لماذا يتمتع الأطفال بحماية أكبر من "كورونا" مقارنة بالبالغين؟

لماذا يتمتع الأطفال بحماية أكبر من "كورونا" مقارنة بالبالغين؟

أخبارنا المغربية

وجد باحثون في جامعة ييل وكلية ألبرت أينشتاين للطب أن البالغين الذين يصابون بفيروس كورونا معرضون للوفاة من العدوى بنسبة تسع مرات مقارنة بالأطفال.

وحلل الفريق عينات الدم والبلازما لكل من الأطفال والبالغين من أجل الحصول على لمحة عن كيفية استجابة أجسامهم بشكل مختلف للعدوى.

وفي هذه العينات، اكتشفوا أن الأطفال لديهم مستويات أعلى من بعض السيتوكينات المناعية التي ينتجها ما يسمى بالجهاز المناعي “الفطري”، بينما ينتج البالغون المزيد من الأجسام المضادة والسيتوكينات التي ينتجها الجهاز المناعي “التكيفي”.

وعلى الرغم من ارتفاع مستويات الأجسام المضادة لديهم، فإن البالغين يكافحون أكثر بكثير ضد مرض “كوفيد-19”.

وتقدم النتائج دليلا على سبب تحسن أداء الأطفال ضد فيروس كورونا مقارنة بكيفية تعاملهم مع الإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى، وتسلط الدراسة الضوء على “كوفيد-19″، الذي يميل إلى أن يكون أكثر اعتدالا عند الأطفال منه لدى البالغين.

وتقول الدراسة الجديدة إن الأطفال يعبرون في الواقع عن مستويات أعلى من جزيئين محددين من جهاز المناعة وهما: 17a أو (il-17a)، والذي يساعد على تعبئة استجابة الجهاز المناعي أثناء العدوى المبكرة، وinterferon gamma أو inf-g، التي تحارب تكاثر الفيروس.

وأظهر التحليل أنه كلما كان المريض أصغر سنا، زادت مستويات il-17a وinf-g. ويعتقد الباحثون أن هذا قد يساهم في توفير نتائج أفضل في مقاومة المرض المميت.

وشملت الدراسة الجديدة 60 بالغا مصابا بـ”كوفيد-19” و65 طفلا أصيبوا بالمرض. وأصيب 20 من الأطفال أيضا بمتلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة لدى الأطفال (mis-c)، وهو مرض يهدد الحياة مرتبط بفيروس كورونا.

وقال كيفان هيرولد، أستاذ في علم المناعة والطب الباطني في جامعة ييل ومؤلف مشارك في الدراسة: “وجدنا أن السيتوكينات في المصل كانت عند الأطفال بمستويات أعلى من البالغين”.

وكان لدى الأطفال مستويات عالية من السيتوكينات، وهي بروتينات مناعية تبدأ في مكافحة العدوى وتبعث إشارة للخلايا المناعية الأخرى للانضمام إليها، والتي ترتبط بجهاز المناعة الفطري.

والمناعة الفطرية تنشأ معنا منذ اليوم الأول، وهي حماية واسعة النطاق ضد أي مُمْرض محتمل، لكن مكوناتها تشبه الأجسام الحادة التي تضرب الفيروس أو البكتيريا.

ويجب تطوير المناعة التكيفية على مدار حياتنا استجابة لغزاة محددين. ويوفر هذا الجزء من الجهاز المناعي، والذي يتضمن الأجسام المضادة والخلايا التائية، دفاعا أكثر دقة وتفصيلا ضد العدوى.

وأشار هيرولد إلى أن il-17a وinf-g جزء من جهاز المناعة الفطري، وهو نوع أكثر بدائية وغير محدد من الاستجابة يتم تنشيطه مبكرا بعد الإصابة. وعلى العكس من ذلك، أظهر البالغون استجابة أكثر قوة للجهاز المناعي التكيفي بما في ذلك مستويات أعلى من الأجسام المضادة، والتي تسجل توقيعات مسببات الأمراض وتستهدفها للتخلص منها.

ووجدوا أيضا أن الأطفال الذين يعانون من حالات نادرة من متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة (mis-c) لديهم أيضا مستويات عالية من il-17a وinf-g، ولكن نادرا ما يظهر عليهم ضرر شديد في أنسجة الرئة التي تميز الحالات الشديدة لدى البالغين.

ومع ذلك، فإن هؤلاء الأطفال يشاركون إشارات الاستجابة المناعية الأخرى المرتبطة بحالات البالغين الأكثر خطورة.

وما يزال مصدر جزيئات il-17a وinf-g غير معروف، لكن تحديده قد يلقي الضوء على الخلايا التي يمكن استهدافها لمنع التأثيرات الشديدة لـ”كوفيد-19″.

ويعتقد المؤلفون أن تعزيز أنواع معينة من الاستجابات المناعية قد يكون مفيدا للمرضى.

وقال هيرولد: “الاقتراح هو أن يكون لدى الأطفال استجابة مناعية فطرية أكثر قوة للفيروس، والتي قد تحميهم من التعرض لمرض رئوي حاد”.

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة