عبد الحق سجاع .. متطوع لا يزال بعد 40 سنة يعيش تفاصيل وأجواء حدث المسيرة الخضراء

محمد القنصوري

كغيره من المتطوعين المغاربة الذين شاركوا في المسيرة الخضراء يصر عبد الحق سجاع الستيني الذي ينحدر من مدينة فاس على التأكيد أن مشاركته إلى جانب إخوانه المغاربة في هذا الحدث التاريخي جاءت استجابة لنداء جلالة المغفور له الحسن الثاني وكذا للبرهنة على وطنيته الصادقة واستعداده للتضحية بالغالي والنفيس من أجل الواجب ومن أجل نصرة الوطن والدفاع عن ثوابته.

ويتذكر عبد الحق سجاع الذي غزا الشيب رأسه وكست التجاعيد وجهه ذلك اليوم الذي قرر فيه التخلي عن زوجته وورشته التي يستغلها كمحل لصناعة الأحذية والتي كانت تتواجد بقلب المدينة العتيقة بفاس للالتحاق بصفوف 350 ألف مغربي الذين جاؤوا من مختلف المناطق والجهات، زادهم الوحيد إيمانهم بعدالة قضيتهم وكتاب الله ، والأعلام الوطنية.

برفقة مجموعة من أصدقائه المقربين، ركب عبد الحق سجاع الذي كان يغطي رأسه بقماش ينسدل على كامل وجه كما باقي المتطوعين الآخرين، إحدى الشاحنات التي وضعت رهن إشارة المشاركين في هذه الملحمة التاريخية من أجل التوجه حيث مكان التجمع قبل الانطلاق الرسمي للمسيرة الخضراء في اتجاه الحدود الوهمية التي تفصل الأقاليم الجنوبية للمملكة عن باقي التراب المغربي.

ويتذكر عبد الحق سجاع بنوع من الحنين مختلف التفاصيل التي رافقت الاستعداد للتسجيل ضمن المتطوعين في المسيرة الخضراء وكذا الرحلة والمحطات التي قطعها رفقة أصدقائه وباقي المشاركين الذين برهنوا للعالم على أن المغاربة شعب مسالم ولكنه مرتبط أشد الارتباط بأرضه وبملكه ولا يتوانى عن التضحية بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على سيادة أراضيه .

ورغم مرور 40 سنة على هذا الحدث التاريخي لا يزال عبد الحق سجاع يفتخر بمشاركته في المسيرة الخضراء والتي دون بعض تفاصيلها وجزئياتها في مجموعة من الصور المعلقة إلى الآن على الجدران المتهالكة لورشته كبرهان على مشاركته في هذه الملحمة التاريخية.

ويقول سجاع بنوستالجيا تعكس شعورا بالحنين لتلك الأجواء واللحظات أنه عندما وصلت الرحلة إلى طرفاية انبرى لتأطير المتطوعين الشباب الذين كانوا يمثلون مختلف المناطق والجهات بالإضافة إلى تنشيط فقرات ترفيهية لفائدتهم .

ويؤكد عبد الحق سجاع في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المسيرة الخضراء والمشاركة فيها أضحت أحد أكثر الأحداث التي أثرت في حياته وحياة رفاقه الذين شاركوا إلى جانبه في هذه الملحمة إلى درجة أن أحد أصدقائه أصر أن يطلق اسم العيون على المقهى الذي امتلكه سنوات بعد مشاركته في المسيرة الخضراء وذلك من أجل تخليد اسم هذه المدينة التي رفع فيها العلم المغربي بعد وصول المتطوعين إلى الأقاليم الصحراوية إيذانا برحيل المستعمر وعودة هذه الأراضي إلى حوزة الوطن .

وقال إن السلاح الوحيد الذي كان يحمله بمعية رفاقه المشاركين في المسيرة الخضراء كان هو الأعلام الوطنية وكتاب الله "لقد برهنا لشعوب العالم عن وطنيتنا والتزامنا بالدفاع عن وحدتنا الترابية وعدالة قضيتنا"، مؤكدا أنه " لا الجزائر ولا صنيعتها البوليساريو أو أي كان مسموح له أن ينازعنا في مشروعية استرجاع أقاليمنا الجنوبية لأن الصحراء كانت مغربية وستبقى مغربية رغم المناورات التي تقوم بها البوليساريو مدعومة من الجزائر " .

وحث الأجيال الحالية على مواصلة المعركة التي هي معركة كل المغاربة من أجل قطع الطريق على أعداء الوحدة الترابية للمملكة وذلك تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وبالنسبة للسيد سجاع، فبفضل هذه المسيرة السلمية التي خطط لها جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه استطاع المغرب أن يخرج المستعمر الإسباني من أقاليمه الجنوبية وأن يرسخ مكانته ضمن دول العالم كبلد تمكن من استرجاع أراضيه دون إراقة ولو قطرة دم واحدة.

واعتبر أن المسيرة الخضراء تشكل حدثا بارزا في التاريخ المغربي توج مسلسلا طويلا من النضال من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة، مشيرا إلى أن هذا الحدث التاريخي الذي سيبقى محفورا في ذاكرة كل المغاربة يعكس بحق التلاحم القائم بين الشعب والعرش كما يؤكد على أن المغاربة مستعدون دائما لتلبية نداء الواجب والدفاع عن مقدساته وثوابته.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات