لماذا نُقلد الآخرين دون وعي؟ العلماء يشرحون "نشاط الانعكاس" في الدماغ

أخبارنا المغربية - وكالات
تجد نفسك في مكالمة فيديو تُكرر حركة أحدهم دون أن تدري؟ أو تقلّد زميلك في طريقة الكلام أو الإيماءات؟ هذا السلوك ليس صدفة، بل يعود إلى ما يعرف بـ**"نشاط الانعكاس"** في الدماغ البشري، وهو نمط غير واعٍ من التقليد يساعدنا على بناء الروابط الاجتماعية، بحسب ما يؤكده خبراء علم النفس.
ويوضح جيم كوان، أستاذ علم النفس بجامعة فيرجينيا، أن البشر يبدأون بالتصرّف مثل بعضهم البعض بشكل خفي وطبيعي، كوسيلة لفهم الآخر والتقارب معه. ورغم أن ما يُعرف بـ**"الخلايا العصبية الانعكاسية"** تم اكتشافها لدى القرود عام 1992، إلا أن البشر يظهرون نمطًا مشابهًا من النشاط في القشرة الحركية للدماغ، ما يفسر هذا الميل اللاواعي للتقليد.
ويعود هذا السلوك إلى مرحلة الطفولة المبكرة، حيث أظهرت دراسات أن الأطفال الرضع يمكنهم تقليد تعابير الوجه منذ عمر 42 دقيقة فقط. كما يمتد التقليد إلى طريقة الكلام واللهجة، إذ أشار كوان إلى أنه نفسه قد بدأ يتحدث بلكنة إنجليزية عند زيارته لإنجلترا، دون قصد، كنوع من التكيّف الاجتماعي.
وتؤكد الأبحاث أن الأشخاص الذين ينخرطون في هذا النوع من السلوك الانعكاسي يتواصلون بسلاسة أكبر، ويشعر الآخرون بالراحة معهم. ببساطة، يعكس التقليد غير الواعي فطرتنا الاجتماعية كبشر، وسعينا إلى الانسجام داخل مجتمعاتنا والتقرب من من حولنا.