إليكم ما يتذكّره الناس الذين يستفيقون بعد غيبوبة!
أخبارنا المغربية
لا نعلم ماذا قد يتذكّر نجم الفورمولا 1 الألماني مايكل شوماخر من فترة غيبوبته، لكن العديد من الأشخاص الذين استفاقوا من غيبوبة أخبروا عن تجارب غريبة. إذ أشاروا إلى ذكرياتٍ غريبة، أحلام، وحتى رؤى خلال الوقت الذي أمضوه فاقدين الوعي.
لجمع المعطيات وإيضاح ما يحصل خلال فترة الـ"كوما"، قال الأستاذ المساعِد في علم التخدير، في كلية ويل كورنيل الطبية في مدينة نيويورك، الدكتور أليكس برويكت، إنه يجب فهم أولاً ماذا يعني أن نكون فاقدين الوعي.
عندما يعاني الشخص صدمةً خطيرةً في الرأس، لا يكون هناك الكثير من الوقت عند الأطباء للمعالجة. يتضخّم الدماغ كرد فعل على الإصابة، وأحياناً يندفع باتجاه الجمجمة، أو يقطع الأوكسيجين عن أجزاء معينة فيه، ما يمكن أن يسبّب تلفاً في الدماغ أو موت الشخص.
في بعض الحالات، رد الفعل الوحيد يكون أن يُدخل الأطباء الشخص في غيبوبة أي في "كوما" متعمّدة طبياً. فـ"إغلاق" الدماغ أو الحد من نشاط المخ عن طريق إحداث غيبوبة يخفف من تدفّق الدم ومعدّل الأيض في الدماغ، مما يساعد على تقليل التورم. يسمح هذا الأمر للدماغ بأن يرتاح ويوفّر له الوقت لأن يلتئم.
أحدث حالة من هذا النوع هي حال بطل العالم في الفورمولا 1 السائق مايكل شوماخر. فبعدما تعرّض لحادثٍ خلال التزلج أدّى لتضرر خوذته في 30 كانون الأول 2013، نُقِلَ عبر الجو إلى مستشفى جامعة غرينوبل في فرنسا. لم يعلم أحد ما إذا سيظلّ على قيد الحياة. كانت إصابته شديدة لدرجة أن الأطباء وضعوه على الفور في حال غيبوبة.
على الرَّغم من تشابه اسمَيهما، لكن الغيبوبة المقصودة أي الـInduced Coma، تختلف عن الغيبوبة التقليدية الناتجة من الصدمة أي الـTraditional Coma، وِفق برويكت. فأن يوضَع شخصٌ في غيبوبة، يُشبه وضعه في حال تخدير: يفقد الوعي، ولكن نعلم بشكلٍ حاسم كيف نجعله يستفيق.
يوم الإثنين 16 حزيران الماضي، أعلنت متحدّثة باسم شوماخر أنه مستفيق وغادر المستشفى. وفيما لا نعلم عن مسيرة علاجه بعد أو عمّا يتذكّره – إذ قالت المتحدثة إنه سيُكمل المرحلة الطويلة من إعادة التأهيل – نعلم أن الطباء بدأوا عملية محاولة إيقاظه منذ شهر شباط. فعملية الاستيقاظ معقّدة وتحوي انتقالَ الدماغ بين حالاتٍ ذهنية مختلفة بدأ الأطباء فهمها حديثاً.
أما ماذا يتذكّر الناس بعد استيقاظهم من "الكوما"، فعند البعض الذكريات هي أحلام، وعند البعض الآخر تكون هلوسات. يُخبر من دخلوا في غيبوبة عبر موقع Scientific American تجاربهم، فأوضح أحدهم أن الأمر "كان كابوساً مستمرّاً لم أستطع الاستيقاظ منه، استغرق الأمر الكثير من الوقت حتى شفيت من تلك الصور، أكثر ممّا تطلّب الأمر للشفاء من إصاباتي الجسدية".
وتحدث مُشاركٌ آخر عن تجربتَه قائلاً: "في تموز 2009 أُدخِلتُ في "كوما" بسبب فيروس الإنفلونزا H1N1 وداء الفيالقة التنفسي، ما أتذكّره هو كوابيس بدت وكأنها حقيقية بما أنها مفصّلة، تطلّب الأمر مني عدة أيام بعد استيقاظي حتى فهمت أنها غير حقيقية. حدّثني الكثير من الناس خلال غيبوبتي، ودخلت تعابيرهم في كوابيسي لكن مع تغييرات. كانت مسألة تخطّي الكوابيس أصعب من علاجي جسدياً".