"نفرو سوبك" .. ملكة مصر المجهولة صاحبة العصر الذهبي
دويتشه فيله
تعد الملكة "نفرو سوبك"، صاحبة الألقاب الملكية الخمسة والملقبة بـ"سيدة كل النساء"، واحدة من الملكات اللاتي حكمن مصر القديمة وأدهشت شعوب العالم في العصر الحديث، وخاصة بلدان أوروبا التي أتيح لعلمائها وأثرييها معرفة الكثير عن تاريخ مصر القديمة وأسرارها، عبر ما قاموا به من أعمال حفر وتنقيب عن آثار ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة.
ومن غير المعروف حتى الآن موقع مقبرة الملكة "نفرو سوبك"، التي تعتبر واحدة من أكثر ملكات مصر القديمة إثارة للدهشة، بسبب إنجازاتها العديدة. لذلك، طالب أيمن أبو زيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، بفتح الباب أمام علماء المصريات والآثار للبحث عن قبر هذه الملكة الفرعونية، على غرار ما جرى من مسح راداري بمنطقة وادي الملوك في غرب الأقصر، بحثاً عن قبر الملكة نفرتيتي.
وأوضح أبو زيد لوكالة الأنباء الألمانية أنه "لم يُعرف على وجه اليقين" أين دفنت الملكة "نفرو سوبك"، التي حكمت مصر منفردة لعدة سنوات، وتمتعت فترة حكمها بالاستقرار. ويعتقد كثير من المتخصصين أنها صاحبة الهرم غير المكتمل والمشيد من الطوب اللبن في شمال قرية مزغونة بمنطقة دهشور الأثرية، جنوبي محافظة الجيزة.
وعرف الأثريون من خلال الاكتشافات في الأقصر والجيزة وغيرهما من المدن المصرية الكثير من المعلومات حول ملكات مصريات حكمن البلاد، وعن مكانة المرأة في زمن الفراعنة، مثل نفرتاري ونفرتيتي. وإلى جانبهن، هناك ملكات أخريات لا يعرفهن كثيرون بالرغم من حكمهن البلاد منفردات، على غرار حكم الملكة حتشبسوت، التي تتمتع بشهرة واسعة ويستقبل معبدها المنحوت في صخور جبل القرنة، غرب مدينة الأقصر بصعيد مصر، آلاف السياح في كل يوم.
حاكمة بلا شريك
من جانبه، يقول الدكتور ممدوح الدماطي، عالم المصريات ووزير الآثار المصري الأسبق، لوكالة الأنباء الألمانية إن المرأة في مصر القديمة تمكنت من أن يكون لها دور في الحكم، بل وتمكنت من الوصول إلى سدة الحكم فتوجت كملكة حاكمة. ويشير الدماطي إلى أن الملكة "نفرو سوبك"، التي تنطق أيضاً "سوبك نفرو"، كانت إحدى الملكات اللاتي حكمن مصر القديمة بعد أن خلفت شقيقها وزوجها الملك أمنمحات الرابع في الحكم، وأتيحت لها فرصة الاستقلال بالسلطة بلا شريك أو منافس.
وحسب الدماطي، تمكنت هذه الملكة من حكم البلاد وتمتعت بوضع سياسي مستقر في مصر وبلاد النوبة، ولم يشب عصرها أي تمردات ضد حكمها، ولم يتم محو خراطيشها بعد موتها كما حدث مع الملكة حتشبسوت. ولفت إلى العثور على اسم الملكة "نفرو سوبك" على العديد من القطع الأثرية التي خلفتها في محافظة الفيوم، وفي تل الضبعة بمحافظة الشرقية، وفي اهناسيا بمحافظة بنى سويف، وعند الشلال الثاني بالنوبة.
كانت "نفرو سوبك"، وفق الدماطي، أول ملكة تحمل "الألقاب الملكية الخمسة"، فلقبت بلقب "حور: مريت رع" (أي حبيبة رع)، و"نبتي: سات سخم نبت تاوى" (أي بنت القوى سيدة الأرضين)، و"حور نبو: جدت خعو" (أي مثبتة التيجان)، و"نسو بيتي: كا سوبك رع" (أي قرين المعبود سبك - رع)، وأخيراً لقبت بـ"سا رع : نفرو سوبك شديتي" (وهو الاسم الشخصي ومعناه جمال المعبود سوبك).
وبنهاية حكم "نفرو سوبك"، انتهى حكم الأسرة الثانية عشرة، ومعها انطوت صفحة من صفحات التاريخ المصري القديم. يذكر أن مصر القديمة عرفت عدة ملكات فرعونيات حكمن مصر بما يعرف بـ"الحق الخاص" مستقلات عن أزواجهن، وكانت بعض الملكات من عامة الشعب وآخريات من نساء الفرعون، لكن بعضهن حملن لقب ملكة لقيامها بحكم مصر، وبعضهن اكتفين بمشاركة أزواجهن واعتنين بإدارة شؤون قصر الملك وحريمه، وتولت بعضهن سلطات في إدارة شؤون الدولة.