"العربي باطما"..ذكرى رحيل فنان سريالي أشعل الحقل الغنائي المغربي وأحيا التراث الشعبي(بروفايل)

"العربي باطما"..ذكرى رحيل فنان سريالي أشعل الحقل الغنائي المغربي وأحيا التراث الشعبي(بروفايل)

أخبارنا المغربية

أخبارنا:الرباط

حلت الذكرى 21 لرحيل الفنان والزجال والكاتب "العربي باطما"، الملقب بـ"باعروب" الذي يعتبر من المؤسسين الأوائل لفرقة "ناس الغيوان"، التي ذاع صيتها محليا، عربيا، ودليا، ونسجت علاقات مع أكبر الفرق والنجوم العالمية.

ولد في سنة 1949بقرية أولاد بوزيري بمنطقة الشاوية المغربية، المحاذية لمدينة الدار البيضاء العربي باطما تعددت مواهبه بين الموسيقى والمسرح والسينما والكتابة، يعتبر أحد رموز الموسيقى التراثية المغربية، وأحد مؤسسي فرقة ناس الغيوان وأحد نجومها البارزين، توفي في 7 فبراير 1997 بمدينة الدار البيضاء.

 يبقى العربي باطما شخصية فنية متميّزة في تاريخ المشهد الفني المغاربي، كتب في الأمل والرحيل والبادية والمدينة وغنى للجراح والإنتكاسة والأوضاع العربية والعالمية، صوته وألحانه السريالية تجعله فنانا متميزا، بلبلا غرد الفنّ على غصن الخشبة.

ساهم بشكل كبير في نفض غبار الإهمال الذي طال التراث المغربي وأعاده إلى قيمة القيم،ساهم بشكل كبير رفقة العديد من الشخصيات كأحمد المعنوني وبوجميع في إعادة صياغة التراث المغربي إلى الجمهور والشعبية، وأخرحه خارج الحدود وإلى العالمية.

طوال سنوات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، كان أحد الشخصيات المحورية في تحفة فيلم الحال(فيلم) التي دشنت مسيرته الفنية في عالم السينما، واختتمها بسيرته الذاتية من جزئين الرّحيل والألم التي نشرت سنة في ذكرى وفاته وهو نوع سردي فريد في نوع كتابة الألم يتطرق بكل شجاعة إلى فصول رحلة الراحل ابن رحال مع مرض السرطان وما يحمله من ثقل نفسي وثقافي آنذاك، بكل شجاعة وهو العمل الأول من نوعه في الخزانة المغربية والمغاربية، ليختتم الفنان ابن حادة مشواره الذي ابتدأه بين الرحيل والحدة بين القرية والمدينة وأجواء الحي المحمدي من مدينة التناقضات البيضاوية بكتابين، وقيمة مضافة للثقافة البيضاوية والمغربية ككل.

لم يكن يعتقد أحد أن ذلك الشاب ابن الفلاح المهمش، الذي غادر الفصل الدراسي مبكرا، أن يكون المجذوب الذي أعاد التراث الشعبي بين الأشعار والزجل والنغمة، إلى حاضرة الإعتراف الثقافي، الذي استئصل بغزوة ثقافية كانت تشير بالإحتقار إلى كل ما هو مغربي أصيل.

ارتبطت حياته بالرحيل، فهو ابن رحال ومؤلف سيرته الذاتية بعنوان «الرحيل» قبل أن يرحل عن الدنيا، تفتقت مواهبه المتعددة في المسرح والسينما والغناء والزجل،شأنه شأن أخيه المرحوم سي محمد باطما عضو مجموعة لمشاهب.

رغم الشهرة التي حققها والحب الذي أحاطه به جمهوره الواسع، ظل يحمل داخله ذلك الفلاح المبدع الذي لم يجد عنوانا لملحمته الشعرية سوى «حوض النعناع». يقول العربي باطما في مذكراته: "اسم أبي رحال. اسم جدي رحال. اسم أمي حادة. الرحيل، الحدود، الحدة، أسماء تعني العنف والألم وعدم الاستقرار، هكذا كانت طفولتي رحيلا بين الدار البيضاء والقرية. عشت بين الشك واليقين، وفي كل مرة، كنت أسأل نفسي، وأجد الحكمة تطو فوق كل التساؤلات: المهم، ولا شيء مهم إلا أنا".

في كتاب الرحيل قال العربي إن اسم العائلة مأخوذ من شجرة بطمة كانت بجانب بيتهم واتخذها والده اسما للعائلة.

العربي باطما تعددت مواهبه بين الموسيقى والمسرح والسينما والكتابة بشكل زاخر وفريد، جعله يحظى بإعجاب وتقدير كبيرين، ليس فقط من طرف الجمهور المغربي بل ومن طرف الجمهور العربي أيضا. إلى حدود هليود وربط علاقة روحية مع المخرج مارتن سكورسيزي ومجموعة ناس الغيوان، تلك الصداقة التي انطلقت بصدفة من خلال مشاهدة فيلم الحال (فيلم) الذي حصل على الجائزة الأولى لـ ESEC سنة 1982، وتم اختيار الفيلم الذي يدون لبيئة المجموعة في المسابقة الرسمية لمهرجان لندن، ومهرجان نيويورك.واختير الفلم ليعرض ضمن فقرة "كان كلاسيك" في مهرجان كان العالمي سنة 2007. كما اختير هذا الوثائقي كأول فيلم يتم تقديمه من طرف المخرج السينمائي العالمي مارتن سكورسيزي ليعرض في افتتاح تدشين "المنظمة العالمية للسينما".

لقد انخرط باطما مبكرا في الفعل الفني والثقافي، وشارك في التمثيل والإنشاد والكتابة المسرحية والزجلية، كحوض النعناع، وفي مسرحيات مستوحاة من نصوص تراثية، ومن فن الملحون، وكناوة، والشعبي البدوي. فهو يعتبر مغرد الظاهرة التراثية في السبعينيات، التي شكلت النواة الأولى لانتشار لون موسيقي جديد في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وقد ساهم بشكل كبير في نفض غبار الإهمال الذي طال التراث الموسيقي المغربي طوال عدة عقود وأبدع في التعامل معه لحنا وميزانا.


عدد التعليقات (2 تعليق)

1

محمد

العربي باطما

اللهم ارحم العربي باطما واسكنه فسيح جناتك واجعل قبره روضة من رياض الجنة.انه ترك بصمة خالدة في الاغاني المغرببة بصوته الجهوري المتميز.انه ومجموعته تركوا فنا راقيا لا زالت تهتز له مشاعرنا رغم مرور السنين تلو السنين.هدا هو الفن الخالد الدي يشرف الاغنية المغربية.

2018/02/09 - 11:59
2

عاشق باعروب

ايه يازمان

لا ادري لمادا كلما تدكرت او سمعت صوت باعروب ابكي ربما نتقاسم كثير من الاشياء البادية الرحيل صغير الى المدينة .... انا قرات الرحيل اكثر من خمسين مرة وفي كل مرة احس انني اقراه لاول مرة واجد الكتاب كانه يتكلم عن سيرتي الداتية لاننا جيل تقاسم كل شيء الحب الالم الضلم الامل .... الله يرحمك يامجدوب الغيوان ملاحضة اكتب هده السطور والدمع في عيني

2018/02/10 - 05:32
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات