ضوضاء الشارع لا تهدد راحتك بل صحتك أيضاً!
دويتشه فيله
كشف دراسة سابقة أجريت على الطرق الرئيسية التي تسيرعليها أكثر من ثلاثة ملايين مركبة سنوياً بعدة مدن ألمانية، أن عدد الأشخاص المعرضين للضوضاء في مدن مثل إرفورت ويينا وفايمار مرتفع بشكل خاص.
ولا تتوقف أضرار هذه الضوضاءعند الإزعاج ولكن لها عواقب صحية خطيرة، وفق ما كشف عن الخبراء المشرفون على الدراسة التي نشرت نتائجها صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية. هذه العواقب قد تبدأ باضطرابات النوم وتصل إلى أمراض القلب والأوعية الدموية أو الاكتئاب.
في المقابل كشفت دراسة جديدة شارك فيها خبراء من جامعة أكسفورد وجامعة بكين العلاقة بين الانزعاج طويل الأمد من ضوضاء الشوارع و ارتفاع ضغط الدم. نتائج الدراسة نشرت في مجلة "JACC Advances" الصادرة باللغة الإنجليزية.
وأجرى الفريق تحليلًا شاملاً بالاعتماد على بينات السكان على الطرق المزدحمة مثل عنوان السكن، كما تم تحديد وتيرة ارتفاع ضغط الدم بين المشاركين من خلال تقييم السجلات الطبية.
بعد ذلك قام الباحثون بتقدير العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم و ضجيج الشارع في عينة تحليلية لأكثر من 240 ألف مشارك لم يعانوا من ارتفاع ضغط الدم في بداية الدراسة.
الضوضاء والتلوث خطر على الإنسان
خلال فترة المتابعة التي دامت لأكثر من ثماني سنوات، تم تسجيل 21.140 حالة من ارتفاع ضغط الدم الأولي بين المشاركين في الدراسة، حسبما أفاد الفريق. وهو مايدل على أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من ضوضاء المرور على الطرق السريعة، قد يعانون من ارتفاع ضغط الدم كما أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم قد يزداد مع زيادة التعرض للضوضاء.
حتى بعد أن أخذ الفريق في الاعتبار التعرض للمواد الجسيمية وثاني أكسيد النيتروجين، ظلت العلاقة قائمة. وأضاف الباحثون أن المشاركين الذين تعرضوا في الوقت الواحد للضوضاء وتلوث الهواء كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، لأن تلوث الهواء يلعب أيضاً دوراً في الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهو ما أثبتته نتائج دراسات سابقة مختلفة.
فعلى سبيل المثال، وجدت ورقة بحثية عام 2021 أن الشباب معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم من تلوث الهواء.
ويأمل الباحثون أن تؤدي نتائج هذه الدراسة إلى إرشادات أكثر صرامة من أجل حماية الضوضاء، وتحسين ظروف الطرق، وتخطيط حضري مدروس بشكل أفضل، وتطوير تقنيات جديدة للمركبات الأقل ضجيجاً.
ويقول مؤلف الدراسة، جياندونغ تشانغ من جامعة نورث كارولينا إنّ "البيانات المقدمة في هذه المقالة تقدم دليلاً أفضل على أن التقليل من ضوضاء المرور على الطرق وتلوث الهواء يمكن أن يحسن من صحة القلب والأوعية الدموية على المستويين الفردي والمجتمعي".