مفتي أستراليا وسفير المغرب يفتتحان المركز الإسلامي بالعاصمة الأسترالية كانبرا

مفتي أستراليا وسفير المغرب يفتتحان المركز الإسلامي بالعاصمة الأسترالية كانبرا

أخبارنا المغربية

 

كتب: دكتور أحمد علي سليمان

افتتح سماحة الدكتور إبراهيم أبو محمد مفتي قارة أستراليا، وعميد السفراء العرب سعادة الأستاذ محمد ماء العينين سفير المملكة المغربية في أستراليا، المركز الإسلامي في العاصمة الأسترالية كانبرا، أمس الأربعاء، ويضم المركز مكتبة وقاعة محاضرات كبيرة ومسجدا جديدا سيضاف قريبا لمساجد المسلمين هناك، ويأتي الافتتاح في إطار استعدادات المسلمين في أستراليا لاستقبال شهر رمضان المبارك..

وقد حضر حفل الافتتاح ممثل عن الحاكم العام في أستراليا، وبعض السياسيين، وعدد من السفراء العرب والمسلمين، كان في مقدمتهم سعادة سفير دولة الكويت لدى أستراليا الأستاذ نجيب البدر، حيث قدم شيكا نيابة عن سمو أمير الكويت، إسهاما من دولة الكويت الشقيقة في بناء هذا الصرح وقدره مليون وأربعمائة ألف دولار.

وألقى فضيلة المفتي العام للقارة الأسترالية الدكتور إبراهيم أبو محمد، كلمة في هذه المناسبة عبر فيها عن شكره الكبير لدولة الكويت على إسهامها المتميز في تشييد هذا الصرح الإسلامي الكبير، وقال نبلغ غير المسلمين "معنى أن نبنى مسجدا " فحين نبنى مسجدا فذلك يعنى أننا نؤسس رؤية واسعة لقبول الآخر المختلف دينا وجنسا ولغة وحضارة، ونحن بهذه المؤسسة العبادية نؤسس لقانون أخلاقي يحمي عقائد المخالف ويحترم اختلافه معنا واختلافنا معه، ويدعونا كمسلمين إلى أن نتعامل مع معتقداته على أنها محميات طبيعية لا يجوز اقتحامها على أصحابها، ولا يجوز سبهم في معتقداتهم فضلا عن العدوان عليهم، والإسلام هنا رعاية لهذا الاعتبار وهو حماية النسيج العام من التمزق، ورعاية للحمة الحضارية من الصدام بين خلاياها الانسانية يحتم على العابد في المسجد الذي يحمل رحمة الله للعالمين ألا يسب ولا يشتم ولا يتعرض لعقائد الآخرين بما يؤذي المشاعر فيقول قرآنُنا (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ﴿الأنعام: ١٠٨﴾، وحين نبنى مسجدا فهذا يعنى أننا نبنى مؤسسة، للوفاق والتسامح، لأن المعبود في هذا المسجد ليس هو رب المسلم فقط ، وإنما هو رب كل شئ ومليكه، وحين نبنى مسجدا فهذا يعنى أننا نبنى حصنًا ضد موجات الشرور والأذى والعنف عن طريق اللسان واليد؛ لأن العابد يتعلم في المسجد أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده،  وحين نبني مسجدا فهذا يعنى أيضا أننا نبنى مؤسسة للمحبة، لأن العابد يتعلم في هذا المسجد أن كمال إيمانه لا يتحقق إلا إذا أحبَّ للآخرين ما يحب لنفسه، وأنه لن يدخل الجنة إلا إذا أحب الآخرين حبًّا حقيقيًّا من قلبه وليس تكلفا، وأن الوسيلة للتعبير الحقيقي عن هذا الحب هو إشاعة السلام الاجتماعي بين الناس، فيتعلم المسلم العابد في هذا المسجد من توجيهات نبيه أن واجبه الاجتماعي حماية الناس والمجتمع، وإفشاء السلام بينهم" يقول النبى صلي الله عليه وسلم "ألا أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم " أفشوا السلام بينكم ". 

وأوضح الدكتور إبراهيم أبو محمد أن القانون الأخلاقي هنا يُظهر أعلى تجليات الحكمة والتسامح وسعة الصدر وسعة الأفق التى تحمى نسيج المجتمع وتحافظ على تعدديته الثقافية والدينية والحضارية، ومن ثم فحين نبنى مسجدا فهذا يعنى أننا نبنى مؤسسة للعدالة والمساواة بغير تمييز بين البشر في اللون أو الدين أو الجنس لأن العابد في هذا المسجد يتعلم فيه أن الخلق صنفان: أخ لك في الدين، أو نظير لك في الإنسانية، ومن ثم فلا يجوز أن يكون اختلاف الدين سببًا في التمييز بين الناس في الحقوق والواجبات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، لأن الخلق كلهم عيال الله وأحب الناس إلى الله أنفعهم لعياله، ومن ثم فبناء المسجد عموما يحمى أخلاقيات المجتمع ويحفظ على الناس دماءهم وعقائدهم وتعدديتهم دينا وثقافة وحضارة.

 

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات