لماذا تنشر الذئاب في ألمانيا بكثرة وكيف يمكن مواجهتها؟

لماذا تنشر الذئاب في المانيا بكثرة ولماذا باتت فترات بقاءها على قيد الحياة الأعلى في العالم وكيف يمكن مواجهة الذئاب المفترسة؟ تسببت هذه التساؤلات في حيرة لدى الكثير من سكان أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي.

دراسة حديثة نشرت في دورية "وايلد لايف بايولوغي" مؤخرا، حاولت الإجابة على هذه التساؤلات وكشفت أن معدلات بقاء الذئاب الألمانية على قيد الحياة ضمن الأعلى على مستوى العالم.

وعزت الدراسة المعدلات المرتفعة في ألمانيا إلى وفرة الموائل المناسبة والحماية القانونية الصارمة. وفي ذلك، قالت شتيفاني كرامر-شات، الباحثة في معهد لايبنتس لأبحاث الحيوانات والحياة البرية في برلين، إنه في غضون ربع قرن تقريبا منذ عودة الذئاب إلى ألمانيا بلغ المتوسط السنوي لاحتمال بقاء الذئاب الصغيرة على قيد الحياة 75 بالمئة و 88 بالمئة للكبار منها.

وكانت دراسات سابقة قد ذكرت أن أعلى معدلات بقاء مسجلة لكبار الذئاب لم يتم صيدها كانت 78 بالمئة في الولايات المتحدة و82 بالمئة في مناطق جبلية في أوروبا. وتشير البيانات الحديثة إلى أن متوسط عمر الذئاب في ألمانيا يبلغ حوالي ثلاث سنوات، مع أعلى عمر موثق يبلغ حوالي 13 عاما. ويبلغ متوسط عدد النسل لكل ولادة أربعة ذئاب.

ويشكل تزايد أعداد الذئاب في ألمانيا خطرا على الماشية وربما البشر الذين يعيشون قرب مناطق انتشارها، ما دفع الخبير المعني بالشؤون المتعلقة بالذئاب، إيكهارد فور، للقول بإنه يجب على الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي إجراء عمليات مستهدفة لاصطياد الذئاب.


وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق في أيلول/سبتمبر الماضي على خفض مستوى حماية الذئاب من "الحماية المشددة" إلى مستوى "الحماية" فقط، مما يمهد الطريق لإقرار إجراءات لتنظيم عدد الذئاب المتزايد.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في ذلك الوقت إنه في بعض المناطق بأوروبا، ارتفعت أعداد الذئاب لتصبح "خطرا حقيقيا على الماشية، وربما على البشر أيضا، مشجعة السلطات على" اتخاذ إجراءات في حال لزم الأمر".

بيد أن فور الذي قام بتأليف كتاب عن عودة الذئاب إلى أوروبا، قال إنه سيكون من غير المنطقي تطبيق حصة اصطياد عامة لإعدام الذئاب، مضيفا "السماح بقتل الذئاب خلال ما يطلق عليه عمليات مطاردة الذئاب لاصطيادها لن يجعل حياة مربي الماشية أسهل."

وأضح أنه يتعين الخروج بطرق تستهدف اصطياد مجموعات الذئاب المفترسة، قائلا: "في بعض المناطق، حيث تنتشر عقلية أكل الماشية بين الذئاب، يجب التدخل مبكرا واصطيادها. ربما يكون من الضروري جعل منطقة كاملة خالية من الذئاب لفترة من الوقت".

وأوضح أن أفضل حل سيكون الاستعانة بصيادي ذئاب محترفين لإجراء عمليات صيد مستهدفة.

وقال "لا يتعلق الأمر بإعدام عدد قليل من الحيوانات، لكن بنوع من أشكال الصيد الحمائية الذي يجب أن يتم إلى جانب الحماية الضرورية للقطعان بحيث يستعيد حماية القطعان تأثيره".