كوفيد طويل الأمد - ما الذي نعرفه حتى الآن؟

كوفيد طويل الأمد - ما الذي نعرفه حتى الآن؟

دويتشه فيله

في بداية الوباء قال العديد من المرضى إن شكواهم حول أعراض كوفيد طويلة الأمد لا يأخذها أطباؤهم على محمل الجد. والآن وبعد مرور أكثر من عامين على بدء انتشار الوباء تغيرت الأمور.

فقد صرنا نعرف أكثر عن الحالة التي تسمى "لونغ كوفيد"، أي الأعراض طويلة الأمد بعد الإصابة بعدوى كوفيد 19. وهذه الأعراض موجودة لدى ملايين الناس حول العالم. فما هي أسبابها؟ وإلى متى يستمر تأثيرها على المصاب؟

ما هو كوفيد طويل الأمد؟

عندما يصاب الشخص بكوفيد طويل الأمد (لونغ كوفيد)، فإن أعراض العدوى بفيروس SARS-CoV-2 لا تنتهي بمغادرة الفيروس جسم الإنسان. حيث يمكن أن تستمر بعض الأعراض لأشهر طويلة: مثل صعوبات التنفس والتعب الشديد والألم في الصدر. ما يجعل العودة للحياة الطبيعية أمرا صعبا.

تشير بعض الدراسات إلى أن ما بين 14 بالمئة و30 بالمئة من مرضى كوفيد 19 يصابون بعرض واحد على الأقل منأعراض كوفيد طويل الأمد، خلال تسعين يوما من شفائهم من العدوى.

هذا يعني أنه مع تسجيل أكثر من 400 مليون إصابة بكوفيد 19 حول العالم حتى الآن، فإن ما بين 55 مليونا و120 مليونا يعانون من كوفيد طويل الأمد.

بيد أن هناك القليل من البيانات حول الآثار طويلة الأمد لكوفيد على الأفراد والمجتمع ككل. وسيستغرق الأمر سنوات قبل أن تتوفر لدينا بيانات موثوقة عن ذلك. وحتى الآن تشير دراسات العلماء إلى أن الأمر يختلف من شخص لآخر، ومازالت أسباب ظهور كوفيد طويل الأمد تمثل لغزا.

هل بات كوفيد طويل الأمد أقل خطورة بعد ظهور متحور أوميكرون

يُعرَّف كوفيد طويل الأمد بأنه متلازمة غير متجانسة، يمكن أن تحدث بسبب عوامل مختلفة أو مزيج من العوامل. وهذا يعني أن هناك أكثر من نوع لكوفيد طويل الأمد.

"هناك نوعان مختلفان على الأقل: يحدث أحدهما لدى مرضى كوفيد-19، الذين كانت إصابتهم شديدة جدا لدرجة أنهم عولجوا في وحدة العناية المركزة وحياتهم كانت مهددة بالخطر. والنوع الثاني يحدث لدى ذوي الإصابة بأعراض خفيفة أو متوسطة"، يقول يوآخيم شولتسه الباحث في المركز الألماني لأبحاث الدماغ.

ويحدث الشكل الأكثر خطورة من كوفيد طويل الأمد، نتيجة لتضرر عدة أعضاء في الجسم.

هل تحمينا اللقاحات من كوفيد طويل الأمد؟

تظهر بعض البيانات أن اللقاحات تقلل احتمال الإصابة بكوفيد طويل الأمد بعد الإصابة بفيروس SARS-CoV-2.

دراستان أجريتا في إسرائيل وبريطانيا تشيران إلى أن من حصلوا على جرعتين من اللقاح كانوا أقل إبلاغا عن أي إصابة بأعراض كوفيد طويلة الأمد، مقارنة بغير الملقحين.

كما ذكر الباحثون أن اللقاحات لا تسبب كوفيد طويل الأمد إطلاقا. هذا يحدث فقط إذا أصيب الشخص بالعدوى.

فاللقاحات وإن كانت لا تحمينا من الإصابة بالعدوى بكوفيد-19، إلا أنها تقلل نسبة تعرضنا للإصابة، كما أنها تخفف الأعراض بشكل كبير في حال إصابتنا. ومن المهم أن يعمل العلماء على تطوير علاجات لكورونا وأدوات تشخيصية جديدة، كما قول يوآخيم شولتسه.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات