فوضى وطوابير طويلة في مطارات ألمانية.. ولوفتهانزا تعتذر

فوضى وطوابير طويلة في مطارات ألمانية.. ولوفتهانزا تعتذر

دويتشه فيله

يواجه المسافرون في ألمانيا ومطارات أوروبية عديدة طوابير طويلة خاصة هذا الصيف مع عودة الإقبال على السفر بكامل طاقته بعد انتهاء إجراءات الإغلاق الخاصة بمكافحة كوفيد-19. وتواجه المطارات وشركات الطيران مشكلة في توظيف عدد كاف من العاملين للتعامل مع الأزمة.

وتعيش مطارات ولاية شمال الراين فيستفاليا وهي أول ولاية فيدرالية تبدأ العطلة الصيفية، فوضى عارمة بالمطارات، حيث هناك طوابير طويلة وفترات انتظار تمتد لساعات.

مطار كولولونيا بون يشهد أزمة

وكانت DW عربية قد أجرت جولة في مطار كولونيا بون، حيث احتشد آلاف المسافرين في طوابير طويلة، وبدا التذمر على وجوه المسافرين، وبدا واضحا وجود نقص في الأيدي العاملة، إذ أن عدد ممرات تسليم الحقائب أو الفحص الأمني كان قليلا بمقياس عدد المسافرين الموجودين. العديد من المسافرين أبدوا مخاوفهم من تأخر طائرتهم، وأعربوا عن خشيتهم من طول الانتظار.

وتلقى العديد من المسافرين إشعارات من شركة الطيران الخاصة بهم، تفيد بوجود أزمة عارمة تشهدها المطارات، ودعت شركات الطيران مسافريها الى تواجدهم بوقت مبكر، للتمكن من اللحاق بالطائرة.

المسافرة ميساء قالت لـ DW   عربية أردت السفر إلى الأردن، لكن علي الوصول أولا إلى مطار روما وتغيير الطائرة من هناك، كان من المفترض أن تقلع الطائرة حوالي الساعة العاشرة والنصف، بيد أن الساعة الآن تجاوزت الحادية عشرة ولم تجهز الطائرة بعد.

المسافر سعيد والمتجه أيضا إلى مطار روما أيضا قال لـ DW عربية أنه اضطر للسفر لسبب عائلي طارئ، بيد أن التأخير يرهق أعصابه خاصة أنه مع طفلة صغيرة لم تكف عن البكاء.

نقص اليد العاملة

وكان متحدث باسم وزارة الداخلية في ألمانيا قد صرح أن بلاده تريد جلب عمال أجانب في أسرع وقت ممكن لتخفيف حدة نقص العاملين في المطارات خلال موسم الصيف المزدحم. وأضاف المتحدث خلال مؤتمر صحفي في برلين أمس الاثنين، إنه سيتعين على العمال المؤقتين استيفاء المعايير نفسها المتعلقة بالأمن والكفاءة مثل الموظفين الآخرين العاملين في مناولة الحقائب. وتستغرق الإجراءات بشكل عام حوالي أسبوعين. وسيشمل عرض العمل الإقامة والأجر الأساسي.

ووفقا لرابطة المطارات (إيه.في.دي)، فإن حوالي واحدة من كل خمس وظائف في الأمن وتسجيل الوصول ومناولة الطائرات، شاغرة. ومن المتوقع أن تحدد المطارات احتياجاتها في الأيام المقبلة، لكن رئيس رابطة (إيه.بي.إل) لعاملي المناولة الأرضية للطائرات يتوقع السماح بدخول ما بين ألف إلى ألفي عامل لثلاثة أشهر، على أن يبدأ هذا في أغسطس/ آب على الأرجح.

وبحسب مجلة فوكوس الألمانية فإن عدم وجود عدد كافٍ من الموظفين ساهم في زيادة هذه الأزمة. وراقبت المجلة الألمانية اليوم الثلاثاء (28 يونيو/ حزيران) كيف بدا مطار دوسيلدورف بطوابير طويلة جدا، وهو ما دفع المسافرين إلى التذمر، بيد أن الموظفين أبدوا تفهما لهذا الأمر وحاولوا فتح ممرات جديدة لسير الركاب، وسرعان ما تفرقت الحشود الغاضبة إلى طوابير أصغر، وسارت العملية بسلام، حسب المجلة.

 لوفتهانزا تعتذر

بيد أن موظفي المطارات قالوا لمجلة فوكوس أن أحد أسباب الأزمة هو خشية المسافرين أن تفوتهم الرحلة، لذلك فهم يأتون مبكرين جدا، اعتقادا منهم أنهم سينهون أمورهم مبكرا، بيد أنهم يملؤون القاعات دون حاجة، وهو ما يسبب بتعطيل ركاب آخرين.

وأعربت إدارة الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا إيه.جي" عن أسفها للاضطرابات وعمليات الإلغاء تسببت في إرباك قطاع الطيران العالمي، وحذرت من أن الوضع لن يتحسن في المستقبل القريب، حيث تسعى شركات الطيران والمطارات جاهدة لإعادة العمليات بعد الركود المرتبط خلال فترة الوباء.
وذكرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء أنه في رسالة للعملاء، حددت أكبر مجموعة طيران في أوروبا أسباب الفوضى، بداية من نقص الموظفين إلى الحرب في أوكرانيا.
وقالت الشركة إن قطاع الطيران العالمي يستنفد أقصى موارد متاحة، ما يخيب آمال جهود شركات الطيران لتعويض الخسائر بعد أن حطم وباء كورونا عقودا من الازدهار في قطاع السفر. وقالت لوفتهانزا في بيان: "لا يسعنا إلا أن نعتذر لكم عن هذا ... في الأسابيع المقبلة، وسط استمرار زيادة أعداد المسافرين، سواء بغرض الترفيه أو العمل، ليس من المرجح أن يتحسن الوضع على المدى القصير".

وألغت لوفتهانزا إجمالي 3100 رحلة طيران بعد موجة من الإصابات بفيروس كورونا أدت إلى تفاقم نقص الموظفين، ما زاد من فوضى السفر في أوروبا مع بدء فترة العطلة الصيفية المهمة.
وبعد تسريح آلاف الموظفين خلال فترة الوباء، تعاني شركات الطيران والعمليات الأرضية في المطارات من أجل مواجهة الطلب المتزايد على السفر.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات