شعرة واحدة تكفي لكشف احتمال الإصابة بأمراض القلب
أخبارنا المغربية
الخصل ليست للزينة وحدها كما يكشف بحث علمي، بل لها دور قد يحيل فحص الدم بحثا عن علائم مشاكل القلب الى سلة المهملات. فكل شعرة على رؤوسنا إنما هي خزانة معلومات طبيّة قد تقود الى ثورة في دنيا تشخيص الأمراض.
في العديد من الأحوال، إن لم يكن في معظمها، يصبح من العسير معرفة ما إن كان شخص عرضة سهلة للإصابة بمرض ما. لكن من لطف الأقدار أن جعلت الشعرة هي السبيل شبه المفتوح عندما يتعلق الأمر بطائفة من العلل الخطيرة وهي أمراض القلب. وتتمثل هذه الطريق في مجرد شعرة. السر في هذا، تبعا لبحث علمي جديد، هو أن الشعر يحتوي على خزينة معلومات ثرية عن مستويات التوتر العالية التي يعاني منها الإنسان وتعتبر أحد أهم العوامل وراء الإصابة بأمراض القلب. وأيضا فإن الشعر يتميز بشيء آخر على أخذ عينة من الدم لقياس مستوى «الكورتيزول». وهذا الكورتيزول هو «هرمون التوتر» الذي يفرزه الجسم.
فهذا الأسلوب الأخير (فحص عينة الدم) يعكس فعلا ما يدور في جسم الإنسان ولكن فقط في «اللحظة» التي تؤخذ فيها العينة. وفي الجهة المقابلة فإن ميزة الشعر هي الاحتفاظ بالكورتيزول - أي المؤشر الى مستوى التوتر – لشهور عدة. وعلى هذا النحو فهو يصبح المرآة الحقيقية لحال الشخص على مدى فترة تتيح التعرف على ما إن كان فريسة سهلة لمتاعب القلب.
ويقول البحث، الذي نشر لتوّه في جورنال «علم الغدد والتحول الغذائي» ونقلت فحواه صحف بريطانية، إن مستويات الكورتيزول العالية – مثلها مثل ارتفاع ضغط الدم أو زيادة شحوم البطن – مؤشر مهم الى أن الإنسان عرضة لعلل القلب. وتقول الدكتورة لورا مانينشين، التي قادت فريق البحث في معهد روتردام (هولندا) الطبي: «الشعر أثبت فعلا أنه أرشيف مفتوح لمستويات الكورتيزول لدى أي شخص. وعلى هذا الأساس فهو خزانة معلومات تغني الطبيب عن سائر الأساليب الأخرى الرامية لمعرفة العوارض المؤدية الى الإصابة بهذه الأمراض، وبالتالي اتخاذ اللازم للوقاية منها». وتضيف مانينشين قولها إن هذا الكشف الطبي نفسه في بداياته وبحاجة الى المزيد من البحوث. لكن الأنباء الطيبة هي أن المؤكد أن الشعر «مرآة حقيقية للكثير مما يحدث بالجسد وخاصة المشاكل التي تهدد القلب في وظيفته الطبيعية».
ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها العلماء الى الشعر كنافذة طبية مهمة. فقد قيل سابقا إنه أداة مهمة لتشخيص الحساسيات ضد مختلف الأطعمة وأيضا للنقص في عدد من المواد المعدنية التي يحتاج اليها الجسد لأداء وظائفه على النحو المطلوب. ولا تقف أسرار الشعر عند هذا الحد، لأن من شأنه الكشف عن العقاقير التي يتعاطاها الإنسان... وتشمل هذه المخدرات والكحول. فآثارها التي تحملها الأوعية الدموية تظل قابعة في بصيلات الشعر فترة قد تصل الى ثلاثة أشهر.