حينئذٍ فقط تصبح ملابسك قطنية 100%
دويتشه فيله
كل ما هو طبيعي غير صناعي أصبح مرغوبا فيه، كذلك في عالم الملابس. فحتى المتاجر العادية أصبحت تبيع الملبوسات القطنية الطبيعية، ولم يعد ذلك مقتصرا على تلك المتخصصة. ولكن متى ستصبح ملابسنا قطنية بنسبة 100%؟ وماذا يمنع ذلك؟
أصبحت المواد الطبيعية أرخص من ذي قبل، ويمكن ملاحظة ذلك في أسعار السراويل الطبيعية غير الصناعية الرخيصة السعر في ألمانيا مثلا، والتي يبلغ سعرها 12 يورو فقط، وقبعات الأطفال الرضّع المنسوجة من القطن الطبيعي والتي لا يتجاوز سعرها ثمانية يوروهات. وأصبحت المتاجر التي يرتادها الناس العاديون تشتريها بكميات كبيرة ولم تعد هذه المنتوجات الطبيعية مقتصرة على المحلات المتخصصة أو على مصممي الأزياء. وباتت المتاجر التي يشتري منها عامة الناس في ألمانيا (مثل سلسلة محلات C&Aالتي أصلها من دوسيلدورف الألمانية وسلسلة محلات H&Mالسويدية وسلسلة محلات "تشيبو" Tchiboالتي منشؤها مدينة هامبورغ الألمانية) رائدة في تجارة الملابس والأقمشة المنسوجة من القطن الطبيعي.
معظم الأقمشة القطنية حاليا غير بيئية من بذور معدلة وراثياً
ورغم ذلك فإن نمو سوق الملابس القطنية البيئية ما زال لم يتم استثماره الاستثمار الأمثل عالمياً، بل إن تجارتها ما زالت تحت الطموحات المتوخاة منها. فالإنتاج السنوي الإجمالي من القطن (والبالغ 26,8 مليون طن) لا يتم إنتاج إلا 1% (واحد في المئة) منه فقط على أساس معايير المواد الطبيعية الخالية من المواد الاصطناعية، أي من دون استخدام مواد كيمائية ودون توظيف تكنولوجيا الهندسة الوراثية وتقنيات الري الاقتصادية الموفرة للمياه، بحسب تقارير أسواق القطن الطبيعي.
فـ 74% من الألياف البيئية القطنية تأتي من الهند، حيث يتم إنتاج القطن من بذور معظمها معدَّل وراثيا. من جهتها تنتقد منظمة "تيكستيل إكســـتشينج" (غير الربحية والمعنية بالمنسوجات) مصانع الغزل والنسيج لاقتصارها على استيراد منتجات عدد قليل جدا من البلدان، وتطالب المنظمة مستوردي القطن وشركات تصديره بدعم وتشجيع صغار المزارعين على إنتاج القطن الطبيعي في جميع المناطق.
من جانبها تقول شركة C&Aإنها لديها خطة استيراد القطن الطبيعي حتى عام 2020 ، كما أن معظم 90% من منسوجاتها مستورد حاليا من الهند وإنها تدعم منتجي القطن الطبيعي في الصين وشمال إفريقيا. وأنتجت شركة C&A 135ألف قطعة ملابس قطنية عام 2014 وذلك من دون أن يكون الزبائن مضطرين لدفع مبالغ أكبر ومن دون أن يروا أي فرق بين الملابس البيئية وبقية الملابس الأخرى. في الماضي كانت الملابس البيئية القطنية أغلى ثمناً بـ 15% من غيرها، علما بأن ثمة شهادات خاصة يتم إصدارها لتأكيد أن هذه الملابس منتجة من مواد بيئية طبيعية دون أي تدخل اصطناعي.
زيادة طلب الشركات الكبيرة سيدعم المنسوجات القطنية البيئية
ويشدد خبير المنسوجات كيرستين بروديه من منظمة "غرين بيس" على أن المنسوجات البيئية يجب ألا تكون أغلى من غير البيئية، ويشدد على أهمية أن تزيد الشركات الكبيرة في الأسواق العالمية طلبها على المنسوجات القطنية البيئية وأن هذا أمر إيجابي من أجل البيئة وكذلك من أجل مصانع الغزل والنسيج.
ويؤكد على أنه لا يوجد شح في القطن الطبيعي أو افتقار إليه وأنه متوفر بكميات كبيرة لا تتطلب إدخال مواد اصطناعية عليها، مشددا على ضرورة إقناع المزارعين الكثيرين التقليديين (والذين أغلبهم فلاحون صغار) بإنتاج القطن الطبيعي الخالص والاستغناء عن المواد والتقنيات الاصطناعية الداخلة في إنتاجه، وأن يتم دعمهم في الاستثمار في مجال المزروعات البيئية لتصبح نسبة إنتاج القطن الطبيعي البيئي 100%.
ويقول: "إذا زادت الشركات الكبيرة من طلبها على المواد القطنية البيئية الطبيعية فإن ذلك سيغير الأسواق"، ويضيف: "لا يجب أن في البداية أن يتم تحقيق أعلى المعايير الأخلاقية للمنسوجات البيئية".
بدورها تراهن شركة تشيبو الألمانية على مسألة أن زيادة الطلب سيغير منتجات الملابس، ففي السنة الماضية 2014 قدمت الشركة منسوجات قطنية بيئية تقدر كميتها بـ 6000 طن، وتقول الشركة إنها نصيب ملابسها المنتجة من أقمشة بيئية قطنية طبيعية سيصل في العام الحالي 2015 إلى 80%، كما يقول المتحدث باسم الشركة أرند لايدكه، الذي يضيف بالقولإن الشركة تطمح إلى يصبح جميع إنتاجها بنسبة 100% هو من الملابس البيئية القطنية الطبيعية و"بأسرع ما يمكن"، ولذلك فإن هذه الشركة تتعاون مع منتجين ليس فقط من الهند أو تركيا ولكن أيضا مع مزارعين من جنوب الصحراء الإفريقية.