الإصلاح (البرنامج الإستعجالي 2009/2012) و ما شابها من تعثرات و اختلالات و نتائج مخيبة للآمال. فضلا عن ذلك، فهذا الدخول المدرسي يأتي بعد صدور التوجيهات الملكية المتضمنة في خطاب 20 غشت، الذي رسم خارطة الطريق الوطنية لإصلاح منظومة التربية و التعليم.

وإزاء هذا التحدي، فالمتوقع من وزارة التربية الوطنية العمل على إنجاح الدخول المدرسي الحالي باعتباره اللبنة الأولى على درب مسار الإصلاح و ذلك من خلال :

* جرد المشاكل و العوائق التي تتكرر عند كل دخول مدرسي و استثمارها في أفق إيجاد الحلول الملائمة لتجاوزها؛

* نهج الحكامة الجيدة في عملية تدبير الدخول المدرسي الحالي من خلال منح هامش أوسع في اتخاذ القرار و المبادرة على المستوى الجهوي ( الأكاديميات) الإقليمي (النيابات ) و المحلي ( المؤسسات التعليمية ) ؛

* تعبئة و إشراك كافة الفاعلين و المتدخلين في الشأن التربوي ( مركزيا جهويا إقليميا و محليا) في عملية إنجاح الدخول المدرسي.

2 – تنزيل مضامين الخطاب الملكي:

بعد تعثرات تنفيذ بنود الميثاق الوطني للتربية و التكوين و فشل تنزيل مشاريع البرنامج الإستعجالي 2009-2012 ، جاءت التوجيهات الملكية لتحدد المعالم الكبرى لمداخل إصلاح المنظومة التربوية. حيث حدد الخطاب الملكي المرامي الأساسية للمنظومة التربوية المستقبلية و التي تتمثل بالأساس في ضمان الولوج العادل و المنصف إلى المدرسة و الجامعة، والحق في الاستفادة من تعليم جيد وملائم لمتطلبات الحياة، و كذا في ضرورة تطوير الملكات و الكفايات لدى المتعلمين و استثمار طاقاتهم الإبداعية.

و لبلوغ هذه المرامي، و تنفيذا لمضامين الخطاب الملكي، فالمنتظر من وزارة التربية الوطنية العمل على بلورة و إعداد خطة إستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتعليم بمساهمة و مشاركة كافة الفعاليات التربوية، و ذلك من خلال تفعيل جميع التوصيات الصادرة خلال السنوات الأخيرة عن مختلف التقارير و التقييمات المرتبطة بإصلاح ورش التربية و التعليم . و كذا مراجعة المنهجيات التربوية و الطرق البيداغوجية، من خلال تبني مقاربات تربوية جديدة تشجع التلاميذ على التفاعل و التواصل الإيجابي٬ وتعزز ملكاتهم و كفاياتهم الشخصية ٬ و تعمل على تحرير المبادرة و الإبداع والابتكار لديهم.

فضلا عن ذلك، على وزارة التربية الوطنية الاشتغال على تفعيل مقتضيات الدستور الجديد بخصوص المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ليلعب الدور المنوط به المتمثل أساسا في البحث في قضايا التربية و التعليم والتكوين والبحث العلمي و تقييم مخططات و برامج المنظومة التربوية.

 

3 - الحرص على استقرار المنظومة التربوية:

يعد استقرار المنظومة التربوية من التحديات الأساسية التي تنتظر وزارة التربية الوطنية،حيث يعتبر عامل الاستقرار من الشروط المركزية و الضرورية لنجاح ورش اٌلإصلاح التربوي، لكن واقع حال المنظومة التربوية ينبأ بوجود مجموعة من الإكراهات و الإشكاليات التي تهدد هذا الاستقرار و بالتالي تعوق و تقوض كل المجهودات المبذولة من أجل الإصلاح و على رأس هذه الإكرهات نجد:

* الخصاص في الموراد البشرية والمادية و المالية:

حيث يعد الخصاص في الموراد الإكراه الأساسي الذي تواجهه وزارة التربية الوطنية :

ففيما يخص الموارد البشرية، نسجل ضعف عدد الموارد البشرية المخصصة لوزارة التربية و التعليم مقارنة مع الحاجيات المعبر عنها، فضلا عن وجود عدم التوازن في توزيعها بين الوسط الحضري و الوسط القروي .

