جهاز المناعة.. كيف يعمل وكيف يمكن تقويته؟
أخبارنا المغربية - د ب أ
المناعة تبدأ من الجلد
وأضاف أخصائي الطب الباطني والجهاز الهضمي أن عمل جهاز المناعة يبدأ من الجلد، الذي يمثل حاجزا وقائيا تتحطم عنده هجمات الجراثيم؛ حيث يحتوي الجلد على أُس هيدروجيني حمضي بعض الشيء يحول دون تسلل البكتيريا وما شابهها إلى الجسم. وتعمل الأغشية المخاطية وشعر الأنف وأهداب الشعب الهوائية على منع مرور الجراثيم إلى داخل الجسم.
وإذا تمكنت الجراثيم من دخول الجسم عن طريق الطعام، فإن اللعاب هو الذي يحاول التصدي لها. وإذا فشل في ذلك، فإن حمض المعدة يتولى الأمر.
دفاع طبيعي ومتخصص
وأشار فولش إلى أن هناك أيضاً ما يسمي "بالدفاع الطبيعي"، وهو عبارة عن خلايا في الجسم تلتهم ببساطة كل ما يبدو غريباً عن الجسم. ومن هذه الخلايا البالعة ما يسمى "بالبلاعم" أو الخلايا الوحيدة.
وإذا لم ينجح هذا الدفاع الطبيعي في القضاء على مسببات الأمراض، فعندئذ يقوم الجسم بتنشيط الدفاع المتخصص، وهذه الخلايا تسمى الخلايا اللمفاوية البائية والخلايا اللمفاوية التائية، والتي تنتمي من الأساس إلى مجموعة خلايا الدم البيضاء. وتطور هذه الخلايا أجساماً مضادة تؤثر بشكل خاص على مسببات الأمراض المعروفة في الجسم.
وأوضح فولش أن جهاز المناعة لديه ما يشبه الذاكرة ويتذكر أنه تعامل مع هذه الجراثيم من قبل؛ فإذا واجه الجسم هجوماً متجدداً من نفس مسبب المرض، فإن جهاز المناعة المتخصص يتعرف عليه ويقضي عليه بسرعة.
فالشخص، الذي أصيب بالحمى القرمزية، لن يصاب بالمرض مرة أخرى، على عكس الإنفلونزا، وذلك لأن مسبباتها تتغير في تكوينها بشكل مستمر، لذا عادة ما يصاب المرء بالإنفلونزا أكثر من مرة واحدة في حياته.
أسباب ضعف المناعة
وتحدث أنواع العدوى عندما يضعف جهاز المناعة. ويرجع هذا الضعف إلى أسباب عدة، منها قلة النوم والتوتر النفسي الدائم، وكذلك الأمراض المزمنة كالسكري ونقص المناعة المكتسب الإيدز.
ومن جانبها، أشارت الصيدلانية الألمانية أورسولا زيلربيرج إلى أن الأدوية قد تتسبب في ضعف جهاز المناعة. لذا لا يجوز تعاطي المضادات الحيوية إلا تحت إشراف الطبيب؛ لأن المضادات الحيوية لا تدمر الكائنات الضارة فحسب، ولكن أيضاً البكتيريا المفيدة، والتي تحتاجها الأمعاء بصفة خاصة لإتمام عملية الهضم بسلاسة.
وأضافت زيلربيرج أنه يمكن تقوية جهاز المناعة بأسلحة بسيطة تتمثل في التغذية الصحية والمتوازنة، بالإضافة إلى المواظبة على ممارسة الرياضية والأنشطة الحركية في الهواء الطلق، مع مراعاة غسل الأيدي بانتظام. ومن الأسلحة المهمة أيضاً النوم الكافي ليلاً، في حين يمكن محاربة التوتر النفسي بواسطة تقنيات الاسترخاء كاليوغا والتأمل.