علاج فعال وبسيط لسوء التغذية عند الأطفال
دويتشه فيله
كثيرا ما تخرج علينا نتائج دراسات علمية تزلزل معتقدات غذائية نشأنا عليها، مثل "أسطورة" غنى السبانخ بالحديد والتي أثبتت الدراسات المبالغة الشديدة فيها. على الجانب الآخر تكشف الدراسات عن فوائد عديدة لأطعمة "مهملة" بعض الشيء، كما هو الحال مع البيض، الذي أظهرت دراسة حديثة فوائده العديدة لاسيما لنمو الأطفال.
ووفقا للدراسة التي أجريت في الإكوادور، فإن البيض لا يدعم نمو الصغار فحسب، بل إنه يمكنه علاج خلل النمو، الناتج عن سوء التغذية عند الأطفال. ورصدت الدراسة التي نشرتها مجلة "Pediatrics" العلمية المتخصصة، فوائد جمة تحت قشرة البيضة، التي تحتوي على مادة "الكولين" التي ربط العلماء بينها وبين النمو في تجارب سابقة على الحيوانات، بالإضافة إلى مجموعة من الفيتامينات والبروتينات الحيوانية المهمة لبناء العضلات.
ولرصد تأثير البيض على النمو، استعان الباحثون بمجموعة من الأطفال ممن يعانون من تأخر في النمو، وهي مشكلة منتشرة في بعض مناطق الإكوادور نتيجة سوء التغذية. وتم تقسيم الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين ستة وثمانية أشهر، إلى مجموعتين، حصلت المجموعة الأولى على بيضة يوميا بجانب التغذية العادية. أما المجموعة الثانية من الأطفال فحصلت على التغذية اليومية التقليدية دون البيض الإضافي.
وبعد ستة أشهر من المتابعة الأسبوعية للأطفال، تراجعت نسبة الأطفال الذين يعانون من بطء النمو، بنسبة 43 بالمئة في المجموعة الأولى التي حصلت على البيض بشكل يومي. أما المجموعة الثانية من الأطفال فزادت فيها نسبة بطء النمو.
اهتمام ألماني بالدراسة
أثارت نتائج هذه الدراسة اهتمام الباحثين في ألمانيا، إذ أشار بيرتهولد كولتسكو، المتخصص في علوم التغذية بميونيخ، إلى أن الدراسات السابقة رصدت في الأغلب تأثير بعض الأغذية المصنعة كاللبن البودرة، على الأطفال. وأضاف كولتسكو في تصريحات نشرتها مجلة "شبيغل" الألمانية: "تجربة الباحثين لتأثير البيض هي مسألة جديدة وبالتأكيد فكرة جيدة".
لكن الخبير الألماني أشار في الوقت نفسه إلى "نقطة خلل" في الدراسة، إذ أن الأطفال الذين تمت تغذيتهم يوميا بالبيض، كانوا يعانون منذ بداية الأمر من سوء التغذية وبالتالي فمن البديهي أن يساعد إدخال أي عنصر غذائي في تحسين حالتهم. لكن كولتسكو اتفق مع القائمين على الدراسة، بالتوصية بالبدء بإطعام الأطفال البيض ما بين الشهرين الخامس والسابع، تجنبا لبعض أنواع الحساسية التي يسببها البيض والتي تزيد كلما تأخر تعرف الجسم عليه.
ويجب التنويه هنا على أن ما ينطبق على دول يعاني فيها الأطفال من سوء التغذية، لا ينطبق بالضرورة على باقي الدول، لذا لا يجب الاقتداء بالدراسة وإطعام الأطفال البيض يوميا إذا كان لا يعاني من تأخر في النمو. ويقول الخبراء إن الطفل الذي يحصل على تغذية متوازنة لا يحتاج لأكثر من بيضتين إلى ثلاثة فقط في الأسبوع.