أما فيما يتعلق بالموارد المادية، فالملاحظة الأساسية تتمثل في ضعف نسبة إنجاز مجموعة من البنايات المدرسية المبرمجة سابقا، مما سيؤثر سلبا على تعزيز شبكة المؤسسات التعليمية وعلى تطعيم العرض التربوي.

و في هذا الصدد، واستنادا إلى نتائج عملية التقويم المادي والإفتحاص المالي لتنفيذ مشاريع البرنامج الاستعجالي التي عرضها السيد وزير التربية الوطنية أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، يوم الثلاثاء 24 يوليوز 2012، فقد تم إحداث 74 مدرسة ابتدائية فقط من أصل 225 المبرمجة، فيما لم تتجاوز نسبة البنايات في التعليم الإعدادي والثانوي 50 % في 12 أكاديمية، بإنجاز 109 من أصل 529 إعداية مبرمجة، أما الثانويات التأهلية فلم تتجاوز عدد الثانويات المنجزة 84 ثانوية من أصل 278 مؤسسة مبرمجة.

وعلاوة على ذلك، ستعرف الموارد المالية للوزارة خصاصا على اعتبار أننا نعيش زمن الأزمة الاقتصادية ونهج سياسة التقشف من طرف الدولة و ضعف الإعتمادات المرصودة لقطاع التعليم مقارنة مع الحاجيات المعبر عنها .

من هذا المنطلق يتعين على وزارة التربية الوطنية العمل الجاد على ترشيد و عقلنة تدبير الموارد البشرية والمادية و المالية المتوفرة في أفق إنجاح الدخول المدرسي و إتمام ما تبقى من السنة الدراسية.

* معضلة الاكتظاظ:

في هذا الإطار سجل تقرير الافتحاص المالي لتنفيذ مشاريع البرنامج الإستعجالي 2009/2012، ارتفاع نسب الاكتظاظ (ما فوق 40 تلميذا بالقسم)، حيث سجلت بالتعليم الابتدائي نسبة 7.9 %، أما الإعدادي فقد بلغت النسبة 14.4 %، بينما تجاوزت هذه النسبة 31.4 % بالتعليم الثانوي.

* ظاهرة الهدر المدرسي:

و في هذا الصدد كذلك، سجل التقرير الأخير للمفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية المتعلق بتقييم مشاريع البرنامج الاستعجالي ارتفاع مؤشر الانقطاع عن الدراسة بنقطتين عن ما هو متوقع ، حيث وصلت هذه النسبة إلى 10,8 % مقارنة مع النسبة المتوقعة و المحددة في 8 % .

* هشاشة السلم الاجتماعي:

إضافة لما سبق، يمكن اعتبار الاحتقان الاجتماعي الذي تعيشه بعض شرائح المجتمع التربوي خطرا يهدد استقرار المنظومة التربوية، حيث لا يمكن حل هذه المشكلة إلا من خلال نهج المقاربة التشاركية مع جميع ممثلي رجال و نساء التعليم على مختلف مشاربهم قصد معالجة المطالب الآنية و ذات الأولوية للشغيلة التعليمية باعتبارها قطب الرحى و نقطة الارتكاز الأساسية لأي إصلاح تربوي منشود.

وإجمالا يمكن القول أن مجابهة كل هذه التحديات تستلزم من وزارة التربية الوطنية ممارسة إستراتيجية تواصلية جديدة تروم تعبئة و انخراط كافة الشركاء و الفاعلين ، مع اعتماد مقاربة تشاركية في صنع القرار التربوي تحدد بوضوح علاقات و أدوار و مهام جميع الفاعلين و المتدخلين في الشأن التربوي (تلاميذ، أساتذة، إدارة تربوية، نقابات ،جمعيات آباء وأولياء التلاميذ،شركاء... ) في أفق إنجاح ورش إصلاح المدرسة المغربية.


