"نادية" تعيد مشاكل المنظومة التربوية للواجهة

"نادية" تعيد مشاكل المنظومة التربوية للواجهة

أخبارنا المغربية

بقلم : سعيدة الوازي

لا يستطيع أحد أن ينكر أن منظومة التربية الوطنية تحتضر، و أن الجسم التعليمي قد نخره المرض ولم ينفع معه أي علاج من العلاجات "الاستعجالية" التي قدمها القيمون على هذا القطاع و ذلك من الاستقلال إلى الآن. 

لكن ما يثير الاستغراب هو ما تحمله كل فعاليات المجتمع من كره ضد الأستاذ(ة)، والذي يعتبر الحلقة الأضعف في المنظومة، فما أن يقوم أحد نساء أو رجال التعليم بأي خطأ مهما كانت درجته، إلا أن تقوم الدنيا و لا تقعد، و الجميع يطالب بالطرد و بالمحاسبة و بالتنديد و الاستنكار، و يصبح الكل مترافعا عن متعلم(ة) وقع عليه خطأ الأستاذ(ة).- هذا لا يعني التقليل من أخطاء نساء أو رجال التعليم، ولا تقليص قيمة المتعلم(ة)- و هذا ما حدث مع آخر فيديو تم نشره للطفلة " نادية " و هي في موقف لا تربوي مع الأستاذ الذي يعاملها بطريقة استهزائية، لعدم معرفتها كتابة الرقم 5، كل فعاليات المجتمع تحركت لتندد و تستنكر و تطالب بمعاقبة الأستاذ، و الكل قام بمراسلة وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني للتدخل، مما دفع الوزارة لإرسال لجنة تقصي الحقائق، و إيقاف الأستاذ و إحالته على مجلس تأديبي. الأسئلة التي تطرح نفسها هنا بقوة: هل بهذا الإجراء نكون قد قمنا بإصلاح المنظومة؟ و هل بتأديب أستاذ(ة) نكون قد قمنا بواجبنا كفعاليات المجتمع في إصلاح التعليم ببلادنا؟ و لماذا لا نقوم بنفس ردود الفعل عندما يتعرض أحد نساء أو رجال التعليم للعنف المضاد من طرف متعلم(ة) أو أحد أولياء الأمور؟ و لماذا لم نحرك ساكنا حينما توفي أستاذ في الفيضانات بشيشاوة؟ و حينما توفيت أستاذة بنواحي باب برد اختناقا بالغاز و إهمالا من طرف المركز الصحي؟ 

مشكلة المنظومة التربوية أعمق و أكبر من هذا بكثير، و لن تحل بإحالة أستاذ(ة) على مجلس تأديبي أو حتى عزله من الوظيفة، ليكون الشماعة التي نعلق عليها فشل المنظومة ككل، و لن يكون بالتنديد و الاستنكار و إصدار بيانات، بل بتقديم اقتراحات عملية للإصلاح، كل من موقعه، فمن بين فعاليات المجتمع المدني من تستطيع التكلف بتهيئ بعض فضاءات الدراسة، و منها من تستطيع تقديم دروس دعم للمتعلمين المتعثرين، و منهم من تستطيع توفير خلايا استماع، و مساعدين اجتماعيين، و منهم من يستطيع التطوع للقيام بحملات تحسيسة حول مشاكل تهم المنظومة التربوية، كظاهرة العنف و العنف المضاد، و مشكل التواصل بين الأستاذ(ة) و الآباء و أولياء الأمور، و منهم من يستطيع تقديم أدوات مدرسية للمتعلمين الغير قادرين على اقتنائها، بل و هناك من بين فعاليات المجتمع المدني من تستطيع ربط مؤسسات تعليمية بشبكة الكهرباء و الماء و وسيلة نقل للمتعلمين، و غيرها من الاقتراحات العملية التي ستؤدي إلى تقديم حلول رغم بساطتها إلا أنها ستتخطى مرحلة النقد السلبي و التنديد، يجب أن نتخطى فكرة أن الوزارة هي المتدخل الأول و الأخير في حل مشاكل المنظومة، و أن نكون فاعلين، كل من موقعه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، و تقديم المساعدة لهذا الجسم التعليمي الذي أجمعت كل التقارير الوطنية و الدولية على فشله، و أيضا على فعاليات المجتمع أن تعمل على إعادة الاعتبار للأستاذ(ة)، بدل الاستهزاء به و جعله مادة دسمة للتنكيت و التنكيل و السب و الشتم، لنعطي صورة سوداء تعلق في أذهان الجميع، و تصوره كأنه شخص مريض نفسيا، ووحش كاسر، عمله يقتصر على تعنيف المتعلمين و الاستهزاء بهم،و تحطيمهم معنويا، و دفعهم للفشل بشتى الوسائل، في حين أن هناك من يضحي بحياته في سبيل نشر العلم في كل بقاع المغرب، و يفني عمره و زهرة شبابه في ظروف لا إنسانية، و تفتقر لأبسط شروط الحياة، ليقوم بواجبه على أتم وجه، و هناك من يعمل ليلا و نهارا لتوفير وسائل ديداكتيكية لتقديم مفهوم للمتعلمين، رغم الفكرة التي يقولها الجميع، بما أن الأستاذ(ة) اختار أن يعمل في قطاع التعليم، فعليه أن يتقبل كل الظروف، و أن يعمل ما في وسعه رغم كل شيء، و إن كانت الفكرة لا تخلو من الصواب، إلا أنه علينا أن نكون متأكدين من أن من يعمل في وسط حضري، في فضاء تعليمي مؤهل إلى حد ما، يختلف كل الاختلاف عمن يعمل في وسط قروي، في فضاء أقل ما يقال عنه أنه حجرة دراسية، تفتقر لأي مرفق من المرافق الضرورية، و لأبسط الوسائل التعليمية، و نطالبه بنفس المردوية.

 

علينا اليوم أن نكون في مستوى ما ننتظره من منظومتنا التعليمية، و أن نساعد الأستاذ(ة) على القيام بمهامه قدر استطاعتنا، و أن نتجاوز دور الاستنكار و التنديد و النقد السلبي، إلى الاقتراح العملي، لنكون فعلا مشاركين في إصلاح فشل منظومتنا التعليمية، بدل من تقديم الأستاذ(ة) ككبش فداء في كل مناسبة.

 


عدد التعليقات (15 تعليق)

1

Omar_PC

اجل لنتحد من اجل الرقي بتعليمنا

التعليم والتعلم قضية الجميع، كل اطراف المجتمع المدني يمكن ان تساهم في معالجة تأزم التعليم في بلادنا، الاستاذ مطالب ببدل جهد اكبر من اجل تعليم الاطفال، الوالدين في المنزل، الجمعيات، الوزارات الاخرى كوزارة الثقافة يمكن ان تساعد في انشاء مكتبات صغيرة في المؤسسات او اغناء هذه المكتبات في حالة وجودها، المؤسسات الاعلامية كالقنوات التلفزيونية التي تنشر مسلسلات الحب والغرام 24 ساعة ، ولا تقوم ببث برامج اعلامية يستفيد منها الكبار والصغار ،،،

2014/12/05 - 07:23
2

النسإ

عندما اكتسحت النسإ التعليم نترحم عليه

عندما اكتسحت النسإ التعليم نترحم عليه

2014/12/05 - 07:56
3

abo ayoub

السلام

صاحب المقال ليس موضوعي , انه محامي الشيطان.

2014/12/05 - 08:24
4

سعاد

ظلم

دفاعك عن الاستاد المتخفي تحت غطاء المنظومة التربوية لن يغير من واقع ما فعله انتا لست أبا أو أما لتحسين طعم الأم الذي يحس الاهل أمام فشل أبناءهم فمبارك أن كان الفشل يصاحبه الاستهزاء ووالإهانة

2014/12/05 - 08:42
5

بوفكر ان جبيلو

ولمن تعاود زبورك أداوود

المشكل الحقيقي للتعليم في نسائه وفي رجاله الذين يغشون ويكثرون من التغيب سواء مبرر أو غير مبررر،ولما يدخل القسم يتكاسل ولا يبذل قصارى جهده ويتقاعس عن أداء واجبه المهني،ولا يهمه أن يفهم التلميذ أو لا يفهم،المهم أن تمر ساعات العمل،المشكل الثاني في التأخر في الدخول وفي الخروج قبل الوقت ،وفي ابتزاز التلاميذ ماديا ومعنويا وخصوصا في المدن واستغلال رغبة الآباء والأمهات في تعليم أبنائهم،وغياب المراقبة التربوية وإهمال دور المدير في اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المقصرين والمقصرات في العمل،وتدخل الزبائن من أجل التستر على المقصرات والمقصرين وتدخل نقابات العار ضد كل من يطبق القانون وهلم جرا..........................

2014/12/05 - 08:55
6

أمي ولله الحمد

من لي بتربية ابنائنا؟

رحماك يا أيام زمان حينما كانت شهادة الباكالوريا المغربية يقام لها ويقعد وتتهافت فرنسا على الطلبة المغاربة وكان شعارنا قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعام أن يكون رسولا فلا مجال للمقارنة بين أمس واليوم حيث اصبحت لنا الطبول والأبواق والأ دمغة التي تقرع الطبول وتقام الدنيا وتقعد للمتاهات ( من الحبة قبة ) و الهدف واحد اﻷمية المقنعة ويكفيك ان تستمع لنشرات اﻷخبار لكي تصاب بانهيار عصبي وتندى جبينك لما تعانيه اللغة العربية من محنة اﻹعراب فخربوا يا مواطنين يا غيورين على البلاد والعباد اللهم رحمتك يا رب

2014/12/05 - 09:47
7

akibo

aide

pour ouvrir une fenêtre aux xitoyens pour aidzr. les déminus n. ilfut réserver une carte aux fournisseurs dans tous les domaines. lacarte sz forme de notre drapeau y écrit (nous sommes tous frères(

2014/12/05 - 10:10
8

لمهيولي

إصلاحات ضرورية لإنجاح المنظومة التربوية

من الضروري إضافة مستوى جديد يسمى التحضيري الأول يعوض التعليم الأولي إذ نجد اليوم الكثير من الأطفال المسجلين الجدد يلتحقون بالتحضيري مباشرة فلا يتلاءمون مع جو المدرسة ويجدون صعوبة كبيرة في التعلم.من الإصلاحات أيضا إجراء امتحان حقيقي للمستويين الثالث والسادس والاعتماد على المعدلات في النجاح وليس على النسبة ومن الإصلاحات أيضا التركيز على تعلم القراءة والكتابة والتعبير باللغتين العربية والفرنسية وإصدار كتب وكراسات وافية يجد فيها المعلم والمتعلم الدروس مشروحة ومبينة وميسرة ومن الإصلاحات أيضا التخفيف على المدرس بإصدار جذاذات نموذجية يعتمد عليها حتى لايهدر وقته كل ليلة في كتابة أوراق عوض أن يطلع على هذه الدروس ويستوعبها .من الإصلاحات أيضا التعرف على مشاكل رجال التعليم والسعي لحل هذه المشاكل سواء المتعلقة بالنقل أو المتعلقة بالوسط الذي يشتغل فيه من الإصلاحات أيضا تخصيص قروض لرجال التعليم بدون فوائد وتقديم المساعدة والدعم لمن يجد نفسه غارقا في الديون والقروض الربوية .

2014/12/05 - 10:19
9

عربي

أصبحنا مثل النعامة أو أكثر نحن المخاربة .خربنا كل شيء عن قصد أو عن غير قصد والكل يلقي باللوم على الآخر ولا أحد يريد تحمل المسؤولية.....

2014/12/05 - 10:19
10

محمود

معلم

ها العار ماتزيدوش فالتقاعد لرجال التعليم فلبتدائي راه مبقا عندنا ما نعطيو واش فهمتونا وللا!!!!!!

2014/12/05 - 12:53
11

بائعة البغرير *وزان*

تباَ لكم يا متعيلمين معظم التعليقات هي لمعلمين ليس لهم شغل إلا الانترنت، ولهم مبدأ : الاعتراف بالذنب رذيلة عوض فضيلة. على الوزارة الوصية أن تعيد النظر في الامتيازات والأجور التي ضختها بسخاء في جيوب المعلمين، من المعلمين من يربح 10000 درهم شهريا مقابل الحضور على هواه إلى قسم الأول ابتدائي، أعرف الكثير منهم، إنهم مرضى نفسيا واجتماعيا وتواصليا. اتقوا الله في أبنائنا يا مجرمون الضرب والسب ونتف الشهر هو شعارهم. الـلـــــــه ياخذ الحق

2014/12/05 - 01:25
12

متتبع

اين التفعيل؟

قرات بلاغ وزارة التربية الوطنية توضح فيه ماوقع للطفلة نادية واستادها دكرتنا فيه بمرجعية خطورة العقاب البدني والنفسي وان هناك اساليب تاديبية بديلة وتربوية اقول للسيد الوزير ان الترسنة القانونية موجودة لكن بعض النيابات والاكاديمات لاتفعل المساطر عن فضائع واهانات ضد التلاميد رغم ما تتوصل به من تقارير واخبارات ومراسلات موقعة من امهات واباء عن عنف بدني ونفسي وتكليفات للتلاميد في اعمال السخرة وتهديدهم بنقط الفروض والقاب مشينة ...بل هده النيابة لم يسبق لها ان ارسلت ولو لجنة اقليمية في الموضوعات والمراسلات المدكورة وسوف ارسل الى سيادتكم نمادج من هده التجاوزات الخطيرة اتمنى ان يتسع صدركم لقرائتها وتطبيق المساطر .

2014/12/05 - 01:47
13

chahid

www@dddg

احذر كل الشباب الحاصلين على الشهادات العليا والباحثين عن وظائف من ولوج مهنة التعليم والا ستعانون طيلة حياتكم وسيكون الندم غير نافع خاصة التعليم الابتدائي لاادخل في التفاصيل انتم ادرى بالاسباب وادعو صراحة الى مقاطعتها

2014/12/05 - 05:12
14

نانا

حبل النشير

ولاو رجال التعليم هم حبل النشير لمن هب ودب يعلقوا فيه اخفاقاتهم فين دور الاسر فالتربية فين دور المجتمع المدني ?فين دور الاحزاب?المدرسة المغربية تحتضر كاين اللي ماعمروا دار formationمن نهار تخرج فالسبعينات انت والقسم ودبر راسك ويلاغلطي يكثروا الجناوا الواقع مر الاكتظاظ وعوم بحرك اقسم ان حتى اللي عندوا شي ضمير غادي يموت مع الدوام

2014/12/06 - 04:35
15

aicha

wal2oustad ladi oul9iya fi moustachfa stat;yama nachadat walidatouhou wa oukhtouhou hada lmoujtama3 wasoulotat waba3da yawmayn min tasjili nida2i l2oum;ilta7a9a ila rafi9i l2a3la; ayna kountoum ya kilaba lmaghrib?ya karihina man kanou you3a9ibounahoum min ajli masla7atihim laysa illa?

2014/12/06 - 06:41
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة