السعادة أيضاً قد "تكسر القلب"!
دويتشه فيله
يبحث الجميع عن تحقيق "السعادة"، وينظر لها دائماً كأمر إيجابي، بينما يعتبر "الحزن" والصدمات مصدراً لكثير من المشاكل الصحية، لكن دراسة حديثة أثبتت أن الأحداث السعيدة أيضاً قد تصبح "قاتلة".
عرف العلماء منذ مطلع التسعينات أن الصدمات يمكن أن تصيب القلب بـ"متلازمة القلب المنكسر" المشابهة للأزمة القلبية، دون معرفة أسباب حدوث تلك الظاهرة. لكن دراسة جديدة أتثبت أن الأحداث السعيدة أيضاً قد تصبح قاتلة، فقد أثبتت دراسة أجراها عالمان سويسريان أن السعادة يمكن أن تؤثر سلباً على القلب.
ووفقاً للمعلومات التي جمعها الباحثان في مستشفى زيورخ الجامعي على مدى خمسة أعوام، وأعلنت نتيجتها أمس الخميس في "مجلة القلب الأوروبية"، فإن ولادة طفل أو انتصار كبير يحققه المرء قد تسبب "متلازمة القلب المنكسر"، المعروفة أيضاً باعتلال تاكوسيبو للقلب، وهي حالة مرضية تسبب ضعفا مفاجئا في عضلات القلب، ما يتسبب في تضخم البطين الأيسر بشكل مفرط. وبالإضافة لصعوبة التنفس والألم الشديد في الصدر الذي ينتج عن هذه الأعراض، فقد تسبب أيضاً أزمة قلبية حادة وقد تؤدي إلى الوفاة.
وبدأ الباحثان السويسريان د. كريستيان تمبلن، ود. جيلينا غادري، في 2011 في متابعة سجلات الحالات، وجمعا خلالها على مدى خمس سنوات بيانات 1750 من المرضى المسجلين في 25 مركزا صحياً في تسع دول. وجد الباحثان أن 485 مريضاً عانوا من صدمة عصبية، من بينهم 20 (أي أربعة بالمائة)، عانوا من أعراض اعتلال تاكوسيبو بسبب أحداث سعيدة، كزواج أو فوز فريق مفضل أو مولد حفيد، بينما تعرض 465 شخص لهذه الأعراض بسبب أحداث حزينة، كوفاة شريك الحياة أو الابن أو أحد الآباء. وكان 95 بالمائة من المصابين بهذه الأعراض من النساء، سواء في حالة الصدمات المؤلمة أو السعيدة. وبلغ متوسط سن المصابين بمتلازمة "القلب المنكسر" بسبب أحداث حزينة 65 عاماً، بينما بلغ متوسط عمر المصابين بسبب أحداث مفرحة 71 عاماً، وهو ما يؤكد أن معظم المصابين كانوا من النساء في سن اليأس.
وقال الباحثان: "لقد أظهرنا أن مسببات متلازمة القلب المنكسر أكثر تنوعاً مما كان يعتقد وبالتالي فيجب على أقسام الطوارئ مراعاة أن أيضاً حالات "القلب السعيد" قد تكون متلازمة قلب منكسر". يأمل العلماء أيضاً أن تساعد هذه النتائج في اكتشاف المزيد عن آليات هذا المرض، وهم يدرسون العلاقة بين القلب والمخ بشكل أكثر تدقيقاً.