المشي اليومي السريع يقلّل احتمال الوفاة
أخبارنا المغربية
يَعرف الجميع أن في الحركَة بركَة، وأن الرياضة مفيدة للصحة، ولكن ما هي الرياضة المفيدة؟ هل يجب أن نقوم بتمرينات رياضية شديدة كل يوم في الأندية الرياضية لكي تتحقق الفائدة الصحية؟ وهل تكفي رياضة المشي؟ وما هو الحد المفيد من الرياضة التي يحتاج إليها الإنسان؟ تقدم دراسة بريطانية جديدة بعض الإجابات العملية المفيدة على هذه التساؤلات الصحية.
دراسة رياضية طبية جديدة
نَشرت مجلة Naturemedicine على الانترنت يوم 8 ديسمبر 2022 نتائج دراسة بريطانية/استرالية جديدة أظهرت فوائد الرياضة اليومية في تقليل احتمال الوفاة العامة، والوفاة بسبب أمراض القلب والشرايين، والوفاة بسبب أمراض السرطان، ولو كانت هذه الرياضة بسيطة وقليلة، على مبدأ أن خير العمل ما كان مستمراً، ولو كان قليلاً.
كيف تمّت الدراسة؟
أُجريت دراسة إحصائية على قاعدة البيانات البريطانية الضخمة U.K. Biobank، شملت 25,241 شخصاً بالغاً (14178 امرأة، و11063 رجلاً)، كان متوسط أعمارهم 62 سنة. انحصَرت الدراسة في المشاركين الذين ذكَروا أنهم لا يقومون بأية تمرينات رياضية منتظمة، وغير مشتركين بأي نادٍ رياضي، ولا يمارسون أي رياضة معينة، ويقومون بالمشي والتريض نحو مرة في الأسبوع.
وطُلب من المشاركين ارتداء جهاز لقياس نشاطهم الحركي، وأن يقوموا بالمشي السريع، أو صعود طابقَين من الدرج، لفترة لا تزيد على دقيقتين، ثلاث مرات يومياً. أي أن يقوموا بنَوع من الرياضة القصيرة السريعة، بشكلٍ متقطع كل يوم. يمكن أن يقوم المشاركون بالمشي السريع القصير في حياتهم اليومية العادية، كأن يسيروا بخطوة سريعة فترة دقيقتَين، أو أن يركنوا سيارتهم على بُعد قليل من مكان وصولهم، والمشي بخطوات سريعة من السيارة إلى المكان الذي يقصدونه. أو يمكنهم مثلاً استخدام الدرج للصعود طابقَين بدلاً من استخدام المصعد الكهربائي، وتم تشجيع المشاركين على إدخال هذه العادات الرياضية البسيطة في حياتهم اليومية العادية. تمت متابعة نسبة الوفيات العامة بين هؤلاء المشاركين على مدى نحو سبع سنوات، ومقارنتها بنظرائهم ممن لم يشتركوا بهذا البرنامج الرياضي اليومي البسيط.
ما هي نتائج هذه الدراسة الرياضية؟
فوجِىء الباحثون بأن الممارسة اليومية البسيطة لفترة أقل من دقيقتَين من المشي السريع المتقطع قد خفضّت نسبة الوفيات العامة بين المشاركين في هذا البرنامج بنسبة بلغت 39 بالمئة أقل من الذين لم يمارسوا أي نشاط رياضي على الإطلاق وعاشوا نمط حياة كسولة، وأنها خفضّت أيضاً نسبة الوفيات لأسباب قلبية أو وعائية بنسبة بلغت 49 بالمئة. كما لاحظ الباحثون أن نسبة انخفاض احتمال الوفاة العامة والوفاة القلبية-الوعائية كانت أفضَل في فئة المشاركين الذين قاموا بنشاط رياضي يومي أكثَر من غيرهم (الفئة الذين قاموا بحركات نشيطة لفترات قصيرة متقطعة، 11 مرة يومياً، لا يزيد زمن كل منها على دقيقتَين). كما لوحظت علاقة إحصائية مماثلة في انخفاض نسبة الوفاة من أمراض السرطان، حتى لدى الذين قاموا بالحدّ الأدنى من الرياضة النشيطة لمدة دقيقتَين، ثلاث أو أربع مرات يومياً.
يعتقد الباحثون أن الزيادة المسجَّلة في الأمراض المزمنة ربما ترتبط بالانخفاض العام في النشاط الرياضي اليومي البسيط، وانتشار نمط الحياة المسترخية الكسولة، وحياة الجلوس على الكراسي وركوب السيارات، بدلاً من الحركة اليومية والمشي.
ما هي توصيات الدراسة؟
تضمين برنامج بسيط من الحركة والنشاط في الحياة اليومية العادية، ولو كان ذلك أقل من دقيقتَين، ثلاث مرات في اليوم.
يجب أن يقوم الأطباء والعاملون في المجالات الصحية بدعوة الناس ونصحهم بأن يمارسوا نشاطاً يومياً، ولو كان قليلاً ومتقطعاً. فربما يساعد هذا على تأخير ظهور الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض الشرايين، ويقلل من احتمالات الوفاة بشكل عام.
يبدو أن ممارسة أي نشاط يومي متكرر، له فوائد صحية للبالغين من الرجال والنساء، من أجل حياة أطول وأكثر صحة وسلامة.