بهذه الأفعال يُشوِّه الأحفاد المَجْد الذي صنعه الآباء بعد نضالٍ طويلٍ
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - عبد الرحيم القــاسمي
قاسيةٌ هي تلك المسالك القصيرة التي سلكها أناسٌ لا همَّ لهُم سوى الإغتناءُ السريعُ وبدون جهد يُبذل في سبيل ذلك. مُذلة تلك الطريق المُختصر التي تقفزُ عن إرث الأولين وتضرب بتضحياتهم عرض الحائط. يحدثُ هذا في بعض الأحيان، وفي غفلة مقيتة ،أن حمَل بعض الأبناء - الورثة ،معْوَل الهدم لدك المجد الذي صنعُه الآباء بعد تضحيات قدّمت لسنوات بل ربما لعقود دفاعاً عن قضايا عصرهم.
يحدُث هذا في عالمٍ تُميزه خاصية التناقض ،فقد نظرت محكمة في مدينة "أتلانتا" الأمريكية، أمسٍ الثلاثاء، في آخر فُصول معركة قضائية بين أبناء "مارتن لوثر كينغ" على اثنين من مُقتنياته في نزاع عائلي مرير وصفته ابنته بـ "الصفحة المشينة في تاريخ عائلة" الأيقونة الأمريكي الذي أصبح رمزاً للنضال في سبيل الحرية وحقوق والإنسان.
يقف أبناء المُناضل الأمريكي، "ديكستر كينغ" و "مارتن لوثر كينغ الثالث"، في مُواجهة شقيقتهما، "بيرنس كينغ"، في النزاع حول أهم مقتنياته وهُما كتاب الانجيل الذي أدى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اليمين الدستوري عليه إبان ولايته الثانية؛ بجانب جائزة نوبل للسلام التي تلقاها الناشط الذي طالب بإنهاء التفرقة العنصرية ضد السود، عام 1964 "لحملته السلمية لإنهاء التمييز العنصري".
الزعيم الجنوب إفريقي، "نيلسون مانديلا" بدوره تعرض لتكالُب الحفدة على ميراثه ،فقد ظهر جدال الى السطح بعد أن اشعلت اثنتان من بنات مانديلا، "مكازوي" (ابنته من ويني مانديلا) و "زيناني" (ابنته من زوجته الأولى) حرباً قضائية مريرة مع اثنين من أصدقاء مانديلا القدامى، وذلك من أجل السيطرة على الصندوق الذي يحوي مليون جنيه استرليني.
وتدعي ابنتا مانديلا أن الرجلين سطَوا على الصندوق؛ وبدعم من جميع أبناء مانديلا، تدعيان أن "بيزوس" و "سيكسوي" (أصدقاء مانديلا) تم تعيينهما بصُورة غير رسمية، ورفضا الإستقالة من منصبيهما.إلا أن" بيزوس" يؤكد أنه عيِّن في هذه المؤسسة بأوامر صريحة من مانديلا، وأن "مكازوي مانديلا" تريد الاستحواذ على الأموال ليس لغرض مُحدّد، وإنما لتوزيعها على أفراد الأسرة عكس إرادة مانديلا.
ويشعر صديقا مانديلا بالإحباط مما جرى، واتهم أحدهما الإبنتين بالجشع، مُضيفاً أن "الخصمتين في هذه القضية شخصان لا يشعران بالخجل ويتصفان بالجشع المريع، ولا أعتقد أنهما تدركان مدى الدمار الذي تتسببان فيه لنفسيهما، وإنهما تعملان على تدمير شيء قيم وهو إسم مانديلا، وإن جميع من يعرفون مانديلا يشعرون بالأسى مما حدث، إن اسم مانديلا ليس الكنز الكبير الذي تملكه العائلة فقط، وإنما هو كنز وطني وتسعى العائلة إلى تدميره".