عدد التعليقات (11 تعليق)

1

lkappa

lkappa

msah lkappa. Fin barnamaj lhoukouma wa ddakae dial lwazir. hadi loghat lkhachab 3aqna wafaqna

2012/09/02 - 12:03
2

الناظور

ربة بيت

نفس الاسطوانة تكرر كل عام سئمنا التعليم ووزارة التعليم وهرمنا من الميزانيات الضخمة التي تصرف بلا فائدة دون استفادة الشعب

2012/09/02 - 12:23
3

لمهيولي

نجاح الدخول المدرسي مسؤولية الجميع

منذ أن تولى السيد الزير مسؤولية وزارة التربية الوطنية وهو يعمل بجد ومثابرة قصد إخراج تعليمنا من المأزق الذي دخل فيه. ولأن عملية الدخول هي المرحلة الصعبة في السنة الدراسيةة فإنه من المستحسن تكوين لجاان على صعيد النيابات تسهر على عملية الدخول المدرسي كما أن على الوزارة إحداث برامج إشهارية تحث الآباء والأمهات بإعادة أبنائهم وبناتهم إلى المدارس حتى لايتقاعسوا تحت ذريعة قلة الإمكانيات فيضيعوا مستقبل أبنائهم.

2012/09/02 - 12:29
4

امين

تفعيل المراقبة الصارمة

انا كرجل تعليم لازيد من عشرين سنة اقول للسيد الوزير كفاكم من هدر اموال الشعب في المزايدات الخاوية ومن الشعارات المنمقة كل سنة فانزلوا الى الواقع كتفعيل المراقبة التربوية الصارمة وتخفيف كثرة المواد على كاهل التلاميد فالعبرة في ما قل ودل ثم اخيرا تحقبق تكافؤ الفرص بين كافة الاطر التربوية الوطنية

2012/09/02 - 12:50
5

أب

يجب حل مشاكل رجال التعليم أولا

يجب على السيد الوزير أن يبادر إلى حل مشاكل رجال التعليم حتى يتوقفو لى الإضراب لكي ل يضيع أولادنا و خصوصا المشاكل المفتعلة من طرف الوزارة كالتلوح بإلغاء مباراة الدكاترة

2012/09/02 - 02:37
6

عابر سبيل

تكدس المعلمين في المدن واخلاء البوادي

ظاهرة مؤرقة يتميز بها التعليم المغربي عامة واقليم الناظور على وجه الخصوص.

2012/09/02 - 03:17
7

محمد الظريف

الدخول المدرسي : مشاهدات من العالم

استقبال العام الدراسي الجديد : مشاهدات من العالم .. تتباين أحوال الدول في استقبال العام الدراسي الجديد، سواء من حيث مظاهر الاستعداد أو مواعيده، وعلى مُستوى القيادات التعليمية، يكون التركيز على الإجراءات التنظيمية، وضبط إيقاع عمل المؤسسات ذات الصلة، بما يُحقق انطلاق عام دراسي بلا مشكلات.. أمــَّا على مُستوى التلاميذ، فإن مظاهر استقبال العام الدراسي تتباين بصور مُتفاوتة، وإن كانت السمة الغالبة تتحدد في اتجاهين:الأوَّل للتلاميذ الجُدد، الذين عادة ما يستقبلون عامهم الدراسي بحماس، بينما الثاني للتلاميذ القدامى الذين يكون إقبالهم على العام الدراسي مشوب بالفتور، وأحيانـــًا النفور. وحول ذلك أشارت دراسة قيِّمة صدرت حديثــًا، إلى أن ابتسامات التلاميذ المرسومة في الإعلانات الترويجية التي تنتشر في كثير من الميادين والشوارع، وتغزو كُل المراكز التجارية، وتتخلل برامج مُعظم القنوات والوسائط الإعلامية، إيذانــًا بقـُرب حلول موسم دراسي جديد، لا تعكس في الحقيقة واقع جميع التلاميذ، ويكفي القيام بجولة لمحطَّات حافلات المدارس في الأيام الأولى من انطلاق الموسم الدراسي، لتكتشف أن الكثير من التلاميذ القدامى يأتون شبه مُكرهين إلى المدرسة، وفي المُقابل ترى التلاميذ الجُدد يغلب عليهم طابع الحماس، وإن كان هذا الحماس لا يدوم طويلًا، حيث يتلاشى تدريجيــًا في غضون شهر أو أكثر، بحسب باتريك كيلي أخصائي علم النفس بمركز جون هوبكنز، لذا يتحول الافتنان بجو المدرسة الجديد إلى روتين يومي، مُرادف للواجبات المنزلية والتمارين الصعبة والمناهج المُكثفة والحرمان من ترف الراحة والأنشطة الترفيهية التي تعوُّدوا عليها في عُطلة الصيف. اسـتـقـبـال الـعـام الـدراسـي فـي تـركـيــا يُستقبَل العام الدراسي على المُستوى الرسمي بما يُشبه حالة الطوارئ, حيث تتكاثف الاستعدادات خاصة فيما يتعلق بالتأكُّد من جهوزية المؤسسات التعليمية لاستقبال التلاميذ، وتوفير الحافلات، وسلامة المباني، وتدريب الكوادر، مع العِلم أن الميزانية المُخصصة للتعليم في تركيا هي الأعلى بين كافة ميزانيات الوزارات الأخرى، حيث تزيد عن الــ22% من الموازنة العامة للدولة.. ومن المُلفِت للنظر عدم دخول التلاميذ فصولهم، إلاَّ بعد التأكُّد من وجود صورة لأتاتورك مُعلَّقة فوق سبورة كل فصل في عموم مدارس تركيا، كما يتم الـتأكُّد من التزام جميع التلاميذ بارتداء الزِّي المدرسي، الذي عادة ما يكون عبارة عن قميص أزرق وبنطال أسود، بالنسبة للمدارس الرسمية..وللترحيب بالعام الجديد، تعزف جوقة المدرسة الأناشيد الوطنية وبعض المقطوعات الموسيقية، مع إلقاء كلمات تبث الحماس لدى التلاميذ، وتنقلهم من فترة أجازة صيفية اتسمت بالراحة والترفيه إلى فترة عمل واجتهاد في تحصيل مقررات المناهج والتسابق على التفوق الدراسي. .. فـي جـنـوب إفـريـقـيــا يُستقبل العام الدراسي الجديد، بعد عُطلة سنوية قصيرة نسبيــًا، حيث تتراوح بين 5 : 6 أسابيع، من أوائل ديسمبر إلى قرب منتصف يناير، وبحسب قادر أسمال الخبير التربوي وأحد كبار المسؤولين عن التعليم في جنوب إفريقيا، فإن استقبال العام الدراسي له طقوس خاصة، تـُعظِّم من الوحدة الوطنية، وتوطيد الانتماء، وترسيخ الهوية والمواطنة لدى عموم التلاميذ في مُختلف المراحل الدراسية، يتم ذلك في إطار «هيكلة تربوية واحدة ومُتكاملة، ومنهج يعكس قيم مُجتمعنا، ويُمجِّد تنوُّعنا، ويجعل التربية جُزءًا من النقاش الأساسي في البلاد, يُشارك في ذلك الهيئات والمؤسسات التي تدير المدارس».. وينال المُعلمون قسطــًا من التدريب، خلال فترة العُطلة، يستهدف الوقوف على الجديد في المناهج والتقنيات المُساعدة، وسُبل التعامل مع التلاميذ على نحو أفضل مُنذ دخولهم فصول الدراسة. ..فـي فـنـزويــلا من أهم سمات النظام التعليمي في فنزويلا، أن جانبـًا كبيرًا منه يعتمد على الجهود الذاتية، والمُشاركة المُجتمعية الفاعلة، حيث إن الإنفاق الحكومي على التعليم الرسمي لا يتجاوز الـ5% من الناتج المحلي الإجمالي، ووفقـــًا لتصنيف اليونسكو لعام 2010م، حول مؤشرات تطور التعليم في الدول النامية، جاءت فنزويلا في المرتبة 59 بين 128دولة، مع الإشارة إلى أنها تقدَّمت إلى هذه المرتبة، بفضل مُخططها الذي يعمل على ربط مُدخلات ومخرجات التعليم بشكل مُتكامل، بحيث يستفيد سوق العمل من تأهيل الخرِّيجين، كُل في تخصصه..أمــَّا فيما يتعلَّق بمظاهر استقبال العام الدراسي الجديد، فعلى المُستوى الرسمي، ومُنذ وقت مُبكِّر من العطلة الصيفية، تُشكَّل لجنة من خبراء تربية وعلم نفس وتخصصات أخرى ذات صلة، تقوم بمُراجعة ما تم تحقيقه في العام الدراسي المُنقضي، في إطار الخِطَّة الخمسية، ومن ثم البدء في وضع رؤية مُتكاملة للعام الجديد.. وتوضع اللمسات الأخيرة على الكُتب المدرسية المُقررة لكافة المراحل الدراسية، تمهيدًا لدخولها مطابع الدولة والمطابع الأهلية التي تعاقدت معها الوزارة، إلى جانب ذلك تُجرى عمليات صيانة شاملة للمباني وتجهيزات الدراسة، ويدخل كثير من المُعلمين في دورات تدريبية وبرامج مُكثفة، استعدادًا للعام الجديد..أمــَّا على مُستوى التلاميذ، فيكون الاستعداد ممثلًا فيما يشبه حالة الطوارئ لدى كثير من أولياء الأمور، حيث يُستقطع جانب من ميزانية الأُسرة لشراء الحقائب والكراسات والأدوات المدرسية والملابس التي تُحدَد مواصفاتها من قِبل الوزارة، والتي عادة ما تكون قمصانًا صفراء لأطفال رياض الأطفال، وقمصانًا بيضاء لتلاميذ المرحلة الأولى من التعليم الأساسي (الابتدائي)، وقمصانًا زرقاء لتلاميذ المرحلة الثانية من التعليم الأساسي (الإعدادي)، أما المرحلة الثانوية فيرتدي طُلاَّبها قمصانًا بيج..وتتباين ردود أفعال التلاميذ في اليوم الأول من دخول المدرسة، حيث يتسابق كثير منهم على الترحيب بأقرانهم، في حين يكون الفتور والنفور سائدًا على وجوه آخرين. .. فـي مـالـيـزيــا وِفقــًا لنظام التعليم المعمول به في ماليزيا، تنقسم السنة إلى فصلين دراسيين، يبدأ الأوَّل في 3 يناير، وينتهي في أواخر مايو، وبعد عُطلة تستمر أسبوعين، يبدأ الفصل الدراسي الثاني في يونيو، وينتهي في أوائل نوفمبر، ثم أجازة سنوية لمُدة شهرين.. والاستعدادات لاستقبال عام دراسي جديد، تبدأ من رأس الهرم التعليمي، المُتمثـِّل في وزارة التربية والتعليم (المُستوى الفيدرالي)، التي تعنى بوضع الملامح الرئيسية التي تسير عليها خطط وبرامج العام الدراسي، في إطار الطموحات والأهداف القومية، وعلى مُستوى الولايات (14 ولاية)، تقوم كل إدارة تعليمية، بالتنسيق مع الهيئات والجهات ذات الصلة بحملات صيانة لجميع المدارس، والتأكُّد من سلامة مبانيها وتجهيزاتها، وتوفير الكُتب الدراسية وِفقــًا لإحصاءات التلاميذ بكُل مرحلة، ثم يأتي المستوى المحلِّي المُتمثل في مكاتب التعليم المُنتشرة في مناطق كُل ولاية، والتي تـُعد امتدادًا لإدارة التعليم بالولاية، حيث تـُقدِّم التوصيات التي من شأنها تذليل العقبات التي تواجه مدارس كُل منطقة، وتلبِّي احتياجات التلاميذ ومُتطلبات المُجتمع المحلي، وعلى المُستوى الإجرائي (المدرسة)، يقوم كُل مدير مدرسة بالتعاون مع مُساعديه من الإداريين وكبار المعلمين بوضع خِطة توزيع العمل والأنشطة المُساعدة وعمل الجداول الخاصة، ووضع اللوحات الإرشادية في المداخل والمخارج المؤدِّية إلى الممرات والفصول.. وقُبيل انطلاق اليوم الأول من العام الدراسي، تُبث الأناشيد الوطنية، وتُقام بعض الأنشطة والمُسابقات التي تُحفِّز التلاميذ على تجديد أواصر الصداقة مع أقرانهم في الصف، والانخراط السريع في مُتابعة الدروس. ..فـي كـوريا الـجـنـوبـيــة يبدأ العام الدراسي عادة يوم 2 مارس، ما لم يوافق ذلك عُطلة نهاية الأسبوع، ومن مظاهر الاستعداد له، على المُستوى الرسمي تقوم الوزارة، بتشكيل فريق عمل يضم خُبراء في التربية والإدارة وعلم النفس لوضع مجموعة من المعايير التي يُمكن الاسترشاد بها من قِبل الإدارات والمناطق التعليمية لانطلاق عام جديد بلا مشكلات، وتستهدف هذه المعايير إكساب المهارات وتعزيز القُدرات الأساسية، بالتطوير النوعي للتربية العلمية، وأن توضع الثقافة الحديثة المُتطوِّرة نصب أعين الجميع، وأن يُركِّز التعليم الأساسي على تنمية قيم الأمانة والتمتُّع بالحياة، والتربية الخُلقية والأنشطة غير الصفية».. إلى جانب ذلك ثمة اهتمام كبير بالتأكُّد من سلامة الأبنية التعليمية قبل انطلاق العام الدراسي، وتوفير كافة التجهيزات والوسائط التعليمية الحديثة، مع العِلم أن ميزانية التعليم في كوريا الجنوبية، تتجاوز نسبة الــ21% من الموازنة العامة للدولة.. وبابتسامة مُعلميهم يُستقبل التلاميذ مُنذ نزولهم من حافلات المدرسة، ويُرحَّب بهم في فناء المدرسة، كما يُبادلون مُعلميهم التحية والترحاب، ما يُضفي جوًا من السعادة والتفاؤل بعام مُثمر بالعطاء. .. فـي الـنـمـســا يحظى التعليم الأساسي في عموم الولايات النمساوية باهتمام بالغ، حيث يُنظر إليه باعتباره اللبنة الأولى في بناء المُجتمع، ولعل من أهم مظاهر هذا الاهتمام الاستعدادات المُكثفة التي تتم قبل بداية كل عام دراسي، والتي يُشارك فيها الجميع من كبار المُسؤولين حتى أولياء أمور التلاميذ، والمُتمثلة في تقييم المناهج وإعادة توزيعها بحسب كُل ولاية، وإدخال المُعلمين في دورات تدريبية وبرامج إثرائية للارتقاء بمهاراتهم في التدريس، والتعامل على نحو أفضل مع كافة التلاميذ، مع الأخذ في الاعتبار الفروق الفردية.. وفي إطار استقبالها للعام الدراسي الجديد، وضعت وزارة التربية والتعليم خطة تستهدف التوسُّع في استخدام التقنيات الحديثة، التي من شأنها تحقيق المزيد من الارتقاء بالعملية التعليمية، وتوثيق العلاقة بين مُدخلاتها ومخرجاتها.. وجدير بالإشارة، فإن العام الدراسي للمدارس الابتدائية والثانوية في النمسا، يأتي ضمن فترتين، الأولى تبدأ من أوَّل يوم اثنين في شهر سبتمبر، بالنسبة للولايات الجنوبية، بما فيها فيينا وبورغنلاند، وفي ثاني يوم اثنين من شهر سبتمبر، بالنسبة لولايات النمسا الشمالية، بما فيها سالزبورج وستيريا وكارينثيا وتيرول وفورارلبرغ.. جــــدول بداية ونهاية العام الدراسي للتعليم الأساسي في بعض الدول الدولة بداية العام الدراسي نهاية العام الدراسي بلجيكا الأوّل من سبتمبر نهاية يونيو شيلي أواخر فبراير منتصف ديسمبر كوستاريكا الأسبوع الأوَّل من أغسطس الأسبوع الأخير من مايو التشيك الأول من سبتمبر نهاية يونيو الدانمرك الأول من سبتمبر نهاية يونيو استونيا الأول من سبتمبر بدايات يونيو أثيوبيا الأسبوع الأول من سبتمبر منتصف يونيو فنلندا منتصف أغسطس بداية يونيو فرنسا أول يوم اثنين من سبتمبر أوائل شهر يوليو ألمانيا أول سبتمبر آخر يونيو غيانا منتصف سبتمبر منتصف يوليو هندوراس بداية أغسطس أواخر مايو المجر أول سبتمبر 15 يونيو الهند منتصف يونيو منتصف مارس إيرلندا الشمالية بداية سبتمبر نهاية يونيو ليتوانيا أول سبتمبر أوائل شهر يونيو مالطة النصف الأخير من سبتمبر النصف الأخير من يونيو نيوزيلندا بداية فبراير أواخر ديسمبر باكستان أغسطس مايو الفلبين الأسبوع الأول من يونيو الأسبوع الأخير منمارس بولندا أول سبتمبر 18 يونيو البرتغال سبتمبر يونيو روسيا أول سبتمبر 25 مايو سلوفاكيا 2 سبتمبر 29 يوليو تايلاند منتصف مايو أوائل مارس اسكتلندا منتصف أغسطس أواخر يونيو

2012/09/02 - 03:21
8

ولد العياشية

سمانة دالباكور

الوزير الي جا كيبغي يورينا حنة يديه ادا اردنا اصلاح منظومة التعليم علينا اولا محاسبة المسوولين عن تبديراموال الوزارة وخاصة تلك الملايين من الدراهم التي تم توزيعها على الجهات(الاكاديميات) تحت مسمى التكوين على التدريس ببيداغوجية الادماج والتي تم التخلي عنها مؤخرا لعمدم نجاعتها حسب الوزير الجديد ثم علينا الاهتمام بهياة التدريس الابتدائي وخاصة في المناطق النائية علينا ايضا اشراك رجل التعليم في كل ما يخص التلميد صغيرة كانت ام كبيرة علينا الاستغناء عن خدمات بعض الاساتدة فيما يخص التدريس واقصد هنا المصابين بامراض مزمنة او اولئك الدين تجاوز سنهم الخمسين .

2012/09/02 - 03:53
9

abdou

شروط التعليم الجيد

1- تنفيد بنود الحوار الإجتماعي بدون تماطل أو تأخير 2 - توفير الشروط و الوسائل الضرورية للتعلم ( بيداغوجية و لوجيستية ) 3 - القضاء نهائيا على ظاهرة الإكتظاظ . '4 - إحالة الأساتذة غير الأكفاء على الإدارة التربوية أو التقاعد النسبي حسب اختيارهم . 5 - إعادة النظر في المناهج و البرامج التعليمية 6 - إسناد المسؤولية الإدارية لذوي الأقدية و ليس لأصحاب الشواهذ العديمي التجربة . 7 - توحيد القانون الأساسي في الوظيفة العمومية إذ لا فرق بين أستاذ و موظف في المالية ملا

2012/09/02 - 09:22
10

سعيد

بقاء الحال على ما هو عليه

فما دام أ صحاب العقول المفلسة هم القا ئمو ن على تسيير الشأ ن التربوي في هدا البلد العزيز فستبقى دار لقما ن على حالها الى أن يرث الله الأ رض ومن عليها.............وبعد دلك ستقولون قالها السيد سعيد..

2012/09/04 - 04:38
11

River

This piece was a lifejacket that saved me from droiwnng.

This piece was a lifejacket that saved me from droiwnng.

2012/09/16 - 01:25
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة