مستجدات ملف الأستاذة المعتقلة من داخل فصلها بمراكش

مستجدات ملف الأستاذة المعتقلة من داخل فصلها بمراكش

أخبارنا المغربية

محمد اسليم ـ أخبارنا المغربية 

عرف المشهد التعليمي الأسبوع المنصرم حدثا وصفه المتتبعون والمهتمون وكذا عموم المواطنين بأنه سابقة، والأمر هنا يتعلق بإعتقال الأستاذة (ن ـ ر) من داخل الفصل الدراسي الذي تعمل به بمدرسة للا أسماء بمنطقة المسيرة بمراكش.

الأستاذة والتي تبلغ 57 عاما، قضت بمهنة التدريس 34 سنة، متزوجة وأم لبنتين (أولاهما طبيبة والثانية مضيفة طيران)، وتم إعتقالها بل وسَحْلُها من داخل الفصل الدراسي الذي تعمل به من طرفي رجلي أمن بزي مدني ، كما صرحت المعنية لمنابر إعلامية وفي الفيديو الذي سجلته وتم بثه لهذا الغرض، ليغمى عليها وليتم نقلها وهي في حالة غيبوبة لمصلحة المستعجلات بمستشفى ابن طفيل. وتحدثت الضحية عن سوء معاملة أحد الأطباء لتعتبر ما حدث دسيسة إستهدفتها واستهدفت مْعْقولها كما جاء على لسانها في الفيديو.

أخبارنا المغربية حاولت الإقتراب من الواقعة والتواصل مع عدد من المسؤولين عن الشأن التعليمي، وكذا العاملين بالمؤسسة والذين كان خيطهم الرابط والأبرز رفض ذكر أسمائهم إعلاميا. البداية كانت مع الإدارة التربوية بالمؤسسة فمسؤولون بنيابة التعليم وانتهاء بزميلات للأستاذة الموقوفة حاليا.

أغلب الشهادات تحدثت عن كون المعنية إستفادت على مدى السنوات القليلة الماضية من وضعية إمتيازية وبشكل مريب أحيانا يستدعي مساءلة مصالح النيابة بهذا الخصوص، تمثلت في وضعيتها كفائضة وهو ما لم يشكل قط مشكلا لها،  بل كان موضوع احتجاج نقابات تعليمية حينها،  إضافة لعلاقاتها المتشنجة مع عدد من أولياء أمور تلاميذها وتلميذاتها وصل بعضها إلى ردهات المحاكم المراكشية، وهو ما أكدته لأخبارنا المغربية جمعية أباء وأولياء المؤسسة والتي تحدث لنا مسؤولوها عن عدد من الشكايات التي رفعت في وقت سابق لنائب التعليم ومدير الأكاديمية، إضافة لزياراتهم المتكررة لمكتب المسؤولين النيابيين.. والذريعة العنف اللفظي والجسدي المفرط تجاه فلذات أكبادهم. وهو نفس العنف الذي طال زميلات للمعنية كما أسرت إحدى زميلات المعنية.

المهم الإحتجاجات التي بلغت ذروتها الأسبوع المنصرم، وتوجت بتدخل السلطة المحلية ممثلة في قائد المقاطعة محاولا وضع حد لها، وهو ما تم يوم الأربعاء المنصرم بعد صدور قرار "التوقيف الإحترازي" من طرف نائب مراكش سمير مزيان، وهو القرار الذي جاء بعد زيارة عدد من اللجان النيابية والمفتشين التربويين للمؤسسة وإنجازهم لتقارير في الموضوع. وهكذا تم تكليف مُدرّسة أخرى بنفس المؤسسة والتي كانت في وضعية فائض. لتعود (ن ـ ر) بعد يومين وبالضبط يوم الجمعة 17 أكتوبر لِلا أسماء معرقلة عمل زميلتها ومانعة فصلا بأكمله من التحصيل الدراسي، كما جاء في تصريح مدير المؤسسة وعدد من الشهود، ليتم استدعاء الأمن ويقع ما كان.

الفرع الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بمراكش دخل على الخط، وأكد كاتبه الإقليمي حسن بباوي في إتصال مع اخبارنا المغربية تواجده بالمؤسسة لحظة اعتقال الأستاذة، وهو ما استنكره حسن معتبرا أن قرار التوقيف غير قانوني، ومؤكدا تضامن نقابته مع الأستاذة الموقوفة حيث تم إصدار بيان بهذا الشأن. وهو البيان الذي وصف الواقعة بالمؤسفة والكارثية، وحمل مسؤولية ما وقع لمدير المؤسسة ونائب الإقليم، والذي اعتبر قراره متسرعا ليطالب بفتح تحقيق في النازلة. 

هذا وعلمت أخبارنا المغربية أن ولاية أمن مراكش باشرت فتح تحقيق في التدخل الأمني الذي وقع بناء على تعليمات من الإدارة العامة، وهو نفس الإجراء الذي ينتظر أن تتخذه القطاعات المعنية بالملف من تعليم وداخلية وصحة وعدل، علما أن جهات نقابية بمركش بصدد الإعداد لوقفة تضامنية مع المُدرّسة.


عدد التعليقات (8 تعليق)

1

ميمي

تعليق

ما هو سبب الاعتقال ؟وهل هناك امر من وكيل جلالة الملك في هذا الشأن ؟ هذا هو بيت القصيد ؟

2014/10/21 - 12:51
2

فاطمة

شكرا لكم على التوضيح.المسؤولية يتحملها مدير المدرسة.فخلق المشاكل دائما يكون من طرف مدراء المدارس.

2014/10/21 - 04:25
3

مهتم

اسرة التعليم فى خطر

المسؤولية يتحملها النائب ثم المدير فالاكاديميات والنيابات تعيش فوضى عارمة وتسيب لا يطاق فاصلاح التعلبم يجب ان يبدا من هده المؤسسات

2014/10/21 - 08:01
4

مهتم

اسرة التعليم فى خطر

تسيب النيابات والاكاديميات فاصلاح التعليم يبدا من هاتين المؤسستين

2014/10/21 - 08:04
5

حمد الله

نقابات مراكش تتضامن مع الأستاذة

بيان تضامني إن المكاتب الإقليمية للنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية ( الجامعة الوطنية للتعليم - ا م ش- و النقابة الوطنية للتعليم - ف د ش - و الجامعة الحرة للتعليم - ا ع ش م - و النقابة الوطنية للتعليم - ك د ش - و الجامعة الوطنية لموظفي التعليم - ا و ش م- ) المجتمعة يومه الاثنين 20 أكتوبر 2014 بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمراكش ، بعد وقوفها على حيثيات الحدث الخطير الذي شهدته مؤسسة للا أسماء الابتدائية بمراكش و المتمثل في اقتحام رجلي أمن للمؤسسة و اعتقالهما الأستاذة نعيمة رجاح بدون سند قانوني ، وبعد اطلاعها على المراسلة الغريبة التي وجهها النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني بمراكش للأستاذة الضحية، وبعد نقاش مستفيض جاد و مسؤول فإن المكاتب الإقليمية: تدين عملية اقتحام المؤسسة التعليمية من طرف رجلي الأمن ، و تعتبر هذه العملية مؤشر آخر على محاولات البعض العودة بالمغرب إلى سنوات الرصاص التي اعتقد الجميع أنها ذهبت إلى غير رجعة . تعبر عن تضامنها مع الأستاذة نعيمة رجاح تحمل النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني بمراكش كامل المسؤولية في هذه الفضيحة التي تنضاف إلى فضائح التدبير الأخرى كدلائل على فشله الذريع في تسيير الشأن التربوي بالإقليم. تطالب بفتح تحقيق جاد ومسؤول في الموضوع لتحديد المسؤوليات و ترتيب الجزاءات. تحيي عاليا صمود نساء و رجال التعليم العاملين بالإقليم الذين يعملون في ظروف مزرية تتسم بتكريس الاكتظاظ، و بنيات تحتية مهترئة، وضرب الاستقرار الاجتماعي بنهج سياسة التكليفات العشوائية بالإضافة إلى الاعتداءات الجسدية و النفسية . تطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل و تحملها مسؤولية التطورات التي قد تؤدي إلى مزيد من الاحتقان و تردي الأوضاع. تهيب بأمهات وآباء وأولياء التلاميذ إلى دعم المدرسة العمومية ، والمساهمة في تأهيلها و حمايتها و توفير الشروط اللازمة لتعليم جيد للجميع. تقرر تنظيم وقفة احتجاجية أمام مدرسة للاأسماء الابتدائية يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2014 من الساعة العاشرة إلى الساعة الحادية عشر صباحا احتجاجا على اقتحام المؤسسة التعليمية المذكورة من طرف رجال الأمن و اعتقال الأستاذة الضحية. تهيب بنساء ورجال التعليم إلى مزيد من اليقظة و الحذر مما يحاك بها من مؤامرات، وإلى مزيد من الالتفاف حول نقاباتها العتيدة

2014/10/21 - 09:31
6

مغربية و أفتخر

أين كانت السلطة منذ34 سنة خلت

أين كانت السلطة منذ 34 سنة خلت عندما عينت الأستاذة من أجل مراقبتها أظن بأن ألأمر يتعلق بمؤامرة ضد الأستاذة, لا أظن أن الوقت الطويل الذي قضته هذه الأستاذة في التعليم كان اعتباطيا أو مجرد صدفة, بل للكفاءة المهنية و الخبرة الطويلة في التعليم نصيب, و كم من أجيال درست و مرت على يديها , بل على القضاء أن يكافئها و يعطيها حقها حتى يرجع التقدير و الاحترام للمعلم و الأستاذ

2014/10/21 - 11:23
7

مغربية و أفتخر

أين كانت السلطة منذ34 سنة خلت

أين كانت السلطة منذ 34 سنة خلت عندما عينت الأستاذة من أجل مراقبتها أظن بأن ألأمر يتعلق بمؤامرة ضد الأستاذة, لا أظن أن الوقت الطويل الذي قضته هذه الأستاذة في التعليم كان اعتباطيا أو مجرد صدفة, بل للكفاءة المهنية و الخبرة الطويلة في التعليم نصيب, و كم من أجيال درست و مرت على يديها , بل على القضاء أن يكافئها و يعطيها حقها حتى يرجع التقدير و الاحترام للمعلم و الأستاذ

2014/10/21 - 11:24
8

مواطن

أين المسؤولون ؟

ما هذا التسيب والعبث الحاصل في التعليم. هناك خصاص مهول للأساتذة وهناك فائض فوق العادة حتى صار مصدر شوشرة يسبب المشاكل ويضر بمصلحة المتعلمين قبل كل شيئ. أهكذا سيكون الإصلاح ؟ أين الوزارة والمفتشون ومن المسؤول ؟

2014/10/22 - 09:30
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات