أطلس السمنة العالمي يرسم صورة قاتمة لمستقبل سكان العالم
دويتشه فيله
أصبحت السمنة مشكلة متنامية وتبعث على القلق في جميع أنحاء العالم، وكذلك في ألمانيا، والتغذية الخاطئة وعدم ممارسة الرياضة في مقدمة أسباب ذلك، وقد تفاقم الأمر خلال السنتين الماضيتين نظراً للقيود المفروضة بسبب جائحة كورونا. ووفقاً لتوقعات الاتحاد العالمي للسمنة في تقريره المسمى "أطلس السمنة العالمي" لهذا العام، يمكن تصيب السمنة قرابة أربعة مليارات إنسان في عام 2035، أي ما يقارب من نصف سكان الأرض.
وبحسب المنظمة فإنه في في عام 2020 كان أكثر من 2.6 مليار شخص، أي نحو 38 في المائة من سكان العالم، يعانون من زيادة الوزن. ولم يتم تضمين الأطفال دون سن الخامسة في الإحصاءات. ومع ذلك من المتوقع حدوث أكبر زيادة في عدد الأطفال البدينين فوق سن الخامسة.
يُذكر أن الأرقام تشير إلى أنه في عام 2020 أيضاً كان 10 بالمائة من الصبية يعانون من السمنة ويُتوقع أن يرتفع العدد إلى 20 بالمائة في عام 2035. أما عدد الفتيات فيمكن أن يرتفع من 8 بالمائة في عام 2020 إلى نحو 18 بالمائة في عام 2035.
زيادة كبيرة في أوروبا
ولكن في أوروبا أيضاً يتزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة، ففي 2020 كان حوالي 89 مليون - أو 26 في المائة - من الرجال الأوروبيين يعانون من زيادة الوزن. ومن المتوقع أن يزداد عددهم في عام 2035 إلى 133 مليون شخص، أي ما نسبته 39 بالمائة من سكان القارة العجوز.
بالنسبة للنساء كان هناك حوالي 103 مليون امرأة تعاني من زيادة الوزن في عام 2020، أي 28 بالمائة. وفي عام 2035 يمكن أن يكون العدد 130 مليون، أي ما نسبته 35 بالمائة. وهذا يعني أن الرجال تفوقوا على النساء في الإحصائيات.
وترصد الدراسة تطوراً مماثلاً لدى الأطفال الأوروبيين أيضاً، ففي حالة الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 5 و19 عاماً، يمكن أن تتضاعف نسبة زيادة الوزن من ثمانية بالمائة تقريباً، نحو سبعة ملايين، إلى 14 بالمائة، أي أحد عشر مليوناً. أما لدى الصبية فقد كان هناك 11 مليون، أي 13 بالمائة، من الصبية الأوروبيين يعانون من زيادة الوزن، وتتوقع الدراسة أن يزداد عددهم في عام 2035 إلى 17 مليون، أي ما نسبته 31 بالمائة.
ويستخدم التقرير في تقييماته مؤشر كتلة الجسم، الذي يقيس السمنة أو زيادة الوزن عن طريق قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على طوله بالمتر المربع. ووفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية إذا زاد مؤشر كتلة الجسم عن 25 وحدة فإنه يعني زيادة الوزن وإذا زاد عن 30 وحدة يعني سمنة.
زيادة مرتبطة بانخفاض الدخل
ويتوقع خبراء منظمة "أطلس السمنة العالمي" زيادة حادة بشكل خاص في زيادة الوزن والسمنة في الدول التي تعاني من انخفاض الدخل. إذ يكشف تقرير هذا العام أن هذه الدول هي التي لا تزيد فيها حصة الفرد من الدخل القومي الإجمالي 1.085 دولاراً سنوياً، ومنها النيجر والصومال ومدغشقر وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ففي هذه الدول يمكن أن ترتفع نسبة الفتيات البدينات -وفقاً للدراسة- من أربعة بالمائة في عام 2020 إلى 13 بالمائة في عام 2025. أما الفتية فيمكن أن ترتفع النسبة للفترة ذاتها من اثنين إلى ستة بالمائة. وتتوقع الدراسة أن يرتفع متوسط معدل السمنة لدى البالغين من 5 إلى 11 بالمائة لدى الرجال، ومن 14 إلى 26 لدى النساء.
وبحسب ما توصلت إليه الدراسة فإن التكلفة العالمية لانتشار السمنة قد تتجاوز بعد عام 2020 ما عاشته البشرية خلال جائحة كورونا. إضافة إلى أن التكلفة التي ستتحملها المجتمعات كبيرة للغاية، وذلك بسبب تراجع الانخراط في أسواق العمل والضغوط الكبيرة التي سوف تتعرّض لها الأنظمة الصحية.
ويرى القائمون على الدراسة أنها ستتجاوز أربعة تريليونات دولار أمريكي سنوياً بحلول عام 2035، أي ما يعادل ثلاثة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ويدعون إلى التركيز على العوامل المجتمعية والبيئية والبيولوجية لهذه الظاهرة.