منتدى مراكش للأمن.. ضعف آليات التعاون الإقليمي يشكل عاملا يزيد من حدة التهديدات الأمنية بمنطقة شمال إفريقيا
أخبارنا المغربية - و م ع
أكد المشاركون في الدورة السادسة لمنتدى مراكش للأمن (إفريقيا أمن 2015)، اليوم الجمعة بمراكش، أن ضعف آليات التعاون الإقليمي يشكل عاملا يزيد من حدة التهديدات الأمنية بمنطقة شمال إفريقيا.
وقال المشاركون خلال جلسة حول موضوع "الهشاشة الأمنية بشمال إفريقيا وتصاعد التهديدات العابرة للحدود واللامتماثلة"، إن الرهانات الأمنية تتطلب إعطاء دفعة للتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، وأن الاعتماد على مقاربة وطنية محضة يبقى غير فعال لمواجهة التحديات الأمنية.
وأبرز المتدخلون في هذا الصدد، الحاجة الملحة إلى تطوير التعاون الإقليمي للنهوض بالأمن وتعزيز قدرات دول هذه المنطقة من العالم في مجال محاربة الإرهاب.
وحسب محمد قادري سعيد رئيس وحدة الأمن والمستشار العسكري بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية (مصر)، فإن ظاهرة انعدام الأمن بشمال إفريقيا ليس فقط وليد "الربيع العربي، بل يجد مصدره في مجموعة من العوامل البنيوية والتاريخية العميقة".
وأضاف أن المجموعات المتطرفة والإرهابية تمكنت من الاستفادة من هذا المناخ السياسي المتسم بعدم الاستقرار لتوسيع تواجدها بالعديد من المناطق. وأشار إلى أن الهشاشة الأمنية بشمال إفريقيا يمكن إرجاعها إلى ضعف المؤسسات ببعض البلدان ومشاكل ذات طبيعة اجتماعية واقتصادية ضمنها البطالة والرشوة والفقر.
وشدد محمد قادري على أن "المانحين مدعوون إلى دعم الإصلاحات الأمنية والحركات الديمقراطية التي تسمح للدول بشمال إفريقيا بتحقيق نتائج سريعة وفعالة".
من جانبه، قال مستشار الأمن بوزارة الدفاع بإسبانيا فرانسيسكو خافيير ألفاريز، إن الإرهاب الجهادي وتجارة الأسلحة يشكلان في الوقت الراهن أول تحدي أمني عابر للقارات.
واعتبر أن "الوضع الذي تمر به ليبيا خلق فراغا جيو سياسيا ملائما لانتشار الأسلحة"، مسجلا أن تجارة المخدرات تشكل مصدر تمويل مهم للمجموعات الإرهابية.
من جهته، تطرق منسق فريق مراقبة القاعدة/طالبان بالأمم المتحدة أليكسندر إيفانس، لمسألة غياب إستراتيجية أمنية احترازية وإستشرافية على المدى الطويل والتي تبقى كافة دول المنطقة معنية بها.
واعتبر أن مشكل هشاشة الدول يساهم بشكل كبير في انتشار الأسلحة ، مبرزا أن التهديدات الإرهابية تتطلب ردا ومقاربة إستراتيجية.
وقال رئيس مصلحة العلاقات الخارجية بالمركز العسكري للدراسات الإستراتيجية بإيطاليا كول أليساندرو كاريل، من جهته، إنه "بعد حصول الدول العربية على الاستقلال، فشلت جميعها تقريبا في خلق الشروط الضرورية لتحقيق الانتقال الديمقراطي".
وخلص إلى أن "المغرب هو البلد الوحيد الذي ينعم بالاستقرار بفضل مجموعة من الإصلاحات التي قام بها جلالة الملك محمد السادس"، مضيفا أن "المغرب يحارب التطرف من خلال القيام بإصلاحات سياسية".
ويعرف هذا المنتدى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع "إفريقيا في مواجهة التهديدات العابرة للحدود الوطنية واللامتماثلة"، مشاركة أكثر من 300 من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين والأمنيين والخبراء وممثلي منظمات دولية.
ويعد هذا المنتدى، المنظم بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الإستراتيجية، فضاء للنقاش والتحليل وتبادل التجارب حول الأمن في إفريقيا.
ويناقش المشاركون عدة مواضيع تتمثل في "نقاط الضعف الأمنية في شمال إفريقيا وتطور التهديدات العابرة للحدود الوطنية واللامتماثلة"، و"الساحل والصحراء.. نزاعات لم تخمد جيدا أو خطر دورة جديدة من العنف"، و"بؤر الانفصال والتمرد .. مناطق رمادية في فضاء الساحل والصحراء غير المستقر"، و"تحديات الأمن البحري في المتوسط والقرن الإفريقي وجنوب الأطلسي (القرصنة والإرهاب)"، و"الأوبئة (إيبولا وغيرها) .. تهديدات للأمن الصحي في إفريقيا".
كما يتضمن برنامج هذا اللقاء مواضيع تهم "التهديدات الصاعدة.. رهانات متعددة ومتطورة ومعقدة (مخاطر تهديدات الإرهاب الكيميائي والبيولوجي وغيرها)"، و"المقاتلون الإرهابيون الأجانب.. تهديد جديد للأمن الدولي"، و"إفريقيا في مواجهة الجريمة الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني"، و"ليبيا .. ما هي الآفاق".