سنة 2015 محطة هامة في تعزيز علاقات التعاون المغربي الألماني
نادية أبرام
شكلت سنة 2015 المشرفة على نهايتها محطة هامة في تعزيز العلاقات المغربية الألمانية، حيث شهدت تبادل زيارات مكثفة بين مسئولي البلدين من مختلف القطاعات.
وعرفت العلاقات بين برلين والرباط على امتداد السنة، حركة دائبة جدد خلالها البلدان التزامهما بتفعيل (إعلان الرباط) الذي تم التوقيع عليه سنة 2013 ، والذي ينص على تعميق وتوسيع علاقات التعاون ، في أفق وضع شراكة قوية بين المغرب وألمانيا.
وقد ظهرت بوادر قوة هذه الشراكة بزيارة العمل التي قام بها وزير الشؤون الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير للمغرب في يناير الماضي، والذي كان مرفوقا بوفد هام ضم على الخصوص برلمانيين، ورجال أعمال، وشخصيات من عالم الثقافة، حظي خلالها باستقبال من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وسلم السيد شتاينماير لجلالة الملك، بمناسبة هذه الزيارة، دعوة من الرئيس الفيدرالي السيد يواخيم غاوك للقيام بزيارة رسمية لجمهورية ألمانيا الفيدرالية، وهو ما يترجم متانة هذه العلاقات ورغبة ألمانيا في توطيدها.
وشكلت هذه الزيارة مناسبة للوزير الألماني لتجديد التأكيد على الموقف الثابت لبلاده فيما يتعلق بقضية الصحراء، مؤكدا دعم ألمانيا لجهود الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي ومقبول من الأطراف.
وتركزت مباحثات وزير الشؤون الخارجية صلاح الدين مزوار مع نظيره الألماني على تعزيز التعاون بين البلدين وسبل مواجهة تصاعد العنف والتطرف ، وتعزيز التعاون الأمني ، ومواصلة دعم الحوار والتشاور السياسي وتشجيع التواصل بين المجتمع المدني بكلا البلدين.
وتوجت الزيارة بإصدار بيان مشترك أكد فيه الوزيران عن الإرادة المشتركة للبلدين في إرساء شراكة قوية والإعلان عن سلسلة من المبادرات لتعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات.
وأشاد الوزيران بالدينامية الإيجابية التي تشهدها العلاقات المغربية الألمانية ومستقبلها الواعد وسجلا بارتياح مستوى التعاون في الميدان التنموي ، ونتائج اللقاءات الاقتصادية بين البلدين والتي فتحت آفاقا جديدة للاستثمار الألماني بالمغرب وشجعت على إرساء توجه ينهض بإمكانيات الاستثمار المشترك بإفريقيا.
وفي مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية ، سجلت العلاقات المغربية الألمانية تطورا هاما ، على مستوى تطوير الشراكة في التكنولوجيات الطاقية المستدامة ، إذ ستمتد وفق ما اتفق عليه البلدان ، إلى قطاعات الصناعة الغذائية والبنى التحتية والتكنولوجيات والمهن الجديدة بالمغرب كصناعة السيارات وأجزاء الطائرات ، والخدمات والسياحة.
وشهدت هذه السنة أيضا، زيارات عمل لعدد من أعضاء الحكومة في مختلف القطاعات وكذا وفود من البرلمان بغرفتيه ، لحضور مواعيد ولقاءات ومناسبات دولية هامة.
ومن أبرز هذه اللقاءات مشاركة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون امبركة بوعيدة في اجتماع برلين لبحث الازمة الليبية ، الذي دعا إليه وزير خارجية ألمانيا بحضور مبعوث الأمم المتحدة ومفوضو الشؤون الليبية للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ونحو عشرين ممثلا من ليبيا.
ويؤكد حضور المغرب في هذا الاجتماع الهام الذي جاء في سياق دعم مفاوضات الصخيرات ، أن المملكة التي تدعم بشكل كامل ومطلق الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي في ليبيا ، لها مكانة متميزة في هذا الحوار.
كما أن مشاركة المغرب في المنتدى الدولي للنقل السنوي الذي تحتضنه مدينة لايبسيغ ، تميز هذه السنة بانضمام المغرب إلى المنتدى كعضو رسمي ليكون أول بلد عربي وإفريقي يحظى بعضوية هذا التجمع الهام ،إلى جانب تحقيق خطوة هامة في مباحثات التعاون في قطاع النقل بين المغرب وألمانيا ودول أخرى.
وسجلت سنة 2015 اختيار المغرب من قبل إدارة المعرض الدولي "الأسبوع الأخضر" للأغذية والفلاحة والبستنة الذي تحتضنه برلين، كضيف شرف في دورته المقبلة برسم سنة 2016 ، ليكون البلد الوحيد خارج الاتحاد الأوروبي الذي يحظى بهذا الشرف.
وتنفيذا لمضامين (بيان الرباط ) و(بيان مراكش)، الموقعان بين البلدين، قام رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف ، المهدي قطبي، بزيارة عمل لبرلين أبانت عن الرغبة الكبيرة للمسئولين الألمان في تطوير وتعزيز علاقات التعاون مع المغرب في المجال المتحفي.
وأكد قطبي إثر الزيارة التي كانت بدعوة من وزارة الشؤون الخارجية الألمانية، أن المسئولين الألمان المعنيين بالشأن الثقافي والمتحفي على استعداد تام لنقل خبراتهم ومعارفهم للمختصين المغاربة وإقامة مشاريع مشتركة.
وتوجت السنة أيضا بالتوقيع على اتفاقية دعم التدبير المندمج للموارد المائية بالمغرب بين الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء، والمؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، ومؤسسة التعاون الدولي السويسري ضمن المرحلة الثانية (2012-2016 ) من البرنامج المغربي الألماني.
ويتطلع كل من المغرب وألمانيا إلى ضخ المزيد من الدماء في علاقتهما بما يستجيب لطموحات شعبي البلدين في مختلف المجالات.